حقق المغرب انتصاراً دبلوماسياً ساحقاً على دُعاة الانفصال، سواء من خلال فتح 20 قُنصلية بالأقاليم الجنوبية،11 بالعيون و9 بالداخلة منها ثلاثة قنصليات عربية.
وبافتتاح المملكة الأردنية الهاذمية الشقيقة قنصلية عامة في مدينة العيون بالصحراء المغربية، في خطوة أخرى تُضاف للاعترافات الدولية المتوالية بسيادة المغرب على صحرائه وتأييدا لأحقيته في هذا الإقليم المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تعيش مؤخرا عزلة متفاقمة.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي إن افتتاح قنصلية بلده بالعيون “تأكيد للموقف الأردني الثابت، بأننا كنا وسنبقى نقف إلى جانب الوحدة الترابية للمملكة المغربية”، مشددا على “العمل مع الأشقاء من أجل التوصل لحل لقضية الصحراء المغربية وفق قرارات الشرعية الدولية، ووفق مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب”.
وأعرب وزير الخارجية زالتعاون ناصر بوريطة من جهته عن “الاعتزاز بتوالي افتتاح القنصليات العامة للدول الشقيقة والصديقة في الأقاليم الجنوبية”، موضحا أن ذلك “تعبير واضح وصريح عن موقف دولي داعم لمغربية الصحراء، ولوجاهة الموقف المغربي إزاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل”.
لقاء @AymanHsafadi ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اليوم في مدينة العيون لبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية بين المملكتين الشقيقتين والمستجدات الإقليمية على هامش افتتاح القنصلية الأردنية في مدينة #العيون المغربية.@MarocDiplo_AR
🇯🇴🇲🇦#الأردن#المغرب pic.twitter.com/xWV8tpAD1y— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) March 4, 2021
وهذه ثالث تمثيلية دبلوماسية عربية بالمنطقة، بعد افتتاح الإمارات العربية المتحدة والبحرين قنصليتين لهما بالعيون أواخر العام الماضي.
لقاء @AymanHsafadi ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اليوم في مدينة العيون لبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية بين المملكتين الشقيقتين والمستجدات الإقليمية على هامش افتتاح القنصلية الأردنية في مدينة #العيون المغربية.@MarocDiplo_AR
🇯🇴🇲🇦#الأردن#المغرب pic.twitter.com/xWV8tpAD1y— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) March 4, 2021
يعتبر المغرب افتتاح عدة قنصليات، منذ العام 2019 لبلدان إفريقية وعربية وأخرى من أميركا الوسطى بمدينتي العيون والداخلة، تأكيداً لسيادته على الصحراء المغربية. بينما سبق لجبهة البوليساريو والجزائر التي تدعمها، أن دانتا ذلك.
المواقف الرزينة للسياسة الخارجية المغربية، لم تؤت أكلها على مستوى القضية الوطنية الأولى للمغاربة فقط، بل مكنت المملكة من تبوء مكانة رفيعة لدى المُجتمع الدولي، خاصة لتبنيها منطق عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وهذا ما يؤكد أن المغرب يعمل في عدة دوائر ويسعى إلى توجه جديد نحو إقناع دول العالم العربي بالانخراط في “دبلوماسية القنصليات” بعد توجهه الإفريقي في هذا السبيل. ولعل المغربَ قد يتابع في هذا المسار جاذبًا دولًا آسيوية أو أخرى من أميركا الجنوبية.
ومن الواضح أن الرباط تسعى من وراء هذا النهج الدبلوماسي والتجاري إلى إقرار سيادتها على الصحراء من خلال: تعزيز التحالفات مع دول المنطقة وكسب الدعم الدولي، فضلًا عن تعزيز طرح المغرب بخصوص الحكم الذاتي، إلى جانب فرض سياسة الأمر الواقع بشأن سيادة المغرب على الصحراء، وأخيرًا خلق واقع سياسي وقانوني دولي جديد يؤمِّن سيادة المغرب على الصحراء.
وأربك فتح العديد من الدول الإفريقية والعربية والغربية ممثليات دبلوماسية لها في الصحراء، الجبهة الانفصالية التي انحسرت خياراتها في مواجهة الاعترافات الدولية والإقليمية المتتالية بمغربية الصحراء.
وشكل الاعتراف الأميركي ضربة قاصمة للانفصاليين ودفعهم إلى البحث عن بديل للتصعيد، فيما تحاول البوليساريو التكتم على حالة الإرباك والوهن الذي باتت تعيشه مخافة أن يثير ذلك انشقاقات وانقسامات في صفوفها وفي صفوف من تحتجزهم في مخيمات تندوف تحت حراب وتمنيهم باستقلال وهمي للصحراء.
وكان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب قد أعلن أن إقليم الصحراء جزء من المملكة المغربية وأن اقتراح المغرب بشأن الحكم الذاتي تحت سيادته هو “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على إقليم الصحراء”.
.