اتفاق أميركي قطري لطرد قادة حركة حماس من أراضيها..ماذا يحدث بعد انتهاء الغزو الإسرائيل لغزة ؟

0
377

تصميم حكومة بنيامين نتنياهو على تدمير حركة حماس في الحرب الحالية سوف يقتل آلافا من الفلسطينيين بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين. وإذا انتهت الحرب في نهاية المطاف، فمن المرجح أن يتم احتواء الفلسطينيين بغزة في منطقة أصغر بكثير، وأن يُخضعوا لمراقبة مكثفة.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم الخميس أن الولايات المتحدة وقطر اتفقتا على إعادة نظر الدوحة في علاقاتها مع حركة حماس بعد حل أزمة الرهائن في غزة، في خطوة تأتي بينما تقود واشنطن جهودا لتجفيف منابع تمويل الحركة الإسلامية الفلسطينية وتضييق الخناق على تحركاتها، فيما تستضيف الإمارة الخليجية على أراضيها عدد من كبار قادة حماس.

ويأتي الاتفاق الذي تحدثت عنه الصحيفة الأميركية بينما تقود الدوحة حاليا جهود وساطة للإفراج عن الأسرى من الجيش والمدنيين الإسرائيليين وعدد من الأجانب. وحذرت الأربعاء إسرائيل من أن أي اجتياح بري لغزة قد يُعقد جهودها الجارية للإفراج عن الرهائن.

وتواجه قطر منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري ضغوطا أميركية لفك ارتباطها مع الحركة التي تصنفها الولايات المتحدة ودول أوروبية تنظيما “إرهابيا”.

وقد تجد الدوحة نفسها في حرج خلال هذه الفترة لكنها قد تتدبر أمرها في ما يتعلق بقادة حماس المقيم على أراضيها، فإما يتوجهوا إلى سوريا وهي الوجهة الأقرب بعد أن أعادت الحركة علاقتها مع النظام السوري وباعتبارها ضلعا من أضلع محور المقاومة، أو تركيا وهو أمر لا يمكن الجزم به حتى بعد أن أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بخطاب شديد اللهجة دافع فيها عن حماس ورفض اعتبارها حركة إرهابية، مؤكدا أمام البرلمان التركي أنها حركة تحرير وطني.

وأعاد الهجوم الذي شنته كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس على إسرائيل وخلف نحو 1400 قتيل بين جنود ومستوطنين إلى جانب أسر العشرات، تسليط الضوء على قطر باعتبارها من أكبر الداعمين للحركة الإسلامية.

وبات مصير القادة وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية على المحك إذا صح الاتفاق الأميركي القطري الذي تحدثت عنه واشنطن بوست.

ورغم أن وجود حماس بصفة رسمية في الدوحة كان بطلب أميركي إلا أن الوضع تغير بشكل جذري، فواشنطن التي كانت في السابق تضع في اعتبارها فتح قنوات تواصل مع حماس باتت الآن تدعم رغبة إسرائيل في الانتقام من الحركة واستهداف كبار قادتها، ولا يمكن أن تقبل أن يظلوا في الدوحة ليطلقوا من هناك تصريحات التهديد والوعيد.

ويشكل هذا الملف اختبارا حقيقيا للعلاقة الإستراتيجية بين الدوحة وواشنطن، لكن من غير الوارد أن تتخلى قطر عن هذا العلاقة إرضاء لقادة حماس.

وترتبط قطر بعلاقات وثيقة مع حماس وتتولى تقديم مساعدات مالية للحركة لإدارة قطاع غزة بما يشمل رواتب الموظفين ومساعدات مالية للأسر، وهي التمويلات التي انتقدتها السلطة الفلسطينية في السنوات الماضية لاعتبارات سياسية وكونها لا تمر عبرها أو عبر قنوات منظمة التحرير الفلسطينية وهي التي تتمسك كذلك بأنها الممثل الشرعي الوحيد لكل الفلسطينيين.

كما ترتبط الدوحة بعلاقات شراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة وتمثل مصالحها في بعض المناطق مثل أفغانستان كما تستضيف قاعدة العديد الجوية (وتعرف أيضا باسم مطار أبونخلة) مقر القيادة المركزية الأميركية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية.

وفي سياق متصل ،قالت “فاينانشال تايمز”، أن “بعض كبار الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، وضعوا خططًا لإنشاء مناطق عازلة موسعة داخل غزة، وفك الارتباط الكامل مع غزة، مما من شأنه أن يقطع علاقات القطاع الساحلي مع إسرائيل والضفة الغربية”، مشيفة أنه “لم يتم التوصل إلى إجماع حتى الآن بشأن ذلك داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية”.

