الريسوني يواصل معركة الإضراب عن الطعام تحديا للحكم بسجنه 5 أعوام وطلبا للحرية

0
344

لا يزال سليمان الريسوني، يواصل “معركة الأمعاء الخاوية” في سجون المملكة، رفضا للحكم بسجنه، وطلبا للحرية، أقدم الأسير سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم المتوقفة عن الصدور، الذي وجهت له تهمة “هتك العرض والاحتجاز”، وهو ما نفاه الأخير بشكل قاطع، رغم وضعه الصحي الحرج.

وقالت سعاد براهمة نائبة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان(وهي أبرز جمعية حقوقية مغربية مستقلة) ومحامية الصحافي الريسوني، ان بعد علم الصحفي الريسوني بمنطوق الحكم الصادر في حقه ، فقد أكد إصراره على الاستمرار في إضرابه، ورفض أن يقدم أي وعد لهيئة الدفاع، التي قامت مؤخرا بزيارة من أجل إطلاعه على مناشدة وقعها أزيد من 350 شخصية مغربية ودولية للرجوع عن قرار استمراره في “معركة الأمعاء الخاوية”.

 وبدوره نقل المحامي محمد المسعودي عن الريسوني بعد زيارته أنه يؤكد من داخل سجنه صموده وبراءته، وأنه متشبت بـ”الحرية ولا شيء غير الحرية”، وذلك من أجل مغرب الحقوق والعدالة.

وبخصوص المشهد الأخير لمحاكمة الريسوني، وعدم حضوره لسماع النطق بالحكم عليه، رغم أمر المحكمة بذلك، فقد أوضحت براهمة على حسابها بـ”فيسبوك”، أن موظفي السجن قدموا لزنزانة الريسوني وأخبروه أن الشرطة تريده، وقد أجابهم “مرحبا، خذوني إليهم أو أحضروهم إلي”، قبل أن يترك هناك إلى حين إخباره في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة بالحكم.

وقد شهدت المحاكمة تطورات مثيرة خاصة في ظل إضراب الريسوني عن الطعام منذ 93 يوما في سجنه بالدار البيضاء احتجاجا على محاكمته وسجنه، وطلبه الإسعاف ومقعدا متحركا لحضور جلسات محاكمته نظرا لتأثر حالته الصحية بسبب الإضراب عن الطعام ولكن مندوبية السجون رفضت ذلك وأعلنت أن حالته الصحية مستقرة وتسمح بانتقاله للمحكمة لمتابعة الجلسات.

وشكا الريسوني وحقوقيون من “تغييبه قسرا عن جلسات محاكمته”.

ووصفت هيئة “مساندة الريسوني و(الصحفي عمر) الراضي و(المؤرخ المعطي) منجب وكافة ضحايا انتهاك حرية التعبير” (غير حكومية)، المحاكمة بـ”عنوان آخر للانتكاسة التي تعرفها الحقوق والحريات بالبلاد”.

ودعت الهيئة في بيان، إلى إطلاق سراح الريسوني، مناشدة إياه بتوقيف إضرابه عن الطعام “إنقاذا لحياته”.

بدورها، أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الحكم على الصحفي دون إحضاره للمحكمة، واصفة الحكم بـ”الانتقامي”.

وطالبت الجمعية (أكبر جمعية حقوقية بالبلاد) في بيان، السلطات المغربية بالإفراج الفوري عنه.

من جانبها، انتقدت منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية، الحكم بحق الريسوني، معتبرة إياه “من بين الصحافيين الذين يتناولون القضايا الحساسة في البلاد”.

واعتقل الريسوني قبل أكثر من عام وكان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم” اليومية والتي توقفت عن الصدور بعد سجن رئيسها السابق توفيق بوعشرين والحكم عليه بالسجن 15 سنة بتهمة “الإتجار في البشر”.

وخلف الحكم على الريسوني بالسجن النافذ خمس سنوات موجة من الغضب والسخط، حيث عبر حقوقيون وسياسيون ومنظمات وطنية ودولية عن استنكارها للحكم “الظالم” في حق الريسوني، والذي يكشف الدوافع الانتقامية من وراء محاكمته، خاصة أمام الخروقات السافرة لحقوقه وشروط المحاكمة العادلة.

وقد بدأ سليمان الريسوني “صياماً احتجاجياً” في 8 أبريل/نيسان الجاري. وبعد تفتيش زنزانته بعنف ومصادرة العسل الذي كان ينوي تناوله أثناء إضرابه عن الطعام، توقف الصحفي أيضًا عن شرب الماء، مؤكداً عزمه على الذهاب إلى أبعد حد. وفي هذا الصدد، نشرت زوجته بيانًا على منصات التواصل الاجتماعي تعلن فيه أن “حياة سليمان منذ هذا اليوم ستدخل منعرجا آخر، وهو الحرية والعدالة أو الموت“. وفي ظل تدهور وضعه الصحي بعد ستة أيام من معركة الأمعاء الخاوية، وافق الريسوني على شرب الماء عقب استعادة الأغراض التي صادرتها منه إدارة السجن، علماً أنه فقد 15 كيلوغرامًا منذ بداية احتجازه، وهو الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن.

يُذكر أن المغرب يقبع في المرتبة 133 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2020.