سناء العلاوي… بهجة مغربية تعانق العالم من يلوستون: حين تنتصر السينما لنبض المرأة وذاكرة الحزن

0
365

في لحظة تُشبه العبور من العتمة إلى الضوء، وقفت المخرجة المغربية سناء العلاوي لتتسلّم جائزة أفضل مخرجة في مهرجان يلوستون السينمائي الدولي بالهند. لم يكن ذلك مجرّد تتويج لفيلم، بل لحظة تاريخية تُحفر في سجل السينما المغربية الناشئة، التي تعيد اليوم كتابة حضورها العالمي بجرأة وعمق ودقّة شعورية نادرة.

عايشة”، الفيلم الذي حمل روح امرأة تبحث عن معنى في متاهة الألم، أصبح جواز عبور سناء العلوي نحو العالمية. فيلم يجمع بين الطقوس، الذاكرة، الجسد، والصمت… فيلم وُلد من قلب التراجيديا المغربية، لكنّه يتحدث لغة إنسانية يفهمها العالم كله.

والأهم: فيلم وُلد من حسّ نسوي واعٍ يضع معاناة النساء في صدارة النقاش الفني.

لحظة فرح مغربية… وفرحة أنثوية كبرى

في المغرب اليوم، وفي أوساط السينما خصوصًا، يُستقبل هذا التتويج مثل عيد صغير.
ليس فقط لأن مخرجة مغربية شابة حققت إنجازًا دوليًا…

بل لأن هذا الإنجاز جاء من فيلم قصير صنعته امرأة وضعت قلبها كاملًا بين الكادر والكادر.

وسناء العلوي ليست مجرد مخرجة… إنها صوت نسائي جديد يشق طريقه بصلابة، يكتب بمنطق الإحساس، ويؤمن أن السينما ليست حكاية تُروى، بل جرح يُضاء.

Aïcha : Symbolisme, mémoire et place dans le cinéma féministe marocain

من المغرب إلى يلوستون… رحلة فيلم يحكي ما لا يُقال

فيلم “عايشة” ليس عملًا تقليديًا.
إنه تجربة بصرية وروحية:

  • طقوس غناوية حقيقية، التقطتها الكاميرا كأنها صلاة.

  • ذاكرة مفكّكة تتناثر في الزمن كما يتناثر الحزن بعد أي صدمة.

  • مزيج بين السرد والرمزية، بين الوجع الأنثوي والرغبة في التحرر.

  • سينما شجاعة تلامس المسكوت عنه في المجتمع المغربي.

هذا العمق هو ما لفت انتباه لجنة تحكيم مهرجان يلوستون، التي منحت سناء العلوي جائزة أفضل إخراج تقديرًا لـ “جرأتها في بناء لغة سينمائية شخصية، وجدّتها في مزج الطقوس بالذاكرة، وقدرتها على تحويل الألم إلى صورة”.

ماذا يعني هذا التتويج للسينما المغربية؟

  1. انتصار للجيل الجديد من المخرجات المغربيات.

  2. اعتراف دولي بقيمة القصص المغربية حين تُروى بصدق.

  3. تأكيد أن السينما المغربية يمكنها اختراق الأسواق العالمية بأعمال قصيرة، لا تحتاج ميزانيات ضخمة، بل روحًا قوية.

  4. فتح الباب أمام سينما تعتمد على الطقوس والثقافة المحلية كقوة جمالية وليست كفولكلور.

فرحة لا تشبه إلا السينما… ولا تشبه إلا المغرب

تكريم سناء العلاوي يشبه لحظة يصفّق فيها العالم للروح المغربية.
لحظة نادرة تُعانق فيها أضواء مهرجان عالمي قصّة ولدت في قرية أو في ذاكرة امرأة مجهولة.

لحظة تقول فيها السينما للمغرب: «لقد وصلت قصصكم… ووصل نبضكم… ووصلت عائشة.»

**برافو سناء…

وبرافو للسينما المغربية التي تكبر كل يوم بمخرجاتها قبل مخرجيها.**

سناء العلوي… بهجة مغربية تعانق العالم من يلوستون: حين تنتصر السينما لنبض المرأة وذاكرة الحزن