بعدما تصدر الثلاثي اقتراع الغرفة الأولى للبرلمان “مجلس النواب” بنيله 270 مقعداً، تكرر السيناريو نفسه في الغرفة الثانية بإحراز التحالف نفسه على 63 مقعداً، كما تصدر من قبل نتائج انتخابات الغرف المهنية والمجالس البلدية والجهوية.
الرباط – علقت القيادية في “العدالة والتنمية” أمينة ماء العينين، على النتائج التي حصل عليها حزبها في تدوينة على “فيسبوك”، فكتبت ما يلي: “الحصول على ثلاثة مقاعد في ثلاث جهات بعدد من الأصوات يفوق ما حصلنا عليه في نكسة 8 أيلول/ سبتمبر بعشر مرات، حتى أننا – ويا للعجب- تصدرنا النتائج في جهتين متبوعين بحزب التجمع الوطني للأحرار الذي “اكتسح” مجالس الجماعات (البلديات) والجهات؛ أمر غير مفهوم، فكيف يعقل ذلك؟
وتساءلت: “من وَجَّه منتخبي باقي الأحزاب للتصويت على مرشحي الحزب، ونحن نعلم جيداً ما يجري في انتخابات المستشارين، والثمن الذي يبلغه الصوت الواحد في سوق “الناخبين الكبار” المقيتة؟
وأضافت: “نحن حزب إما أن نفوز بجهدنا وعرقنا وثقة الناس فينا، أو نقبل بالهزيمة بشرف، ونتوجه إلى تصحيح أخطائنا ونستمر في النضال الديمقراطي لصالح بلدنا. نحن حزب آمن بالإرادة العامة ومشروعية التمثيل الديمقراطي وقيمة الالتزام الحزبي، فطالما أحلنا على الهيئات الانضباطية داخل
حزبنا منتخبين أخلوا بالتزامهم مع الحزب وصوتوا لأحزاب أخرى في انتخابات مجلس المستشارين والمجالس الإقليمية، فكيف نقبل على أنفسنا ما نستنكره على غيرنا؟”.
واستطردت قائلة: “نحن حزب آمن أبناؤه بالمعنى في السياسة، وناضلوا لأجله، وأدى الكثير منهم الثمن غالياً دفاعاً عن معاني الالتزام السياسي والنضالي، فكيف نقبل اليوم ما يشبه “حسنة انتخابية” لا تسمح لنا كرامتنا السياسية بالقبول بها مهما كان وضع حزبنا صعباً؟”.
ولفتت الانتباه إلى أن قيادة الحزب المستقيلة “لم تعلن عن أي نوع من التحالفات أو التوافقات السياسية التي يمكن أن تفسر النتائج، خاصة وأن الأمين العام للحزب رفض الاستجابة لدعوة مجاملة من رئيس الحكومة المعين، فمن أين “نبَتَ” هذا الحب المفاجئ الذي أهدانا ثلاث مقاعد “مستحيلة” في سوق سوداء تَشَرَّف حزب العدالة والتنمية تاريخياً بعدم وضع رجله فيها حفاظاً على مبدئيته السياسة وتميزه الحزبي”.
واستحضرت موقفاً سابقاً لمرشح من حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” كان قد رفض منحه مقعداً برلمانياً زور لصالحه خلال انتخابات سنة 1997، حيث قالت: “لقد سجل الأستاذ محمد حفيظ يوماً موقفاً تاريخياً برفضه مقعداً برلمانياً آمن أنه لا يستحقه، ونحن للحقيقة والإنصاف لا نستحق ثلاثة مقاعد “مشبوهة ومريبة” في مجلس المستشارين، مهما حاولنا تبريرها فلن نتمكن من “غسلها” لأن الفوز بها لا يحترم قيمنا السياسية والنضالية”.
