“أحمد عصيد يشكك في أرقام أخنوش حول إعادة إعمار الحوز ويكشف الواقع المرير للضحايا”

0
213

أثارت تصريحات رئيس الحكومة عزيز أخنوش حول عدد المنازل التي جرى تشييدها لفائدة ضحايا زلزال الحوز موجة واسعة من الجدل. الكاتب والباحث أحمد عصيد وصف هذه الأرقام بأنها “خيالية” و”بعيدة عن الواقع الميداني”، في تعليق نشره على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك.

تضارب الأرقام بين تصريحات رسمية والواقع

في منشوره، أشار عصيد إلى أن رئيس الحكومة أعلن مؤخراً أن عدد المنازل تجاوز 51 ألف وحدة سكنية، بينما كان قد أعلن قبل أسابيع فقط أن الحصيلة لا تتعدى 46 ألف منزل. واعتبر عصيد أن هذا التضارب يطرح أكثر من سؤال حول مصداقية المعطيات الرسمية، مستغرباً قدرة الحكومة على إضافة خمسة آلاف مسكن في فترة قصيرة وفي ظروف معقدة كالتي تعيشها المنطقة.

سؤال للنقاش: هل تعكس هذه الأرقام التقدم الفعلي في إعادة الإعمار، أم أنها تأتي في إطار محاولة لتجميل الإنجازات أمام الرأي العام؟

التحديات اليومية لسكان القرى الجبلية

رغم الأرقام الرسمية، أوضح عصيد أن الحقائق اليومية تختلف بشكل واضح عن ما يُعلن، حيث ما زالت أسر عديدة تقضي شتاءها الثالث في العراء من دون مأوى يحميها من قساوة البرد. وأضاف أن نسبة التعويضات التي حصلت عليها الأسر لم تتجاوز غالباً نصف ما وعدت به الدولة، فيما تم إقصاء آخرين بالكامل بدعوى امتلاكهم مساكن في مناطق أخرى، ما يطرح سؤالاً عن العدالة في توزيع المساعدات.

سؤال تحليلي: كيف يمكن للحكومة أن توازن بين السرعة في الإحصاء والدقة في تلبية حاجيات جميع المتضررين، خصوصاً في المناطق النائية؟

الاحتجاجات والمطالب غير المستجابة

أشار عصيد أيضاً إلى أن استمرار اعتقال نشطاء تنسيقية الضحايا يعكس تجاهلاً لمطالب الساكنة، حيث تم التعامل مع احتجاجاتهم عبر القضاء بدلاً من الاستماع إليهم والعمل على تلبية احتياجاتهم الأساسية. واعتبر عصيد أن هذا النهج يكشف عن نهج حكومي يركز على تقديم حصيلة مضخمة بدل الاعتراف بالتأخر في التنفيذ.

سؤال للرأي العام: هل يجب أن تكون الأولوية في مثل هذه الكوارث لعرض أرقام متقدمة أم للاستماع إلى السكان وحل مشاكلهم الميدانية؟

رد الحكومة: إنجازات ملموسة وفق تصريحات أخنوش

من جهته، أكد رئيس الحكومة أن أغلب سكان منطقة الحوز “فرحون” بالإجراءات التي تم اتخاذها لإعادة التهيئة والتعويض، مستنداً إلى زياراته المتكررة للمنطقة ومكوثه فيها لفترات طويلة.

خلال لقاء تلفزيوني تواصلي، تجنّب أخنوش تحديد موعد نهائي للتخلص من الخيام التي ما زالت قائمة بعد مرور سنتين على الزلزال، مكتفياً بالقول إن ما تحقق حتى الآن “مشرف”. وأوضح أن حصيلة إعادة البناء والترميم بلغت 51 ألفاً و154 منزلاً، أي أكثر من 92 في المائة من مجموع الأوراش التي أُطلقت لهذا الغرض، معتبراً أن هذه الأرقام تعكس حجم التقدم في عملية إعادة الاستقرار للأسر المتضررة.

سؤال للمتابعين: كيف يمكن التحقق من صحة هذه الإحصاءات، وهل هناك آليات شفافة لمراجعة الأرقام الرسمية من قبل جهات مستقلة؟

خلاصة

بين التقديرات الحكومية المعلنة والواقع الميداني وفق شهادات الحقوقيين والنشطاء، يظل ملف إعادة إعمار الحوز مثار نقاش وجدال. الرهان الحقيقي يكمن في تقديم أرقام دقيقة وشفافة، مع الاستجابة الفعلية لحاجيات الأسر المتضررة، وليس الاقتصار على عرض حصائل رقمية. فالأرقام، مهما كانت كبيرة، لا تعني نجاح العملية إذا ظل جزء من السكان يعيش في خيام أو بدون تعويض عادل.