أصالة تُغنّي للثورة: “القيصر”… دراما الوجع السوري على أنغام الحرية

0
191

بصوتٍ ارتبط بالحرية، وإحساسٍ لا يُخطئه الألم، تُطل النجمة السورية أصالة نصري من جديد، ولكن هذه المرّة ليس عبر أغنية عاطفية أو عمل فني تقليدي، بل من خلال شارة مسلسل “القيصر – لا مكان لا زمان”، الذي يقتحم جراح المعتقلات السورية بلغة درامية جريئة وغير مسبوقة.

المسلسل، الذي يُعدّ أول عمل درامي سوري يُنجز بهذا الحجم بعد سقوط نظام بشار الأسد، يرصد عبر ثلاثين حلقة مقسّمة إلى عشر ثلاثيات، شهادات حقيقية موثقة من داخل السجون، حيث عاش الآلاف من المعتقلين السوريين ـ من ثوار ومدنيين ـ أقسى أشكال التنكيل والانتهاك.

دراما الحقيقة… لا خيال

“القيصر” ليس عملاً خيالياً، بل وثيقة فنية تُجسّد بجرأة ما حاولت سنوات القمع إخفاءه. كتب نصه مؤيد النابلسي، وشارك في صياغة الثلاثيات كل من نجيب نصير، وعدنان العودة، وزهير الملا، ولؤي النوري، ضمن معالجة درامية تمزج بين التوثيق والدراما المشوّقة.

أما الرؤية البصرية، فهي للمخرج السوري صفوان مصطفى نعمو، الذي صرّح:

القيصر لا مكان لا زمان… ليس مجرد مسلسل، بل شهادة على زمنٍ حاول البعض طمسه. صوّرنا الوجع بلغة الصورة، لنصنع ذاكرة لا تُنسى.

المسلسل من إنتاج شركة Power Production، بإشراف عام أمير مصطفى نعمو، والمنتج الفني يامن ست البنين، فيما تولّت شركة رولز للإنتاج الفني تنفيذ العمليات الفنية في إمارة أبوظبي.

صوت الثورة… بصوت أصالة

أصالة، التي لطالما كانت صوتاً للحب والحرية، تعود اليوم بـ”شارة القيصر” لتغنّي للوجع السوري الذي قاومه كثيرون بصمت.
وفي تصريح خاص، قالت النجمة:

هذا الصوت الذي عرفتموه يوماً حرّاً، عاد اليوم ليغني للحقيقة. شارة القيصر ليست مجرد غناء… بل وعدٌ لكل من ظُلم أن الحقّ سيُروى. أنا ابنة هذا الشعب، وهذا الصوت هديتي لمن قاوم وصدق.

الأغنية من كلمات وألحان حسان زيود، وتوزيع ناصر الأسعد، وتُتوقع أن تكون واحدة من أكثر الشارات تأثيراً في الدراما العربية، نظراً لما تحمله من رمزية سياسية وعاطفية كثيفة.

دراما ما بعد السقوط

في زمن تتشابك فيه الرواية والهوية والذاكرة، يقدّم “القيصر” نفسه كعمل جريء يعلن القطيعة مع دراما المجاملة، وينتصر للحقيقة بالصورة والكلمة والنغمة، جامعاً بين الفن والموقف، بين الجرح والكرامة.

“القيصر – لا مكان لا زمان” ليس مجرد مسلسل… إنه صوت الذين لم يُسمعوا، وصورة الذين غابت وجوههم خلف القضبان، ووعدٌ بأن الحقيقة، مهما طال حبسها، ستجد يوماً مَن يرويها.