حاول الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ، فوزي لقجع، اليوم الجمعة بمجلس النواب “دفن” تقرير رسمي حول قفز معدل التضخم إلى مستويات غير مسبوقة في المغرب بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالأساس، بسبب ما تقول الحكومة إنها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وما بعد جائحة كوفيد، بالإضافة إلى تعرض المغرب لأسوأ أزمة جفاف منذ 40 عاما، يوضح بالتفصيل كيف أن وزارة لقجع لم تخطط جيداً بما يكفي لمعالجة مشكلة الغلاء، وفشلت في التنبؤ بالفوضى التي تلت هذه الخطوة، وفقاً لتقرير نشره كل من المندوبية السامية للتخطيط والبنك المركزي المغرلبي..
أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ، فوزي لقجع، اليوم الجمعة بمجلس النواب، تسجيل مسار تنازلي تدريجي للتضخم بفضل التدابير الاستعجالية المواكبة لتشديد السياسة النقدية.
كلام الوزير جاء خلال جلسة عامة لمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، وتوقع الوزير خلال تقديمه لعرض حول الإطار العام لمشروع قانون المالية برسم سنة 2024 في اجتماع مشترك للجنتي المالية بمجلسي النواب والمستشارين، أن “يتواصل المنحى التنازلي للتضخم” ، مشيرا إلى حدوث تحول تدريجي للضغوط التضخمية، التي كانت خارجية المصدر بالأساس، إلى ضغوط داخلية منذ بداية الفصل الثاني من سنة 2022 لتمتد إلى السلع المحلية، زيادة على الجفاف والإجهاد المائي اللذين زادا من حدة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الطرية.
إلا أن الأرقام الحالية تؤكد أن المغرب يسير في اتجاه معاكس تماما، إذ كشفت المندوبية السامية للتخطيط الشهر الماضي أن معدل التضخم في المغرب بلغ في أبريل الماضي 7.8 بالمئة، مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالأساس.
وقالت المندوبية في إحصائياتها إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت 16.3 بالمئة، بينما ارتفعت أسعار المواد غير الغذائية اثنين بالمئة، بينما انخفضت المواصلات 0.1 بالمئة وارتفعت الأسعار في المطاعم والفنادق 6.7 بالمئة.
وأوضحت أن مؤشر التضخم الأساسي الذي يستثني المواد ذات الأسعار المحددة والمواد ذات التقلبات العالية، ارتفع 0.3 بالمئة في أبريل مقارنة مع مارس 2023، وزاد 7.6 بالمئة بالمقارنة مع شهر أبريل من العام 2022. وبلغ التضخم السنوي في مارس 8.2 بالمئة.
وقفزت معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة في المغرب بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالأساس، بسبب ما تقول الحكومة إنها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وما بعد جائحة كوفيد، بالإضافة إلى تعرض المغرب لأسوأ أزمة جفاف منذ 40 عاما.
وعانى المغرب بشدة من تراجع هطول الأمطار، والأهم ارتفاع أسعار السلع عالميا، الأمر الذي دفع الحكومة للتدخل في أكثر من مناسبة لخفض الأسعار.
في 18 مايو الماضي من العام الجاري، وعقد وزير الموازنة فوزي لقجع، اجتماعا مع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بالبرلمان بالرباط، من أجل إشعارها بفتح تلك الاعتمادات الجديدة، التي تضمنها مرسوم صادق عليه مجلس الحكومة أمس الأربعاء.
ويتجلى من المرسوم الذي نوقش داخل اللجنة البرلمانية بعد تقديمه من الوزير، أن المبلغ الذي خصصته الحكومة يراد منه دعم شركات حكومية لتمويل برامج تندرج في إطار اتفاقيات أو استراتيجيات جديدة. ويظهر كذلك أن جزءا من المبلغ سيوجه لتغطية النفقات الإضافية المستعجلة المرتبطة بمواجهة إشكالية ندرة المياه وتداعيات التضخم على القدرة الشرائية للمواطنين.
ويفيد المرسوم الذي عرضت مضامينه اليوم على اللجنة البرلمانية بتخصيص 400 مليون دولار لفائدة المكتب الوطني للماء والكهرباء والماء الصالح للشرب، برسم التزامات الدولة في العام الحالي. وارتأت الحكومة تخصيص 150 مليون دولار بهدف الاستجابة لنفقات إضافية يتطلبها البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي.
وستخصص الحكومة برسم الاعتمادات الإضافية مبلغ 330 مليون دولار (على الورق) فقط، لمواجهة النفقات المرتبطة بتداعيات التضخم على القدرة الشرائية للأسر.
الحكومة تطمئن مغاربة العالم فب قضية تبادل البيانات المصرفية للمهاجرين المغاربة مع الاتحاد الأوربي
مسألة الأسعار ليست وليدة اللحظة، فالعاصفة بدأت مند تولي الحكومة الحالية، وشملت حتى هبوب رياح البصل والطماطم وباقي الخضر، أما الفواكه فقد صارت ترفاً للبعض، رغم أن “البطيخ الأحمر” عوّض الناس عما فقدوه من لذة في البداية.
وبلغ التضخم إلى 6.6 في المائة في العام الماضي، وقفز إلى 8.2 في المائة في مارس/ آذار الماضي، مدفوعا بارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة 16,1 في المائة حسب المندوبية السامية للتخطيط، بينما سجلت السلع غير الغذائية زيادة بنسبة 3 في المائة.
وليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الحكومة إلى فتح اعتمادات إضافية لمواجهة نفقات طارئة، فقد قررت في العام الماضي، تخصيص 2.8 مليار دولار لمواجهة الغلاء.
وفتحت الحكومة في العام الماضي اعتمادات جديدة للموازنة في حدود 1.2 مليار دولار، بعدما كانت خصصت اعتمادات في يونيو/ حزيران بـ1.6 مليار دولار لزيادة مخصصات الدعم للسكر وغاز الطهو والدقيق.
ورفع بنك المغرب (البنك المركزي المغربي)، في اجتماعه الأخير، سعر الفائدة الرئيسي 50 نقطة أساس إلى ثلاثة بالمئة، قائلا إن القرار ضروري لكبح التضخم.
وقال المركزي المغربي، إنه من المتوقع أن ينخفض التضخم، الناجم عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى 5.5 بالمئة في 2023، بعد أن بلغ 6.6 بالمئة العام الماضي.
ويتوقع البنك أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي للمغرب إلى 2.6 بالمئة هذا العام من 1.2 بالمئة في عام 2022، في ظل توقعات بانخفاض متوسط محصول الحبوب عند 5.5 مليون طن.
حكم مخفف 20 سنة سجن للمتورطين بقتل التهامي بناني بعد 16 عاما من قتله وتشويه جثته؟!