أعلن نادي المغرب الفاسي لكرة القدم انفصاله بالتراضي عن مدربه الألماني الكرواتي توميسلاف ستيبيتش، بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه الإدارة الفنية للفريق. ورغم الطابع “الودي” للبلاغ الرسمي الذي نشرته إدارة النادي على صفحات التواصل الاجتماعي، تبقى العديد من الأسئلة مطروحة بشأن خلفيات هذا القرار وسياقاته الأعمق.
فما الذي يدفع نادٍ بحجم المغرب الفاسي إلى تغيير ثلاث مدربين في موسم واحد؟ وهل المشكلة فعلاً في المدربين المتعاقبين، أم في بنية المشروع الرياضي الذي يبدو أنه لم يستقر بعد على رؤية واضحة أو فلسفة كروية متماسكة؟
انفصال ستيبيتش، الذي جاء بعد فترة قصيرة لم تخلُ من النتائج المقبولة – احتلال الفريق للرتبة الثامنة في البطولة بـ46 نقطة، وخروجه من ثمن نهائي كأس العرش – يفتح الباب للتساؤل: هل كان الطموح أكبر من الواقع؟ أم أن الواقع نفسه لم يُمنح ما يكفي من الوقت لينضج؟
الإحصائيات لا تبدو كارثية: 12 انتصاراً، 10 تعادلات، و8 هزائم. لكن خلف هذه الأرقام، تبرز أزمة أعمق تتعلق بانعدام الاستقرار التقني، حيث تعاقب على تدريب الفريق هذا الموسم إلى جانب ستيبيتش، كل من الإيطالي غولييرمو أرينا، والإطار الوطني أكرم الروماني. فما الرسالة التي يبعث بها هذا التناوب المتكرر؟ هل يعكس رؤية مرنة تبحث عن الأفضل، أم فوضى تخطيطية في قلب المشروع الرياضي للفريق؟
أسود الأطلس منقوصون قبل الوديتين: إصابات متكررة أم خلل في المنظومة؟