ليلة من ليالي الصيف ستظل محفورة في ذاكرة مدينة المضيق… هناك، على منصة مهرجان الشواطئ، كتب عبد الله الداودي، عندليب الأغنية الشعبية، صفحة جديدة من مجده الفني، بعد أن نجح في جمع أزيد من 250 ألف متفرج، في رقم قياسي يعكس حجم شعبيته الجارفة.
منذ اللحظة الأولى لصعوده على الخشبة، اشتعلت الأجواء، وارتفعت الأصوات مرددة أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب: “باغي ننساها”، “مولاي عبد الله”، “مازال صابر على هبالها”، “ياك جاني تلفون”… وغيرها من الأيقونات التي صنعت مكانته كأحد أبرز وجوه الفن الشعبي المغربي.
الداودي، المعروف باحترافيته وحرصه على التفاصيل، لم يكتفِ بإبهار الجمهور بصوته وإيقاعاته، بل أطلّ رفقة فريقه الفني بقيادة مدير أعماله عبد اللطيف كفكاف، في زيّ مغربي موحد، مما أضفى لمسة جمالية على المشهد، وقدّم صورة راقية عن الفرق الشعبية المغربية، في مبادرة تستحق الاقتداء.
اختيار إدارة مهرجان الشواطئ لاتصالات المغرب للداودي لإحياء هذه الليلة لم يكن محض صدفة، بل جاء تتويجاً لمكانته في قلوب عشاق الفن الشعبي، ولقدرته على جمع الجماهير بمختلف أعمارهم في لحظة طربية صافية، حيث تتحول الشواطئ إلى مسرح مفتوح على الفرح، وتصبح الأغنية الشعبية لغة موحدة بين الفنان وجمهوره.
هكذا، أثبت عبد الله الداودي أن الأغنية الشعبية ليست فقط تراثاً يُحافظ عليه، بل طاقة حية قادرة على تحريك آلاف القلوب في ليلة واحدة، وأن عندليبها ما زال قادراً على التحليق عالياً في سماء الفن المغربي.