ارتفاع عدد ضحايا غرق قارب مهاجرين قرب مير اللفت جنوب المملكة إلى 15 شخصاً بسبب انعدام تكافؤ الفرص وعدم توفير الحياة الكريم

0
261

أفادت السلطات المحلية، اليوم الثلاثاء، إنّ “عدد القتلى جراء غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل المغربية الأسبوع الماضي ارتفع إلى 15، معظمهم مواطنون مغاربة من الاقاليم  الجنوبية، خلال محاولتهم عبور إلى الجزر الخالدات”.

عثر على جثتين جديدتين قبالة سواحل جنوب المغرب بعد غرق مركب يقل مهاجرين مغاربة نهاية دجنبر، ليرتفع عدد ضحايا هذه المأساة إلى 15.

وقال رئيس بلدية مير اللفت (جنوب) سالم أبردام لوكالة فرانس برس إن “الجثة الأولى انتشلت الجمعة فيما انتشلت الثانية الأحد” مشيرا إلى أن حصيلة قتلى هذه المأساة ارتفعت إلى 15 قتيلا.

وكانت السلطات المغربية انتشلت جثث 13 مهاجرا مغربيا في 30 دجنبر بعد انقلاب مركبهم قرب مير اللفت.

وكان المركب يقل 45 شخصا ومتجها إلى جزر لاس بالماس الإسبانية في أرخبيل جزر الكناري. وكان المهاجرون قد دفعوا مبالغ تراوح بين 20 ألفا و25 ألف درهم.

وأضاف أبردام “البحث مستمر للعثور على جثث المهاجرين الذين ما زالوا مفقودين”.

وأوقف عناصر من الدرك شابا يبلغ 26 عاما من بلدة ريفية في إقليم كلميم للاشتباه في ضلوعه في تسهيل عملية الهجرة غير الشرعية القاتلة هذه.

كذلك، تم تحديد أربعة أشخاص آخرين ضالعين فيها ويجري البحث لتوقيفهم، وفق الموقع.

ويعد المغرب الواقع في الطرف الشمالي الغربي من إفريقيا، بلد عبور للكثير من المهاجرين لا سيما الآتين من جنوب الصحراء الكبرى والساعين للوصول إلى أوروبا عبر سواحلها الأطلسية أو المتوسطية.

ووفق تقرير لمنظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية غير الحكومية، قضى أو فقد ما لا يقل عن 11200 مهاجر منذ العام 2018 خلال محاولتهم العبور إلى إسبانيا، أي بمعدل ستة أشخاص يوميا.

وأشارت المنظمة إلى أن الطريق وحده بين الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا وجزر الكناري شهد مقتل 7692 مهاجرا.

واعتبارا من نهاية العام 2019، ارتفع عدد المهاجرين الذين يحاولون العبور بطريقة غير شرعية عبر طريق الهجرة المحفوف بالأخطار عبر المحيط الأطلسي مع تكثيف الدوريات في البحر الأبيض المتوسط.

في العام 2022، تراجعت الهجرة غير الشرعية بنسبة 25,6 % مقارنة بالعام السابق مع وصول 31219 وافدا مقارنة ب41945 في 2021، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية.

فاجعة جديدة بسبب الهجرة نتيجة جحيم الحياة 13 ضحية "شباب مغاربة" في حادثة غرق قارب جنوب المغرب.. نائبة :أين يا وزير العدل الشفافية وتكافؤ الفرص ؟!

وفي ظل تزايد عدد المهاجرين تقع المسؤولية الأولى وبدرجة أساس على الدول المصدرة للمهاجرين بسبب أنظمتها السياسية والاجتماعية وكذلك انعدام تكافؤ الفرص وعدم توفير الحياة الكريمة، دون نسيان الدول المتقدمة أو المستقبلة التي تفرض قيودا صارمة للهجرة القانونية تحت زعم حماية أمنها ومصالحها؛ إلى أن أصبحت مآسي الهجرة السرية حدثا مألوفا لدى عامة المواطنين، وايقاف آلاف المرشحين للهجرة ولفظ سواحل المتوسط لجثث العشرات، أو تسجيل حالات فقد في صفوف هؤلاء خبرا عاديا تتداوله الألسن وتكتب عنه قصاصات الأخبار.

والظاهرة لا ترتبط بالبطالة فحسب، فعدد لا يستهان به من الشباب الذي يمكن أن نطلق عليه لفظ “العمال الفقراء” يعتبرون الهجرة وسيلة لتحسين أوضاعهم المادية والاقتصادية. كما أنها لا تعتبر الدافع الوحيد نحو قوارب الموت. فحين امتلأت البلدان بالصراعات والحروب، وخرج من الأرض وباطنها القيح لا الأزهار والياسمين، كان الحوف ومحاولة الهروب والفرار والبحث عن الأمن والأمان أكبر الدوافع عند البعض الأخر.

