جمع عام في الظل… لماذا يصرّ أحيزون على قيادة ألعاب القوى المغربية رغم كل الأسئلة المعلّقة؟

0
156

في ليلة باردة، وبعيداً عن ضوضاء الإعلام وأسئلته المحرجة، انعقد الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى… في مكان غير معلن، وبسرعة جعلت المتابعين يتساءلون: لماذا كل هذا الاستعجال؟ ولماذا هذا الإصرار على الغموض؟

لا أحد كان يعلم مكان الاجتماع بدقة، رغم أن الجموع العامة عادة تُعلن شهراً قبل موعدها، كما جرت العادة في المؤسسات الرياضية الكبرى. ورغم ذلك، نجح عبد السلام أحيزون—الذي يقود ألعاب القوى منذ سنوات طويلة—في جمع مكتبه التنفيذي وممثلي وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية وجهة الرباط… وحدهم، بدون حضور الإعلام، وبدون إشراك الجمعيات الرياضية ولا الأبطال السابقين ولا الممارسين.

هل هو مجرد “خطأ تنظيمي”؟ أم أن الرجل يتفادى نقاشاً قد يفتح ملفات ثقيلة عالقة منذ سنوات؟

من القيادة إلى التعثّر… من المسؤول؟

أحيزون الذي ورث ألعاب القوى وهي في أوج قوتها، يقودها اليوم في مرحلة توصف داخل الوسط الرياضي بأنها “الأكثر ضبابية”. ومع ذلك، يتمسّك الرجل بكرسي الرئاسة بإصرار لافت.

لماذا هذا التمسك؟ ولماذا يرفض فتح الباب أمام كفاءات مغربية لها وزن وتجارب ناجحة، كما حدث في كرة القدم مع فوزي لقجع؟ وهل يعكس هذا الإصرار قناعة حقيقية بالقدرة على الإصلاح… أم خوفاً من المحاسبة الرياضية والتقنية؟

أسئلة مشروعة، خصوصاً حين نعلم أن محاولات “التشبيه بلقجع” في قيادة الرياضة لم تُتوّج بنتائج مماثلة لا على المستوى القاري ولا العالمي.

أرقام “المنخرطين” في الميزان… بين الواقع والترويج

في بلاغ الجامعة، بدا التركيز واضحاً على أرقام المنخرطين وكأنها شهادة على الانتعاش. لكن وراء هذه الأرقام، تختفي معطيات أخرى أكثر حساسية:

  • هناك جمعيات رياضية تستوفي كل الشروط ممنوعة من الانخراط منذ خمس سنوات.

  • إغلاق باب الانخراط يعني عملياً إغلاق باب صقل المواهب أمام جيل كامل من الشابات والشبان.

  • هل هو خلل إداري؟ أم سياسة ممنهجة للحفاظ على تركيبة انتخابية مريحة لا تهدد الرئيس؟

هنا يطرح السؤال الأكبر: كيف يمكن لرياضة أن تُقاس بنجاحاتها إذا كان مدخلها الأول—الانخراط—مغلقاً أمام أهلها؟

ألعاب القوى “رائدة”؟ أم سؤال مفتوح؟

البلاغ ذاته حاول تصوير ألعاب القوى المغربية كقوة قارّية متميزة، لكن الأرقام الميدانية لا تزال صلبة: المغرب اليوم يملك بطلاً أولمبياً وعالمياً واحداً فقط.

فهل منطقياً أن تُختزل رياضة وطنية بهذا الحجم في اسم واحد، مهما كان حجم تألقه؟

هل يمكن اعتبار هذا “ريادة”؟ أم أن الجامعة تكتفي بالبطل الواحد لتغطية أعوام من التراجع الهيكلي؟ وما موقع برامج التكوين والتنقيب واكتشاف المواهب في كل هذا المشهد؟

التحليل الأخير… أسئلة المستقبل

ما جرى في الرباط لا يمكن قراءته كاجتماع عادي. طريقة تدبيره تفتح الباب لأسئلة أعمق:

  • لماذا يُعقد جمع عام بهذا الحجم في مكان غير معلن؟

  • لماذا يُستبعد الإعلام والجمعيات الرياضية؟

  • لماذا يغيب النقاش العمومي حول التقريرين الأدبي والمالي؟

  • والأهم: إلى متى ستظل ألعاب القوى تُدار بنفس الوجوه، بينما العالم يركض بسرعة تغييرات مؤسساتية وإدارية مذهلة؟

ربما لا أحد يملك إجابات جاهزة… لكن الأكيد أن ألعاب القوى المغربية بحاجة إلى نقاش وطني صريح، لا إلى جموع عامة تُعقد في الظل.

بحاجة إلى قيادة تؤمن بالشفافية، لا بالسرعة والغموض. وبحاجة قبل كل شيء إلى رؤية تدفع نحو المستقبل… لا إلى إدارة تكتفي بتدوير نفس الأسئلة القديمة.