الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء..زعيمة اليسار المغربي “دولة إسرائيل هي الرابح الأكبر” من “الاتفاقية الإبراهيمية”

0
328

أثار اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية للمملكة، تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

وعلقت زعيم اليسار المغربية، نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب “الاشتراكي الموحد” (معارضة ضعيفة) إن دولة إسرائيل هي الرابح الأكبر من “الاتفاقية الإبراهيمية”، مستغربة كيف انتظرت سنتين و نصف من أجل الاعتراف بمغربية الصحراء، لأن هذا كان يجب أن يتم عند التوقيع في دجنبر 2020.

واعتبرت في الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية بمجلس النواب، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل اعترفت بمغربية الصحراء لأنها تشعر بالعزلة بالنظر لجرائمها المقترفة في حق الشعب الفلسطيني و مؤخرا بجنين، و استمرار سياستها الإجرامية و التوسعية لجعل الاستيطان طريقا لفرض الأمر الواقع و أن لا إمكانية مستقبلا لحلّ الدولتين.

وأكدت أنه مادام احتلال و إجرام الكيان الصهيوني مستمر تجاه الشعب الفلسطيني المكافح، فلا يمكن أن نعطي الاعتراف الأخير أكثر من معناه، و أنّه بدون شكّ لصالح الكيان الصهيوني، أمّا المغرب فللبيت ربّ يحميه.

و طالبت منيب بإلغاء “الاتفاقية الإبراهيمية”، مشددة على أن التطبيع يجب أن يتم مع الشعب الفلسطيني و إحقاق حقوقه التاريخية.

وسجلت أن المغرب يجب أن يدافع عن مصالحه، و أن ينتصر لوحدته الترابية و سيادته و استقلال قراراته و مصلحة المغاربة في الداخل و الخارج و فتح باب الشراكات الرابحة و تقوية الجبهة الداخلية بالديمقراطية و بمحاربة الفساد.

الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على صحرائه يأتي بعد قرابة عامين من استئناف العلاقات الدبلوماسية بيت تل أبيب والرباط بعد نحو عقدين من القطيعة.

ويأتي القرار الإسرائيلي ضمن خطوات دشنتها تل أبيب والرباط لتعزيز علاقتهما وتوسيع لتشمل كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية.

وفي تطور آخر أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين في بيان، تعيين ملحق عسكري بالمغرب في خطوة وصفها بـ”التاريخية”، سترفع “مستوى تطور العلاقات الأمنية بين الدولتين”.

وقال “قرر رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي، تعيين شارون إيتاح، كملحق عسكري أول في المغرب، في خطوة ترفع مستوى تطور العلاقات الأمنية بين الدولتين”.

وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي “سيقيم الملحق العسكري في الرباط وسيتولى مهمة تطوير وتعزيز كافة العلاقات الأمنية مع المغرب، على أن يتولى رسميا المهمة في الأشهر المقبلة”.

ووصف الجيش الإسرائيلي الخطوة بأنها “تاريخية في إطار العلاقات العربية ودولة إسرائيل مع تعيين الملحق العسكري الأول في المملكة المغربية”.

وقال الج إن الخطوة تأتي “تتويجا لعدة خطوات شهدها العامان الماضيان، تجسدت بزيارة كبار القادة العسكريين وإجراء عدد من التدريبات المشتركة كان آخرها، الأسد الإفريقي، بمشاركة قوات النخبة (بالجيش الإسرائيلي) على أرض المغرب”.

تابع “الملحق العسكري إيتاح هو من أصول عائلة يهودية عاشت في المغرب، يتحدث اللهجة المغربية وكان قد قام بزيارة المملكة في العام الماضي واليوم هو يشغل منصب قائد لواء حيفا في الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي”.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي “هذا التعيين التاريخي هو مثال لعمق التعاون وجهوزية الجيشيْن لبناء علاقة طويلة المدى تقوم على الثقة المتبادلة”.

وشهد المغرب في النصف الأول من العام 2023، زيارات مختلفة لوزراء إسرائيليين ومسؤولين في القطاع الخاص ووفود سياحية، شملت 4 وزراء و3 مسؤولين عسكريين كبار ورئيس الكنيست.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد توقفها عام 2000.

وفي 22 من الشهر ذاته، وقعت الحكومة المغربية “إعلانا مشتركا” مع تل أبيب وواشنطن، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أميركي للعاصمة المغربية الرباط.

وأقام المغرب وإسرائيل علاقات ديبلوماسية في عام 1994 عقب التوقيع على اتفاقية أوسلو، وافتتحا مكاتب اتصال في كلا البلدين، وسيرت رحلات مباشرة بينهما.

غير أن المغرب قرر في نوفمبر/تشرين الثاني 2000 قطع هذه العلاقات عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقال بيان للخارجية المغربية حينها إن قراره يأتي بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية توقيف عملية السلام.

ومع ذلك استمرت العلاقات سرية، إذ يزور آلاف السياح الإسرائيليين خاصة من أصول مغربية المغرب عبر رحلات غير مباشرة، في حين ظلت المبادلات التجارية قائمة عبر وسطاء، وبلغت 40 مليون دولار من الواردات و11 مليون دولار من الصادرات، حسب ما أعلن عنه العام الماضي الناشط الحقوقي أنيس بلافريج في ندوة نظمتها حملة مقاطعة إسرائيل.