استخبارات غربية تؤكد إرسال إيران ممثلين عسكريين إلى مليشيات البوليساريو ومدها بالأسلحة وتدريبها على حرب المدن

0
288

أكدت تقارير أجهزة استخبارات غربية أن طهران تعمل على توسيع شبكة نفوذها في المنطقة العربية وشمال إفريقيا منذ عدة سنوات. ليس فقط بدعم أحزاب الإسلام السياسي بل امتدت لأطراف لا تجمعها أية نقطة احتكاك مع إسرائيل والأحزاب الإسلامية مثل جبهة البوليساريو الانفصالية.

وذكرت الكاتبة كريستين كنشي في تقرير لصحيفة دي فيلت الألمانية، أن جبهة البوليساريو تعد من الأمثلة على نهج طهران في توسيع شبكة نفوذها في شمال أفريقيا حيث تتمركز الجبهة الانفصالية في مخيمات تندوف للاجئين جنوب الجزائر التي تدعمها في مشروعها الانفصالي في الصحراء المغربية التي تمتد على طول ساحل المحيط الأطلسي.

وتراجعت البوليساريو بعد وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة في 1991، عندما هزمها المغرب. لكنها استأنفت القتال ضد المملكة في 2020. وتسيطر الجماعة على جزء صغير من الصحراء المغربية وتحتفظ بمعسكر في ولاية تندوف الجزائرية على الحدود مع المغرب، التي تضم حوالي 150 ألف صحراوي.

وقطعت الرباط علاقاتها مع طهران في 2018 بسبب دعمها لجبهة البوليساريو، وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة آنذاك أن حزب الله وهو أقوى وكلاء إيران، “أرسل

ممثلين عسكريين إلى جبهة البوليساريو ومدها بالأسلحة ودربها على حرب المدن”.
وزودت طهران أعضاء الجبهة بصواريخ أرض جو وطائرات دون طيار. كما أقام حزب الله معسكرات في الجزائر حيث كان يدرب مقاتلي البوليساريو.

وبينما نفى قادة البوليساريو وحزب الله هذه التصريحات، أكد المغرب إن بحوزته ملفا كبيرا يضم تقارير مفصلة وصورا بالأقمار الصناعية لاجتماعات بين ممثلي حزب الله والبوليساريو في الجزائر.

وأضافت السلطات المغربية إن إيران ساعدت أيضا على تنظيم لقاءات بين جبهة البوليساريو وحزب الله عبر سفارتها في الجزائر. فيما ذكر ممثل جبهة البوليساريو العام الماضي أن إيران تزودهم من خلال الوساطة الجزائرية بطائرات دون طيار “كاميكازي” ليستخدموها ضد المغرب.

وتؤكد التقارير الاستخباراتية الغربية الجديدة التي تمكنت دي فيلت من الاطلاع عليها، صحة اتهامات المغرب حيث تمكنت الصحيفة من الوصول إلى تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي البوليساريو وعميل يقول إنه جهة اتصال لحزب الله من ساحل العاج.

وكشفت أن مصطفى محمد الأمين الكتاب هو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن الشرق الأوسط ناقش في أحد الاجتماعات مؤخرا مع ممثل حزب الله الهجمات المشتركة المحتملة على إسرائيل.

وعرض دعم جبهة البوليساريو، لكنه أكد أن مواردها ليست كافية بعد لمهاجمة السفارة الإسرائيلية في المغرب، على سبيل المثال. وطلب في محادثات أخرى المزيد من الدعم من حزب الله وإيران.

ورغم أن النزاع في ملف الصحراء الغربية قائم رسميا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لكن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي، إذ يصر المغرب على أن الجزائر مسؤولة عن هذا النزاع.

ويعود هذا الحضور بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف (المحتلة)، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل للجبهة، رغم تأكيد الجزائر على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفا في النزاع.