أما في ما يتعلق بنقابة “الاتحاد الوطني للشغل”، فكتبت القيادية الإسلامية أنه أُعلن عن فوز النقابة بمقعدين مستحقين بعد عمل كبير ومجهود جبار قام به المناضلات والمناضلون، وأضافت: “ولو أن عدد مندوبينا صوّت كاملاً لكانت النقابة قد حصلت على عدد أكبر من المقاعد دون احتساب المستقلّين الذين كان جزء منهم يصوت لصالح النقابة في الانتخابات الماضية”.
وفي السياق ذاته أكدت القيادية في حزب المصباح أنه لم تعلن قيادة الحزب المستقيلة عن أي نوع من التحالفات أو التوافقات السياسية التي يمكن أن تفسر النتائج، خاصة وأن الأمين العام للحزب رفض الاستجابة لدعوة مجاملة من رئيس الحكومة المعين، فمن أين “نبَتَ” هذا الحب المفاجئ الذي أهدانا ثلاث مقاعد “مستحيلة” في سوق سوداء تَشَرَّف حزب العدالة والتنمية تاريخيا بعدم وضع رجله فيها حفاظا على مبدئيته السياسة وتميزه الحزبي.
في سياق متصل، كشفت ماء العنينين، أنها تلقت اتصالا من الأمين العام ورئيس الحكومة الأسبق عن حزب العدالة والتنمية, عبد الإلاه بنكيران.
وكتبت في تدوينة ذبجتها على صفحتها الرسمية مباشرة بعد المنشور السابق أن بنكيران اتصل بها رغم ظروفه الصحية, حيث أعلن لها اتفاقه مع ما جاء في تدوينتها السابقة بخصوص نتائج انتخابات مجلس المستشارين.
وأوردت ماء العينين أن بنكيران أبدى أسفه وألمه العميقين بخصوص ما حدث، لما يشكله ذلك من مخالفة لقواعد العملية الانتخابية وقيم السياسة التي آمن بها حزب العدالة والتنمية ودافع عنها على حد تعبيرها.
والجدير بالذكر أن “مجلس المستشارين” يضم 120 عضواً يشكلون وفق الكيفية التالية: 72 عضواً يمثلون المجالس البلدية والجهوية وينتخبون على صعيد أقاليم البلاد، و20 عضواً يمثلون الغرف المهنية، و8 أعضاء يمثلون المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية، و20 عضواً تنتخبهم على الصعيد الوطني هيئة ناخبة مكونة من ممثلي الأجراء.
وأكد بيان لوزير الداخلية أن عملية التصويت في الاقتراع الخاص بانتخاب أعضاء مجلس المستشارين، جرت في ظروف عادية وشهدت مشاركة مشجعة للهيئة الناخبة.
وأفاد البيان الذي اطلعت عليه “القدس العربي” أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 94,86 في المئة بالنسبة لممثلي مجالس المجالس المحلية المنتخبة وممثلي الغرف المهنية وممثلي المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية، في حين استقرت نسبة المشاركة بالنسبة لهيئة ممثلي الأجراء في 40,49 في المئة.
وأوضح البيان أن عمليات التصويت وفرز وإحصاء الأصوات على مستوى مكاتب التصويت والمكاتب المركزية، جرت بحضور ممثلي اللوائح أو المترشحين، طبقاً للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل.
وأشار المصدر ذاته إلى أن عدد الترشيحات المقدمة برسم هذا الاقتراع بلغ ما مجموعه 691 ترشيحاً، لملء 120 مقعداً، التي يشتمل عليها “مجلس المستشارين”، أي بمعدل يقارب 6 ترشيحات عن كل مقعد، منها 471 ترشيحاً لملء 100 مقعد المخصصة لممثلي مجالس الجهات والمجالس البلدية ومجالس العمالات (المحافظات) والأقاليم والغرف المهنية والمنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية، و220 ترشيحاً موزعاً على 11 لائحة ترشيح برسم 20 مقعداً المخصصة لهيئة ممثلي الأجراء.
قيادي بحزب”العادالة والتنمية” يستغرب “منح الحزب 3 مقاعد بمجلس المستشرين لا يستحقها”