يعد تعيين المدرب المغربي عبدالكبير الدروي مدربًا وطنيًّا لمنتخب كوريا الجنوبية للكاراتيه (فريق الكوميتي للكبار) لحظة فارقة، إذ لم يكن هذا الإنجاز مهنيًّا عابرًا فحسب، بل بشارة لمشهد أوسع يُظهر أن الكفاءات المغربية تستحقّ مكانة متميّزة على الخريطة الرياضية الدولية، رغم المعوقات المحلية التي تدفع آلاف الطامحين إلى مغادرة الوطن بحثًا عن فرص خارجية.
نموذج من الكفاح والإبداع: من البادية المغربية إلى قلب آسيا
مسيرة الدروي كانت نموذجًا للطاقات الوطنية التي، رغم محدوديّة الدعم والمرافق محليًا، نجحت في صناعة أثر واضح. كلاعب، سجّل نجاحات محلية وقارية، ثم تخطّاها كمدرّب، حيث قاد المنتخب المغربي للكاراتيه لتحقيق نتائج مشهودة في الدورات الأفريقية والعربية. ومع اختفاءه لاحقًا من المشهد الفني المغربي، انهالت عليه عروض من دول عربية وأوروبية، قبل أن يختار تحدّيًا أصعب أن يتولى تدريب منتخب بلد ينبض بفنون القتال على تراب آسيا.
قراءة أعمق: أسباب التصدّي للهجرة والانسحاب من المشهد المحلي
-
نقص الحوافز والبنية التحتية المتقدمة: رغم التأسيس لمراكز تدريب وطنية حديثة في الرباط، مثل المركز الذي افتُتح بحضور رئيس الاتحاد الدولي ممثلًا، فإن الانعكاس على توفر بيئة احترافية مستدامة في مختلف الرياضات لا يزال محدودًا.
-
ضعف الاعتراف والتقدير داخل الوطن: النظام الرياضي لا يزال يركز بشكل أكبر على الرياضات الشعبية مثل الكرة، ما يجعل الرياضات القتالية – رغم الإنجازات القارية والعالمية – خارج دائرة الأولويات الحقيقية.
-
عرض خارجي ذو شروط احترافية واضحة: عرض كوريا الجنوبية مثّل فرصة لا تُعوّض، في بلد يُعلي من قيمة التدريب، ويمنح كفاءات الشرق الأوسط والمغرب مكانة مهنية تؤمن تطورًا حقيقيًا.
ما بعد الإنجاز: هل تمثّل هذه اللحظة بداية تحوّل في تقدير الكفاءات؟
الآن، يحمل الدروي في مهمته الرمزية أكثر من لقب مدرّب. إنه جسر بين خبرة مغربية راسخة وفضاءات احترافية متقدمة. ولذا، يُطرح السؤال:
-
هل سيكون هذا التعيين بدايةً لسلسلة انتقالات مماثلة لكفاءات مغربية نحو دول تُقدر الكفاءة بدل الانتماء الجغرافي؟
-
هل قد يُحفّز هذا الإنجاز الجهات الرياضية المغربية على مراجعة أساليب الاستقطاب والدعم، لكي تحافظ على نجومها وطموحاتها الوطنية؟