نبيل الأيوبي يتوّج بلقب “نجم العيطة” ويجاور الكبار في مهرجان العيطة المرساوية
في أجواءٍ مفعمة بنبض التراث ووهج الشباب، احتضنت مدينة الجديدة أولى محطات الدورة الثانية من مهرجان العيطة المرساوية، الذي انطلقت فعالياته بمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، ليؤكد من جديد أن فن العيطة ما زال قادراً على التجدد والعبور إلى الأجيال القادمة.
الحدث البارز خلال هذه الانطلاقة كان تتويج الفنان الشاب نبيل الأيوبي بلقب “نجم العيطة”، بعد منافسة إبداعية حماسية أظهرت وجوهاً صاعدة تحمل على عاتقها مسؤولية صون هذا الموروث الشعبي المغربي الأصيل.
منصة للمواهب.. العيطة تستقبل أبناءها الجدد
بمسرح محمد عفيفي، وعلى مدى يومين، تبارى أربعة مرشحين تم اختيارهم بعناية من أصل أكثر من مئة مشارك تقدموا للمسابقة عبر فيديوهات أولية. لجنة التحكيم، التي ضمت أسماء لامعة من ساحة العيطة كالفنانين بوشعيب الجديدي وبوشعيب الدكالي، والصحافي بوشعيب نفساوي، اختبرت الأصوات المتسابقة على الخشبة مباشرة أمام جمهور ذواق وعاشق لهذا الفن، قبل أن تعلن عن تتويج الأيوبي.
وكان من بين المرشحين الأربعة كل من فاطمة الزهراء أبو الفضل، ونبيل ملاح، والمهدي الهيشومي، الذين قدموا وصلات فردية وجماعية تركت انطباعاً قوياً لدى الحضور واللجنة على حد سواء.
جيل جديد بجوار النجوم
في واحدة من لحظات التكامل بين جيل الرواد والمواهب الصاعدة، اعتلى نبيل الأيوبي المنصة مجدداً في اليوم الثاني من المهرجان، ليتقاسم الأضواء مع قامات وازنة من رموز العيطة، على رأسهم الفنان بوشعيب الجديدي ورفيقه بوشعيب الدكالي، وسط تصفيقات جمهور عاشق للعيطة الحصباوية والمرساوية.
المفاجأة الفنية حملها الفنان أيوب روحال، الذي أطل في السهرة الافتتاحية بروح مجددة ومؤثرة، فيما تولى الفنان طارق برداد مهمة التأطير الفني وتوجيه المواهب طيلة فترات التحضير.
مهرجان يواصل الرحلة.. نحو مديونة والدار البيضاء
بعد محطة الجديدة، يستعد مهرجان العيطة المرساوية للانتقال إلى مديونة يوم 25 يوليوز، حيث ستحيي السهرة الأولى كل من الفنان سيمو كيزا، وأيقونة العيطة خالد البوعزاوي، والفنان حميد السرغيني.
وتليها سهرة ثانية تحضرها الفنانة سهام المسفيوية إلى جانب كمال هريمو، في استمرار لاحتفال موسيقي يُعيد للعيطة ألقها وسط أجيال اليوم.
أما محطة الدار البيضاء، فستنطلق من فضاء “طورو” بحي العنق، بمشاركة مجموعة الحوزي المخاليف ومجموعة مزكان، بالإضافة إلى نجم العيطة حجيب، قبل أن تُختتم فعاليات المهرجان في الليلة الختامية مع الفنان وليد الرحماني والنجم عبد العزيز الستاتي.
العيطة ليست ماضياً.. بل مستقبل يُغنى
بهذا النفس الجديد الذي يجمع بين الأصالة والتجديد، يُثبت مهرجان العيطة المرساوية أن الفن الشعبي المغربي ما زال حيًّا، يتنفس من شغف الأجيال، ويصنع لنفسه مستقبلًا لا يقل إشراقًا عن ماضيه. فنبيل الأيوبي ليس فقط “نجم العيطة” لهذا العام، بل عنوان على إمكانية ولادة نجوم جدد من بين أزقة الجديدة وساحات البيضاء وأحياء مديونة.