وتحدث العديد من الأشخاص المقربين من عمليات التخطيط الإسرائيلية، عن “الجهود المحمومة لتحديد أهداف واضحة للحرب، وتطوير سيناريوهات واقعية لمرحلة ما بعد الصراع، والاتفاق عليها داخل أروقة القيادة العسكرية والمدنية”.

وكشرط للانضمام إلى “حكومة الطوارئ” التي شكلها نتانياهو في الأيام التي تلت هجوم حماس، أصر زعيما المعارضة، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، على وجود “خطة واضحة لكيفية خروج الجيش الإسرائيلي من غزة بعد انتهاء العملية البرية، وطبيعة النظام الحاكم الذي سيحل محل حماس في إدارة شؤون القطاع”.

وأصبح غانتس وآيزنكوت (وهما قائدان عسكريان سابقان)، في الوقت الحالي جزءًا من المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الذي يقود الحملة ضد حماس.

وتم تكليف مديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي رسميًا بمهمة تنسيق استراتيجية ما بعد الحرب، حيث تم استدعاء العديد من كبار الضباط المتقاعدين والمحللين الخارجيين للخدمة الاحتياطية، للمساعدة في هذه الجهود.

كما تدعم هذا العمل، كيانات إضافية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تشمل تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق الفلسطينية، ووحدة عسكرية مسؤولة عن الحياة المدنية في الأراضي الفلسطينية، ومكاتب مختلفة في وزارة الدفاع التي تتواصل مع بعض الدول العربية.

وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون ودبلوماسيون غربيون وخبراء في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إن هناك “مقترحات تم تطويرها أيضًا من خلال قنوات غير رسمية”.

نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، ليل الأربعاء الخميس، عن مصادر مقتل 17 شخصا “أغلبهم من الأطفال”، في “قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة”.

وأحد المواضيع المتكررة في المقترحات، هو أن “تتجنب إسرائيل نهاية غير مفتوحة تنتهي بإعادة احتلال قطاع غزة”، وهو جيب ساحلي ضيق يسكنه 2.3 مليون نسمة، وكان قد جرى الانسحاب منه عام 2005.

والسبب الآخر لعدم وجود خطة واضحة هو “الحاجة إلى دعم السلطة الفلسطينية، التي قد يُطلب منها إعادة فرض سيطرتها على غزة، على الرغم من أنها تعتبر مؤسسة ضعيفة تفتقر إلى المصداقية بين الفلسطينيين”، بحسب مصادر الصحيفة.

وتابعت الصحيفة البريطانية بالقول إنه “ربما تتطلب أية خطوة من هذا القبيل، تغييرات شاملة في سياسة إسرائيل تجاه الضفة الغربية، حيث تتمركز السلطة الفلسطينية، بما في ذلك إنهاء عمليات التوسع الاستيطاني”.

والعنصر الثالث في التخطيط هو “إمكانية قيام دول عربية، بما في ذلك مصر والسعودية، بلعب دور مباشر، بما في ذلك الدعم المالي ودعم حفظ السلام في غزة”.

وبحسب المصادر، فقد “تم تداول العديد من المقترحات المستقلة في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، وتم تعريفها خطأً في بعض الأحيان على أنها مواقف إسرائيلية رسمية”.

وفي حالة واحدة على الأقل، “سعت الولايات المتحدة أيضًا بشكل مباشر إلى الحصول على مذكرة تخطيط مفصلة لما بعد الحرب”.

وقال أحد المشاركين في إعداد التقارير المستقلة: “في اليوم الثالث من الحرب، طلبت منا الإدارة الأميركية أفكارًا وبدأنا العمل عليها“.

أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن بالغ قلقها على حياة النساء والفتيات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل، معتبرة ما يحدث “أزمة عميقة” لم تشهدها المنطقة منذ عقود.

وفي حديثه إلى شبكة “سي بي إس” الأميركية، الأحد، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وإن الوضع في غزة قبل الحرب لا يمكن أن يعود”.

وتابع: “هناك أفكار مختلفة بشأن ما يمكن أن يتبع الحرب.. إنه أمر يحتاج إلى العمل حتى في الوقت الذي تتعامل فيه إسرائيل مع التهديد الحالي“.

وأشار مصدر آخر مطلع على المناقشات الإسرائيلية، إلى “مدى أهمية مسار الحرب بالنسبة لأي خطة تتعلق بما بعد انتهاء المعارك”.