وسط أضواء النسخة الـ20 من مهرجان موازين – إيقاعات العالم، وفي قلب العاصمة الرباط، اختارت إدارة المهرجان وجها إعلاميًا مغربيًا له بصمته الخاصة ليكون همزة الوصل بين الجمهور والمنصة: فريال زياري.
لكن، ما حدث لم يكن مجرد تقديم تقني للحفلات، بل تحوّل تقديم فريال إلى أداء تعبيري، فيه من الذكاء العاطفي والعفوية ما جعلها تتجاوز دور المنشطة لتتحول إلى لحظة من لحظات المهرجان ذاتها.
من الميكروفون إلى القلوب: لغة جديدة في التواصل مع جمهور الفن
تألقت فريال زياري على منصة النهضة، التي استقبلت نخبة من نجوم الطرب والغناء العربي، من شيرين عبد الوهاب ونانسي عجرم إلى راغب علامة وحماقي، لكن الحضور الجماهيري لم يتفاعل فقط مع المغنين، بل كان في انسجام تام مع حضور زياري على المنصة.
طريقة تقديمها التي جمعت بين الأناقة والبساطة، بين الكلمة المدروسة والارتجال الصادق، جعلت من صوتها نقطة ارتكاز بين الجمهور والفنان، ومن صورتها امتدادا لـ”مغرب الجمال” في كل تفاصيله.
فريال لم تُقدّم الحفلات فحسب، بل أعادت الاعتبار لثقافة التقديم الفني بوصفه فنا مستقلا، يحتاج لذكاء اجتماعي، وحس لغوي، وشخصية قريبة من الناس.
والأهم، أنها جاءت حاملة معها تجربة إعلامية عابرة للحدود: من المغرب إلى الإمارات إلى لندن، وهو ما يجعلها تنتمي لجيل جديد من الإعلاميين المغاربة الذين يجمعون بين الاحتراف الدولي والهوية المحلية.
القفطان المغربي كهوية مرئية: من الصوت إلى الزي
إطلالات فريال زياري في موازين كانت بدورها رسائل ثقافية صامتة. اختارت القفطان المغربي في أكثر من ظهور، بتصاميم تعكس هوية المرأة المغربية في توازنها بين الجاذبية والوقار، بين الحداثة والانتماء. بذلك، لم يكن الحضور البصري لزياري مجرّد استعراض للأزياء، بل تجسيدًا جماليًا لهوية مغربية تختار التألق لا التصنّع، والاحتفاء لا الاستعراض.
ما بعد موازين: هل تصبح زياري صوتًا فنيًا جديدًا؟
تجربة موازين ليست محطة عابرة في مسار فريال زياري، بل يبدو أنها مدخل إلى مرحلة فنية أكثر تنوعًا. فريال تتحضّر لتصوير عمل فني جديد، بعد مشاركتها سابقًا في مسلسل “مسك الليل”، كما لديها تجربة إعلامية عبر برنامج “Face To Face” الذي بث على قناة LBC.
هذا التعدد في المسارات بين الإعلام والتمثيل والتظاهرات الثقافية، يرسم صورة وجه نسائي مغربي جديد، لا يُختزل في تخصص واحد، بل ينتمي إلى جيل متحرّك يبحث عن لغة أوسع للتأثير والتواصل.
فريال زياري ليست فقط مقدمة حفلات.. إنها مرآة لمرحلة مغربية جديدة
من موازين، خرجت فريال زياري بصفتها مؤشرا على التحوّل الجاري في المشهد الإعلامي والفني المغربي: جيل شاب، مؤنث، واثق، يحسن التعبير عن ذاته، ويرتقي بلغة الجمال إلى مستوى التواصل الجماهيري، دون تكلف أو تصنع.
في فريال زياري، يمكن أن نقرأ ملامح مغربٍ يريد أن يطلّ على العالم بإيقاعه الخاص: عفوي، أنيق، وقادر على التأثير دون ضجيج.