أيقونة العدالة المحامية إبنة زايو ” نوال بورحلة “‘ في ذمة الله

0
254

الناظور / هشام قدوري

غمرت موجة من الحزن العميق مجتمع المحامين والأسرة القضائية بعد خبر وفاة المحامية المتميزة ورمز العدالة، ابنة مدينة زايو الاستاذة ” نوال بورحلة “، التي وافتها المنية عن عمر يناهز الأربعين عامًا، خلفت وراءها ابنة تبلغ من العمر تسع سنوات، في صباح يوم الثلاثاء الموافق 13 فبراير، بعد صراع مع مرض السرطان لم يمهلها طويلًا.

نوال، التي اشتهرت بتفانيها في الدفاع عن حقوق الفقراء وكانت تلقب بمحامية الفقراء، كانت تخوض معركة شرسة مع مرض السرطان، حيث كانت تتلقى العلاج في إحدى المصحات الخاصة بمدينة وجدة. خلال مسيرتها المهنية، اتخذت من المحاماة منبرًا للدفاع عن المبادئ النبيلة والقيم العليا، حيث ناضلت من أجل الفقراء والمظلومين، وكرست حياتها لحماية حقوق سكان إقليم الناظور، رجالا ونساء وشبابا وأطفالا، بأخلاق ومهنية عالية.

الاستاذة بورحلة، التي كانت تعد من الشخصيات القليلة التي تركت بصمة واضحة في إقليمها، كانت تعتبر عمودًا فقريًا في عالم المرافعات، ومنارة في فنون الدفاع عن موكليها. وقد كانت معروفة بكفاءتها القانونية، سمعتها الطيبة، وأخلاقها الرفيعة. كما كانت مدافعة شرسة عن حقوق النساء، ومثالًا يحتذى به في النضال من أجل الحقوق النسوية، وقدوة لأجيال عديدة من النساء والفتيات اللواتي رأين فيها المرأة المناضلة والمعطاءة.

إرث الاستاذة ” نوال بورحلة” سيظل حيًا في ذاكرة الجميع، من خلال ذكراها الطيبة، ابتسامتها التي لا تغيب، وإسهاماتها الجليلة في نضالات إقليم الناظور والجهة الشرقية، حيث ستبقى محبتها وعطائها اللامتناهي في قلوب من عرفوها واحترموها.

في هذه المناسبة الأليمة، يتوجه مدير الجريدة باسمه الشخصي ونيابة عن طاقم التحرير بأصدق التعازي إلى أسرة الفقيدة وجميع أقاربها، وكذلك إلى زملائها وزميلاتها في المحاماة بالناظور، متمنين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يدخلها الجنة مع الأنبياء والشهداء والصالحين، وأن يجعل الفردوس الأعلى مثواها. يرجون لأهلها وذويها الصبر والسلوان في مواجهة هذا المصاب الجلل، وأن يمنحهم الله العلي القدير القوة لتجاوز هذه الفترة الصعبة بإيمان وقوة. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تركت نوال بورحلة، بمبادئها السامية ونضالها العظيم، إرثًا قيميًا سيستمر في إلهام الأجيال القادمة، خاصة في مجال القانون والعدالة الاجتماعية. ستُذكر دومًا كمثال للتفاني في العمل، الإخلاص في الدفاع عن حقوق الإنسان، والشجاعة في مواجهة الظلم. تعازينا الحارة لكل من تأثر برحيلها، وندعو الله أن يتقبلها برحمته الواسعة وأن يكون مثواها الجنة.