في مشهد رياضي مليء بالإثارة، أحرز العداء المغربي سفيان البقالي الميدالية الفضية في سباق 3000 متر موانع، ضمن بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو، مسجلاً توقيتاً قدره 8:33.95. وجاءت الميدالية الذهبية للعداء النيوزيلاندي جوردي بياميش بفارق ضئيل جداً، فيما ذهبت البرونزية للعداء الكيني إدموند سيروم، بينما احتل المغربي الآخر صلاح الدين بن يزيد المركز الخامس.
وللوهلة الأولى، تبدو هذه النتيجة بمثابة انتصار جديد للبطل المغربي الذي لطالما اعتاد على التتويج بالذهب. لكن عند التدقيق في التفاصيل، يثار سؤال محوري: لماذا اكتفى البقالي بالفضية هذه المرة، رغم أنه كان مرشحاً قوياً للذهب؟
سيناريو السباق: لحظات فارقة وتحديات غير متوقعة
المتابع للسباق يلاحظ أن البقالي اختار استراتيجية البقاء في ذيل الكوكبة حتى آخر لفاتين، في مواجهة مرتقبة مع الإثيوبي لاميتشا غيرما، حامل الرقم العالمي. لكن السرعة النهائية المفاجئة لبياميش قلبت التوقعات رأساً على عقب، وفصلت بينهما فرقاً ضئيلاً بلغ 0.07 ثانية فقط.
هنا يبرز سؤال آخر: هل كان اختيار البقالي للبقاء في الخلف استراتيجية محسوبة أم أنها أثرت على قدرته على الانطلاق بقوة في اللحظات الحاسمة؟ وهل يمكن أن تكون عوامل نفسية أو تكتيكية وراء هذا القرار؟
العوامل المحتملة وراء “النزول” من الذهب إلى الفضة
-
الإعداد البدني والفني: البقالي أكد أنه بذل كل جهده ولم يدخر أي تضحيات، وأنه شعر بصعوبة في تجاوز الحاجز الأخير بشكل مثالي. هل يمكن أن يكون التعب المتراكم أو الضغط النفسي بعد عامين من البطولات الكبرى قد أثر على أدائه؟
-
التكتيك والخبرة: سبق للعداء المغربي أن توج بالذهب مرتين متتاليتين، لكن السباقات المقبلة تختلف دوماً في التفاصيل. سرعة بياميش النهائية كشفت أن هناك منافسين يطورون أساليبهم بشكل متسارع، فهل كان البقالي مستعداً لمواجهة هذه المفاجآت؟
-
الظروف الخارجية: الرياح، الطقس، أو توقيت السباق، كلها عوامل قد تؤثر على الأداء، خصوصاً في سباقات الموانع التي تتطلب توازناً عالياً بين السرعة والتقنية.