تغريدة محمد أوزين تبدأ بنداء يبدو عقلانياً: انتظار الحجج، واستدعاء قاموس القانون (حادثة، محاضر، شهود، صور). لكن هذا المطلب يتحوّل بسرعة إلى قاعدة خطابية مفصلية: «إذا غابت الحجج ثبتت التهمة». هنا، يحوّل محمد أوزين غياب الأدلة من حالة مؤقتة إلى معيار للإدانة، ما يعكس منطقاً يختلف عن المسار الطبيعي للتحقق والجدل القانوني، ويضع النص في موقع الادعاء قبل تقديم البرهان.
نبرة أخلاقية محمّلة بالغضب
يستعمل محمد أوزين في تغريدته معجمًا أخلاقيًا كثيفًا: الرحمة، القيم، الحشمة، الإنسانية. لكن هذا النداء الأخلاقي يترافق مع لغة غاضبة وشديدة، مليئة بالصور القصوى (الدمار، الجثث، السادية). هذا التناقض بين مضمون الرسالة ووسيلة التعبير يضع القارئ أمام خطاب ينتقد التشهير، لكنه في الوقت ذاته يشتغل بنفس أدوات التهويل والضغط النفسي، ما يفتح سؤالًا عن الحدود بين النقد الأخلاقي والإدانة الشخصية.
من الانتقاد إلى التهديد المؤجل
يتكرر في نص محمد أوزين منطق «ما سيأتي لاحقًا»: حلقات قادمة، تهديدات مؤجلة، ووعود بالكشف عن ملفات. هذا الأسلوب يعكس استراتيجية خطابية تقوم على القوة الرمزية والانتظار المفتوح، حيث تغيب الوقائع الحالية ويُستبدل بها وعد بالتحقيق أو الانكشاف مستقبلاً. ومع تكرار هذا الأسلوب، يتحول التهديد الرمزي إلى عنصر استهلاك نفسي أكثر منه تحذيرًا واقعيًا.
ثنائية أخلاقية مبسّطة
يستند محمد أوزين في تغريدته إلى ثنائية حادة: فاعل “نظيف”، فقير، شريف، مقابل فاعل “غني”، متخم، فاسد. هذه الثنائية، رغم قوتها الرمزية، تبسط الواقع السياسي والاقتصادي المعقّد، وتحوّل النقاش من مساءلة المنظومات إلى محاكمة السير الذاتية، ما يريح الخطاب لكنه يقلل من تحليله البنيوي.
من العمومي إلى الخاص
ينتقل محمد أوزين تدريجيًا من نقد الأفعال العامة إلى استحضار تفاصيل شخصية وعائلية ومناطقية. هذا الانزلاق يعكس أسلوبًا شائعًا في الخطاب الرمزي الذي يربط بين سلطة الأفراد والمجتمع، لكنه يثير أسئلة حول حدود التدخل في الحياة الخاصة عند نقد السلطة أو المؤسسات.
الدولة والعدالة: إشارات ضمنية
عند طرحه سؤالاً حول ذكر اسم شخص في قضية تمس الدولة دون مساءلة، يضع محمد أوزين الدولة ضمن خلفية التحليل دون تسميتها صراحة. الدولة هنا تتحول إلى أفق انتظار للعدالة، فيما ينتقل التركيز إلى تحليل سلوكيات الأفراد والرموز الإعلامية، وهو ما يعكس توترًا بين الانتظار القانوني والضغط الإعلامي.
أسئلة مفتوحة للتفكير
-
كيف يمكن لمحمد أوزين أن يوازن بين الدفاع عن القيم العامة وانتقاد الأفعال الشخصية دون الانزلاق إلى التشهير؟
-
متى يتحول طلب الحقيقة إلى منطق الإدانة المسبقة؟
-
كيف يُمكن مساءلة الإعلام والمنصات الرقمية دون إعادة إنتاج منطق القوة نفسه؟
-
أين تنتهي حدود النقد المشروع، وأين تبدأ أدوات الضغط النفسي والتهويل؟


