أصدرت السلطات المغربية كعادتها مساء الإثنين ، بتصنيف المملكة العربية السعودية “منطقة متحورات” فيروسية، ووضعها على السعودية قائمة الدول التي تعرف انتشارا للسلالات المتحورة، أو غياب إحصائيات دقيقة حول الوضعية الوبائية غير المعنية بإجراءات التخفيف، حيث قررت السلطات إخضاع جميع القادمين من السعودية اليوم الأربعاء إلى حجر فندقي بخلاف إجراءات احترازية أخرى تتطلب نفقات مالية تضاف إلى أسعار باهظة للسفر أثارت حالة من السخط في أوساط المهاجرين.
ويتوجب على المسافرين القادمين من الدول المدرجة في اللائحة “ب” تقديم اختبار “بي سي آر” سلبي يعود إلى أقل من 48 ساعة من تاريخ دخول المغرب، ثم الالتزام بحجر صحي مدته 10 أيام.
ولم تكن تتضمن القائمة (ب) السعودية بعد إعلان السلطات المغربية عن قرار الفتح التدريجي للحدود واستئناف الرحلات الجوية من وإلى عدد من الدول، لكن عشية دخول القرار حيز التنفيذ، المقرر له غدا الثلاثاء 15 يونيو الجاري، قامت وزارة الخارجية بتحديث جديد وضع السعودية ضمن هذه القائمة.
وتتضمن القائمة (ب) دولا مثل الجزائر، والأرجنتين، البحرين، البرازيل، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، عُمان، وقطر، جنوب أفريقيا، أوكرانيا، فنزويلا. ووضعت السلطات المغربية تصنيفا آخر للكثير من الدول باسم القائمة (أ)، لكن القادمين منها يخضعون لشروط أيسر خاصة إذا كانوا حاصلين على شهادة التلقيح أو على نتيجة سالبة لاختبار PCR يعود لأقل من 48 ساعة.
وفي مقابل الانتقادات لطول فترة الحجر الصحي في الفنادق، يرى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي أن الفترة التي اعتمدها المغرب للحجر تراعي مدة حضانة الفيروس ونسبة الخطر التي يراد تفاديها، مشيرا إلى أن بلدانا مثل فرنسا وبريطانيا حددت فترة الحجر على التوالي بـ10 و11 يوماً.
ويقول مواطنون وعاملون في القطاع السياحي والفندقي إن الاشتراطات التي وضعتها السلطات لعشرات الدول في القائمة (ب) سترفع حتما من تكاليف السفر إلى المغرب، بينما واجه الكثير من المغتربين بالأساس منذ بدء جائحة كورونا ضغوطاً مالية في مواطن عملهم بدول الاغتراب.
ويقر لحسن زلماط، رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعات الفندقية، بأن المدة التي قررت الدولة إخضاع القادمين خلالها للحجر الفندقي طويلة، وكان يمكن خفضها في أحسن الحالات لثلاثة أيام بعد الخضول لاختبار الخلو من فيروس كورونا.
ووصل عدد المغتربين الذين حلوا بالمملكة في صيف العام الماضي إلى حوالي 45 ألف شخص، بعد إغلاق الحدود جراء تفشي الجائحة، ما انعكس سلباً على الموسم السياحي، بينما كان عدد المغتربين الذين زاور المملكة في عام 2019 قد ناهز ثلاثة ملايين شخص، أغلبهم من أوروبا، من بين حوالي خمسة ملايين مغترب في مختلف أنحاء العالم.
وينتظر أن تنطلق عملية “مرحبا”، التي تنظمها السلطات المغربية من أجل تسهيل وصول المغتربين براً وبحراً، بين الخامس عشر من يونيو/ حزيران الجاري والخامس عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل. وعلى غير العادة لن يعبر المغتربون المقيمون في أوروبا عبر إسبانيا من أجل الحلول بالمملكة، حيث يكتفى في العام الجاري بميناءي “سيت” في فرنسا و”جينوة” في إيطاليا.
وصرحت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج نزهة الوافي، أخيراً، بأن عدد المغتربين المنتظر زيارتهم للمملكة في الصيف سيكون مرتفعا بالنظر للرغبة التي عبروا عنها بالحلول بالمملكة.
وأطلقت الرباط حملة تلقيح وطنية نهاية يناير قادت إلى تطعيم أكثر من7 مليون شخص بجرعة واحدة على الأقل.
وشددت الممكلة تدابير الإغلاق خلال الصيف الماضي في ذروة تفشي الوباء، حيث أوقف أكثر من مليون ونصف مليون شخص بين يوليو 2020 وأبريل 2021 لخرقهم حالة الطوارئ الصحية، أحيل نحو 280 ألفا منهم على القضاء، وفق بيانات رسمية.