السعودية تسعى للحصول على دعم الرئيس أبو مازن لتسهيل التطبيع مع إسرائيل..ما الذي ستحصل عليه السعودية من التطبيع؟

0
312

نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن قالت لإسرائيل، الأسبوع الماضي، إن عليها تقديم تنازلات للفلسطينيين لأجل ضمان نجاح مشروع تطبيع مع السعودية.

وذكر الموقع أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر زار واشنطن الأسبوع الماضي لإجراء محادثات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول اتفاق التطبيع مع السعودية.

في إطار المساعي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية عرضت الرياض استئناف تقديم دعمها المالي للسلطة الفلسطينية

قال مسؤولون سعوديون وفلسطينيون سابقون مطلعون أن السعودية عرضت استئناف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وبحسب “وول ستريت جورنال” فإن استئناف الدعم الاقتصادي هو مؤشر بأن السعودية تبذل جهودا كبيرة للتغلب على العقبات نحو تطبيع علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل.

مسؤولون سعوديون رسميون صرحوا وفقا للتقرير بأنهم يحاولون الحصول على دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن علاقات مفتوحة مع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يعطي شرعية أكبر لكل اتفاق ويمنع اي اتهامات ضد الرياض بأنها تضحي بفكرة الدولة الفلسطينية من أجل تحقيق أهدافها.الاعتراف بإسرائيل هو أمر حساس على وجه الخصوص بالنسبة للمملكة العربية السعودية، كونها دولة تتمتع بمكانة خاصة في العالم الإسلامي والعربي.

وتقول المصادر بأنه من أجل دفع مصالحها، ستبعث السلطة الفلسطينية الأسبوع القادم وفدا كبيرا الى السعودية لمناقشة بما يمكنه المملكة القيام به خلال المباحثات مع إسرائيل لدفع وتسهيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

ووفقا لمسؤولين أميركيين ومصدر مطلع على القضية فإن ديرمر لم يتطرق كثيرا في محادثاته مع بلينكن وسوليفان لموضوع التنازلات الإسرائيلية.

وقال المصدر المطلع إن ديرمر أبلغ سوليفان أن التنازل الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل يتعلق باستعدادها قبول حصول الرياض على برنامج نووي مدني.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين إن هناك احتمالا لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى البيت الأبيض للقاء بايدن في الأسبوع الثالث من سبتمبر، وهو أمر لم يؤكده البيت الأبيض حتى الآن.

وقال مصدر مطلع على القضية إن مثل هذا الاجتماع، فيما لو عقد، سيركز على الأرجح على التأكيد بضرورة تقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين من أجل حصول أي اتفاق تطبيع مستقبلي مع السعودية.

وأشار موقع “أكسيوس” إلى أن وزارة الخارجية الأميركية أحالت طلب التعليق على هذه المعلومات للبيت الأبيض.

بالمقابل أبلغ متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض الموقع إن الإدارة لن تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة، فيما لم يستجب مكتب ديرمر ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلبات التعليق.

وتحدث مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية برعاية أمريكية، لكن الرياض أكدت مرارا أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.

وتنص مبادرة السلام العربية على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ولطالما تعهّد المسؤولون السعوديون الالتزام بموقف جامعة الدول العربية منذ عقود، وهو عدم تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل حلّ النزاع مع الفلسطينيين.

وتدافع السعودية عن القضية الفلسطينية وتحجم عن إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، لكن واشنطن تسعى لرعاية ما يمكن أن يكون اتفاقا تاريخيا في الشرق الأوسط يتضمن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

وتعتبر المملكة العربية السعودية دولة داعمة وسخية للفلسطينيين 1948، حيث قدمت لهم حتى الآن ما يقارب 5 مليارات دولار بما يشمل دعما مباشرا للسلطة، لكن الرياض بدأت تقليص دعمها للسلطة عام 2016 على خلفية الاتهامات لها بعدم الكفاءة والفساد، حيث انخفضت المساعدات من 174 مليون دولار سنويًا في عام 2019 إلى صفر في عام 2021.