بنعبد الله: لا علم للأحزاب بعمليات هدم المساكن في الرباط.. فمن يقرر مصير الساكنة؟

0
189

في شوارع الرباط، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، تتحرك الجرافات بلا هوادة، تهدم بيوتًا وسنواتٍ من الذكريات، تاركة وراءها أسئلة أكبر من الأنقاض ذاتها. بين وعود التجديد الحضري ومخاوف التشريد، تبرز أزمة سكان سانية غربية بحي المحيط، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة مصير غير واضح. فمن المستفيد من هذه العمليات؟ وهل هناك رؤية واضحة لمستقبل السكان المتضررين؟

نبيل بنعبد الله يكشف المستور: قرارات الهدم تُتخذ في الظل!

في لقاء مع الساكنة المتضررة، لم يتردد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في توجيه انتقادات لاذعة حول غياب الشفافية في تدبير هذه القضية.

لا علم للأحزاب بما يجري،” هكذا صرح، مشددًا على أن القرارات الكبرى لا تُتخذ في الظل، بل يجب أن تخضع لنقاش عام يراعي مصالح المواطنين. وأكد أن الهدف ليس الاعتراض على أي مشروع إصلاحي، بل ضمان العدل والإنصاف للجميع، سواء كانوا ملاكًا، مكترين، أو تجارًا.




تشريد ممنهج؟ الرباط تهدم.. دون بدائل!

في الدول المتقدمة، تُبنى المدن على التفاوض والتخطيط المسبق، حيث لا يُترك المواطنون في العراء دون حلول واضحة. لكن في الرباط، وجد سكان سانية غربية أنفسهم أمام واقع جديد دون إنذار مسبق. فالهدم بدأ دون أن تكتمل حلول الترحيل، ودون أن يحصل المتضررون على التعويضات التي تُمكّنهم من الاستقرار في أماكن أخرى. حتى الحديث عن توفير بدائل سكنية لبعض الأسر لا يبدو أنه يشمل الجميع، ما يفتح باب القلق حول مصير مئات الأشخاص.

من يربح ومن يخسر؟ لغز المشروع الغامض

تُطرح تساؤلات عديدة حول طبيعة المشروع الجديد الذي سيُقام على أنقاض هذه المنازل. هل هو مشروع سكني عمومي يخدم الطبقات المتوسطة والفقيرة؟ أم أنه استثمار عقاري ضخم ستستفيد منه جهات خاصة محلية أو حتى أجنبية؟ الصمت الرسمي حول هوية الجهة المستفيدة يزيد من حالة الغموض، ويجعل المخاوف تتعاظم حول احتمال تكرار سيناريوهات سابقة، حيث وُعد السكان بالتعويضات، لكنهم انتهوا دون مأوى.

قرار فوقي أم سياسة ممنهجة؟ من يوقف الجرافات؟

يرى بنعبد الله أن ما يحدث في سانية غربية قد يكون مجرد بداية، وربما تمتد عمليات الهدم إلى أحياء أخرى دون سابق إنذار. فهل سيتم إشراك المواطنين في قرارات مصيرية كهذه؟ وهل ستتحلى السلطات بالشفافية لتوضيح حيثيات المشروع؟

حزب التقدم والاشتراكية يطالب بلقاء مع المسؤولين لفهم ما يجري، لكن السؤال الأهم: هل سيجد هذا المطلب آذانًا صاغية، أم أن القرارات ستظل تُتخذ خلف الأبواب المغلقة؟ في غياب الوضوح، ستبقى المخاوف قائمة، وستظل الجرافات تهدم ليس فقط الجدران، بل ثقة المواطنين في مسار التنمية الحضرية.