وتحدث العديد من الأشخاص المقربين من عمليات التخطيط الإسرائيلية، عن “الجهود المحمومة لتحديد أهداف واضحة للحرب، وتطوير سيناريوهات واقعية لمرحلة ما بعد الصراع، والاتفاق عليها داخل أروقة القيادة العسكرية والمدنية”.
وكشرط للانضمام إلى “حكومة الطوارئ” التي شكلها نتانياهو في الأيام التي تلت هجوم حماس، أصر زعيما المعارضة، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، على وجود “خطة واضحة لكيفية خروج الجيش الإسرائيلي من غزة بعد انتهاء العملية البرية، وطبيعة النظام الحاكم الذي سيحل محل حماس في إدارة شؤون القطاع”.
وأصبح غانتس وآيزنكوت (وهما قائدان عسكريان سابقان)، في الوقت الحالي جزءًا من المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الذي يقود الحملة ضد حماس.
وتم تكليف مديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي رسميًا بمهمة تنسيق استراتيجية ما بعد الحرب، حيث تم استدعاء العديد من كبار الضباط المتقاعدين والمحللين الخارجيين للخدمة الاحتياطية، للمساعدة في هذه الجهود.
كما تدعم هذا العمل، كيانات إضافية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تشمل تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق الفلسطينية، ووحدة عسكرية مسؤولة عن الحياة المدنية في الأراضي الفلسطينية، ومكاتب مختلفة في وزارة الدفاع التي تتواصل مع بعض الدول العربية.
وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون ودبلوماسيون غربيون وخبراء في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إن هناك “مقترحات تم تطويرها أيضًا من خلال قنوات غير رسمية”.
نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، ليل الأربعاء الخميس، عن مصادر مقتل 17 شخصا “أغلبهم من الأطفال”، في “قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة”.
وأحد المواضيع المتكررة في المقترحات، هو أن “تتجنب إسرائيل نهاية غير مفتوحة تنتهي بإعادة احتلال قطاع غزة”، وهو جيب ساحلي ضيق يسكنه 2.3 مليون نسمة، وكان قد جرى الانسحاب منه عام 2005.
والسبب الآخر لعدم وجود خطة واضحة هو “الحاجة إلى دعم السلطة الفلسطينية، التي قد يُطلب منها إعادة فرض سيطرتها على غزة، على الرغم من أنها تعتبر مؤسسة ضعيفة تفتقر إلى المصداقية بين الفلسطينيين”، بحسب مصادر الصحيفة.
وتابعت الصحيفة البريطانية بالقول إنه “ربما تتطلب أية خطوة من هذا القبيل، تغييرات شاملة في سياسة إسرائيل تجاه الضفة الغربية، حيث تتمركز السلطة الفلسطينية، بما في ذلك إنهاء عمليات التوسع الاستيطاني”.
والعنصر الثالث في التخطيط هو “إمكانية قيام دول عربية، بما في ذلك مصر والسعودية، بلعب دور مباشر، بما في ذلك الدعم المالي ودعم حفظ السلام في غزة”.
وبحسب المصادر، فقد “تم تداول العديد من المقترحات المستقلة في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، وتم تعريفها خطأً في بعض الأحيان على أنها مواقف إسرائيلية رسمية”.
وفي حالة واحدة على الأقل، “سعت الولايات المتحدة أيضًا بشكل مباشر إلى الحصول على مذكرة تخطيط مفصلة لما بعد الحرب”.
وقال أحد المشاركين في إعداد التقارير المستقلة: “في اليوم الثالث من الحرب، طلبت منا الإدارة الأميركية أفكارًا وبدأنا العمل عليها“.
أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن بالغ قلقها على حياة النساء والفتيات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل، معتبرة ما يحدث “أزمة عميقة” لم تشهدها المنطقة منذ عقود.
وفي حديثه إلى شبكة “سي بي إس” الأميركية، الأحد، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وإن الوضع في غزة قبل الحرب لا يمكن أن يعود”.
وتابع: “هناك أفكار مختلفة بشأن ما يمكن أن يتبع الحرب.. إنه أمر يحتاج إلى العمل حتى في الوقت الذي تتعامل فيه إسرائيل مع التهديد الحالي“.
وأشار مصدر آخر مطلع على المناقشات الإسرائيلية، إلى “مدى أهمية مسار الحرب بالنسبة لأي خطة تتعلق بما بعد انتهاء المعارك”.