نجح المنتخب الوطني المغربي الرديف في وضع بصمة قوية على كأس العرب “قطر 2025”، بعد فوزه الصعب والمستحق على المنتخب السعودي بهدف نظيف، في مباراة شهدت تكافؤًا كبيرًا في الأداء، ولكن لمسة الحسم كانت لصالح الأسود. المباراة، التي احتضنها ملعب لوسيل في اليوم الثالث من منافسات المجموعة الثانية، أكدت مرة أخرى قدرة المنتخب المغربي على المزج بين الانضباط الدفاعي والإبداع الهجومي.
جاءت الدقيقة الحادية عشرة لتسجل علامة فارقة في اللقاء، عندما استغل المهاجم كريم البركاوي تمريرة ساحرة من طارق تيسودالي، ليهز شباك السعودية ويمنح المغرب هدفه الأول والثابت حتى نهاية المباراة. هذا الهدف لم يكن مجرد رقم في لوحة النتائج، بل ترجمة لعمل جماعي متقن، يعكس مدى استعداد المنتخب المغربي الفني والذهني لمنافسات هذه البطولة العربية.
على الرغم من سيطرة الشوط الثاني الجزئية للمنتخب السعودي ومحاولاته المضنية لإعادة المباراة إلى نقطة البداية، كان الدفاع المغربي والاعتماد على الهجمات المرتدة كافيين للحفاظ على التقدم. وبرزت لحظة مثيرة في الدقيقة التاسعة والستين، عندما أضاع اللاعب السعودي عبد الله الحمدان ركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير مجرى اللقاء، لتظل “الأقدام المغربية” أقوى على التحدي في اللحظات الحرجة.
وفي سياق المجموعة نفسها، أضاف المنتخب العماني هدفين مقابل هدف لجزر القمر، مما أعطى مزيدًا من التوازن في الترتيب وأكد صعوبة المنافسة على التأهل.
بهذا الفوز، أنهى “الأسود” دور المجموعات في الصدارة برصيد 7 نقاط، متفوقين على السعودية بست نقاط، فيما جاءت عمان في المركز الثالث وجزر القمر في ذيل الترتيب. الفوز المغربي، الذي يربط بين الصلابة الدفاعية والجرأة الهجومية، يمهّد لمواجهة قوية مع المنتخب السوري في ربع النهائي، مباراة من المتوقع أن تكون اختبارًا حقيقيًا للقدرات التكتيكية للمنتخب المغربي الرديف.
هذا الأداء يعكس ليس فقط قدرات اللاعبين الفردية، بل أيضًا استراتيجية المدرب في إدارة المباريات وضبط إيقاعها، ويعيد للمنتخب المغربي الرديف صورة القوة والتنظيم، التي طالما شكلت جزءًا من تاريخ كرة القدم المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
