“أرواح غيوانية” تُحلق في سماء البيضاء: أوركسترا ضخمة تحتفي بأسطورة المجموعات الغنائية في عرض غير مسبوق

0
319

الدار البيضاء تستعد لعناق الذكرى والنغمة، حيث تشهد ساحة ماريشال، يومي 13 و14 يونيو الجاري، المحطة الختامية من الدورة الثانية لمهرجان “أرواح غيوانية”، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات. وبهذا الموعد، تُختتم رحلة فنية انطلقت من سطات، مرورًا بـ بنسليمان، وصولًا إلى قلب العاصمة الاقتصادية.

في هذا الموعد المنتظر، سيكون الجمهور على موعد مع أمسيتين من الطرب الغيواني في حلّته الراقية، حيث يفتتح الحفل الأول، يوم الجمعة، بمجموعة “تكدة”، الحاملة للهوية المغربية منذ تأسيسها عام 1972، وسترافقها في الفقرة الثانية أصوات راسخة في الوجدان الغيواني، مثل محمد الدرهم ونبيل الخالدي والمعلم باقبو، في توليفة غنائية تستحضر عبق “الكرامة الفنية” لجيل صنع مجد الأغنية الملتزمة.

أما المسك الختام، فسيكون مساء السبت 14 يونيو، في عرض أركسترالي هو الأول من نوعه في الهواء الطلق، بمشاركة أزيد من 50 عازفاً محترفاً، يقودهم المايسترو مولاي رشيد الركراكي، إلى جانب أساطير الغيوان: ناس الغيوان، لمشاهب، جيل جيلالة، ورفقة صوت الفنان عبد الكريم القسبجي.

هذا العرض ليس مجرد احتفاء بالنغمة، بل هو مشروع فني كبير تم الإعداد له على مدى أسابيع من التداريب، ويقدم للمرة الأولى مختارات غيوانية موزعة أركسترالياً في رؤية فنية تستلهم الماضي وتترجمه بحس معاصر.

لحظات التكريم ستكون بدورها حاضرة بقوة، حيث سيتم الاحتفاء بكل من الفنان عبد الكريم القسبجي، أحد أعمدة جيل جيلالة، ورفيق الزمن الغنائي الطويل، إلى جانب الفنان محمد حمادي، الصوت البارز داخل مجموعة “لمشاهب”، والذي لا يزال يحمل الشعلة الغيوانية بشغف العاشق وحنين الرائد.

وفي الخلفية، يظل صوت المهرجان شاهداً على عبور الأجيال، من ناس الغيوان ولمشاهب ومسناوة والسهام، إلى بنات الغيوان والفرق الشابة مثل اللمة، العاشقين، جنان الغيوان، حفاد الغيوان، أولاد السوسدي، أفريكا سلم، جورا، صابا قدوس، جمال الغيواني… أسماء تؤسس لغدٍ يحمل روحية الماضي بآلات الحاضر.

“أرواح غيوانية” ليس مهرجاناً فقط، بل تجربة روحية/فنية تنبع من عمق الذاكرة الجماعية المغربية، وتُعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور وإرث المجموعات، في زمن السرعة والسطحية، كأنه يقول: ما زال في الصوت ما يُشبهنا.