هكذا تضخمت ظاهرة الهجرة نحو الغرب لتصبح ظاهرة هروب وفرار من واقع مليء بالخوف والرهب والفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية، وتزايد طلب الوصول لشوطئ أوروبا شطوط النجاة والأمن حسب معتقداتهم.

أما بخصوص هجرة الكفاءات فهي هجرة تنعش البلد المستقبل أكثر من الهجرة السرية التي تنعشه أيضا باليد العاملة الرخيصة، فهجرة الكفاءات كان يصطلح عليها في الماضي هجرة الأدمغة. وهي هجرة ازدهرت مؤخرا ونجدها بمظاهر مختلفة، إما أن يكون الشاب (ة) قد درس ببلد أجنبي (إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، كندا…) وبعد نهاية دراسته يرفض العودة ويندمج هناك من خلال التحفيزات التي تقدم إليه وظروف الرفاه التي يعيشها عكس المغرب أن تكون موظفا عموميا وبأجرة 800 أورو أو الف أورو ستعاني لأنك ستصنف في الطبقة المتوسطة أو أقل، و إما أن يكون الشاب (ة) درس بالمغرب وحصل على شواهد عليا أو دبلومات مهنية فيراسل شركات أجنبية وتتكلف لهم بكل الوثائق والتأشيرة وما إلى ذلك فيغادر البلاد نحو عمل أفضل وحياة كريمة. وتجد تخصصات الكفاءات مختلفة بين الطب والصيدلة والهندسة والمعلوميات. ففي خطاب ملك المغرب الأخير أكد فيه على ضرورة احتضان الكفاءات والاعتناء بالشباب وفتح فرص شغل.

عن أسباب الهجرة، فهي نتاج ظواهر أخرى كالبطالة والفقر وعنوسة الرجال والنساء وقلة الخدمات الاجتماعية وارتفاع مستوى المعيشة بالمغرب ودخول الحكومة في اصلاح صندوق المقاصة لدعم المواد الغذائية الأساسية التي رفعت الحكومة يدها عنه، وتقليص نسبة التوظيف والتوجه نحو التوظيف بالتعاقد الشيء الذي يرفضه الشباب الحامل للشواهد ويضطر مكرها للانخراط فيه هروبا من البطالة، والاصلاح المشؤوم لصناديق التقاعد الذي جعل المتقاعد يشتغل سنوات أكثر ويساهم في الصندوق بشكل أكبر ويخرج بمعاش تقاعد أقل.

كذلك فقدان المواطن المغربي الثقة في المؤسسات الرسمية والأحزاب السياسية والبرلمان، الذين يعتبرون مرآة للشعب لكنهم عكس ذلك، في مرضهم يتعالجون ببلدان أجنبية، يدرسون أبناءهم هناك، يصرفون أموالهم هناك، يقضون عطلاتهم هناك. ثم ضرب التعليم من خلال تغيير البرامج التعليمية والمقررات الدراسية والاتجاه نحو التدريج بدل التعريب، وضرب مجانية التعليم ومبدأ تكافؤ الفرص وعدم إيجاد بدائل للمنقطعين عن الدراسة والاتجاه نحو خوصصة التعليم.

والهجرة هي تعبير عن رفض البقاء في البلد ورفض سياساته المفروضة على مواطنيه واحتجاج على الوضع المزري، فالاحتقان بات يخيم على المواطنين من خلال سخطهم المتواصل على ما وصل إليه الوضع الاجتماعي والصحي والتعليمي.. ومؤخرا أعلن ساكنة حي صفيحي بأكمله الهجرة بشكل جماعي مشيا على الأقدام من مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للبلاد نحو مدن الشمال وذلك بعضد هدم منازلهم وعدم تعويضهم بمنازل أخرى لائقة بالعيش الكريم وتركهم عرضة للشارع يفترشون الأرض ويتغطون بالسماء، كما احتج شباب الألتراس بمدينة تطوان مساء يوم الجمعة 28 شتنبر 2018 أقبل وأثناء وبعد نهاية المقابلة الكروية بين المغرب التطواني والكوكب المراكشي، رافعين شعارات مختلفة كالشعب يريد اسقاط الجنسية، والشعب يريد الهجرة الجماعية.

 

 

السجن 3 سنوات لـ13 مهاجراً سودانياً وتشادياً على خلفية اقتحامهم السياج الحدودي لمدينة مليلية الخاضعة للسيطرة الإسبانية يونيو الماضي