الخارجية الروسية: المغرب من بين الشركاء الثلاثة الأوائل لروسيا في إفريقيا

0
356

المملكة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصادرات والثالثة من حيث الواردات.

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن العلاقات بين روسيا والمغرب “متميزة، وتجسد انفتاح إفريقيا على روسيا وانفتاح روسيا على إفريقيا”.

وأكدت المسؤولة الروسية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا-إفريقيا، التي تنعقد يومي 27 و 28 يوليوز في سانت بطرسبرغ، العاصمة الثقافية لروسيا، أن روسيا والمغرب يقيمان علاقات تعاون “جيدة للغاية” في عدة مجالات.

وشددت  زاخاروفا في هذا الصدد، على “التعاون الجيد جدا” بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك “الاقتصاد والمال والسياحة والأعمال والعديد من القطاعات الأخرى”.

وأضافت قائلة “لدينا أساس قانوني متين لهذا التعاون”، في إشارة إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والمغرب، المنفذة منذ عام 2002، والتي تم تعزيزها في عام 2016 من خلال التوقيع على “إعلان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة”.

وتابعت بالقول “نشجع الصداقة والاحترام المتبادل مع المغرب. يتعلق الأمر بمثال ساطع على كيفية بناء العلاقات بين البلدان”.

وسلطت زاخاروفا، التي حلت ضيفة على لقاء مع وسائل الإعلام الإفريقية في إطار القمة الروسية – الإفريقية والمنتدى الاقتصادي، الضوء على “العلاقات الجيدة والودية تقليديا” بين موسكو والرباط ، مستعرضة تطور العلاقات الثنائية منذ توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والمغرب عام 2002.

وبرأي المتحدثة، كان هناك “تعميق للعلاقات الاستراتيجية مع المغرب وقد أتى ذلك بثماره”.

وأوضحت أن المغرب من بين الشركاء الثلاثة الأوائل لفدرالية روسيا في إفريقيا، مشيرة في هذا الصدد إلى أن المملكة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصادرات والثالثة من حيث الواردات.

وأشارت زاخاروفا إلى أن “التبادلات التجارية زادت بأكثر من 25 بالمئة منذ عام 2021، وتم تسجيل نفس الدينامية في الأشهر الأولى من العام الحالي”، مشيرة إلى أن الصيد البحري هو أحد القطاعات الرئيسية للتعاون بين البلدين.

وبخصوص آفاق تطوير العلاقات التجارية مع المغرب، أشارت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية إلى أن الشركات الروسية مهتمة بتطوير قطاع الطاقة وتنفيذ مشاريع في مجالات التكنولوجيا العالية والخدمات اللوجستية.

قمة روسيا – أفريقيا تعتمد خطّة عمل مشتركة لـ 3 سنوات..المغرب ملتزم بشراكة استراتيجية مع روسيا

في هذا الصدد ، قال محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية في المغرب، في حديثه مع “سبوتنيك”، أن المملكة المغربية تتبنى منذ سنوات استراتيجية تنويع الشركاء في علاقاتها الدولية، مؤكدا أن عددا من البلدان لا يمكنها تحمل عدم التعامل مع شركاء دوليين وازنين فالعلاقات مع هذه القوى الدولية، تجعل الفرص موجودة والأسواق متوفرة، وبحكم انفتاح الاقتصاد العالمي، فإن التعامل مع روسيا طبيعي متى توفرت المعايير.

وتابع بودن: “روسيا بالنسبة للمغرب هي جزء من المجتمع الدولي، والاقتصاد العالمي في ميادين الطاقة والحبوب والاقتصادين الأخضر والأزرق والسياحة والنقل الجوي، ومن الطبيعي أن يتجه جزء من المعاملات التجارية نحو السوق الروسية، كما أن البلدين تربطهما علاقات تقليدية تاريخيا وشراكة استراتيجية منذ سنة 2016، تم توقيعها بمناسبة زيارة الملك محمد السادس إلى روسيا ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين”.

واستطرد رئيس مركز أطلس: “البلدان لديهما وجهات نظر متقاربة في العديد من القضايا، وعلى هذا الأساس تحرز العلاقات الاقتصادية بين البلدين تقدما ملموسا باستمرار، في إطار سياسة البحث عن بدائل وموازنة وتنويع العلاقات التي يتبناها المغرب”.

ويرى بودن أن “المغرب يمثل حجر الزاوية في سياسة روسيا تجاه أفريقيا والمتوسط، ويعتبر حاليا الشريك التجاري الثالث لروسيا في العالم العربي وأفريقيا”.

روسيا .. تقترح على “الدول الأفريقية مشروعات محطات الطاقة النووية الروسية العائمة”

وبشأن القمة الروسية الأفريقية المنعقدة في سان بطرسبورغ، يقول بودن: “أتصور أن أهمية القمة الروسية – الأفريقية تكمن في توقيتها حيث يتشكل العالم من جديد، ويشهد تحولات جيوسياسية عميقة، تبرز في إطار هذه المتغييرات المتسارعة قضايا السيادة بحدة، ولا شك أن بعض البلدان الأفريقية ترى في هذا النسق التصاعدي للسياسات الدولية فرصة للمستقبل رغم حجم التحديات الراهنة”.

وحسب بودن، فإن انتظامية اللقاءات الأفريقية الروسية لها فوائد للجانبين، إلى جانب الجهود الأفريقية للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، في إطار مبادرة تتقاطع مع مبادرات دولية أخرى.

ويرى رئيس مركز أطلس أن الوضع الراهن فرض على عدد من دول القارة الأفريقية الشابة التعامل مع واقع جديد، خاصة أن الأزمة الروسية الاوكرانية أدت إلى زيادات حادة في أسعار الأسمدة والحبوب، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزيادة مؤشرات انعدام الأمن الغذائي والطاقي في القارة، وهو عامل جديد يلقي بثقله على جدول أعمال القمة الروسية الأفريقية.

يشدد بودن على أن أهمية القمة تتضح كذلك من خلال تسليط الضوء على الأهمية المتزايدة لأفريقيا في السياسة الخارجية الروسية، فضلا عن كون أفريقيا القارة الأكثر ترحيبا بالمشاركة الروسية.

وفي ظل المتغيرات الحالية على الساحة الدولية، أشار بودن إلى أن القمة الروسية – الأفريقية تستقطب الانتباه بسبب أهمية أفريقيا في السياسة العالمية، وأن أفريقيا تطمح للاستفادة من هذه المكانة و تحييد المخاطر الناشئة التي تهددها.

ولفت بودن إلى أن تقييم العلاقات الثنائية لروسيا مع البلدان الأفريقية يختلف عن تقييم الشراكة الروسية-الأفريقية في إطار جماعي.

وانطلقت، يوم أمس الخميس، قمة “روسيا – أفريقيا 2023” في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، التي تستمر يومين، في 27 و28 يوليو/ تموز الجاري، ويعد أبرز عناوين القمة الحالية، تعزيز الحوار العالمي بين دول القارة وموسكو بالرغم من المستجدات القائمة على الساحة الدولية.