الشامي يدعو إلى تقوية قواعد المنافسة ومحاربة الفساد من أجل النهوض بالاستثمار في البلاد.. ويستمر الوضع كلام على ورق؟!

0
289

بعد سنوات من التقارير الدولية والمحلية التي تضع المغرب في مراتب متأخرة عالميا في مجال تفشي الفساد المالي، لم تنجح الرباط في إحراز أي تقدم في هذا المجال.

الرباط – أكد أحمد رضا الشامي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على ضرورة اعتماد تدابير تنظيمية لمعالجة إشكاليات القطاع غير المنظم، والذي يمثل حصة مهمة في النسيج الإنتاجي الوطني، وتسهيل عملية إدماج الأنشطة غير المنظمة في الاقتصاد غير المهيكل.

وجاء كلام الشامي خلال مشاركته في الملتقى البرلماني الأول للغرف المهنية، اليوم الاثنين، بمجلس المستشارين، حول “الغرف المهنية وتحديات النهوض بالاستثمار”.

ودعا الشامي إلى مواصلة الجهود المبذولة لتحسين مناخ الأعمال، وتبسيط ورقمنة المساطر الإدارية، وتسيير الولوج إلى العقار وتقوية قواعد المنافسة الشريفة، ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله ومستوياته.

وألح على أهمية إضفاء التقائية أكبر بين أهداف وآليات ميثاق الاستثمار، وصندوق محمد السادس للاستثمار، بما في ذلك على مستوى المعايير المعتمدة لتحديد القطاعات والمشاريع ذات الأولوية لتستفيد من الدعم والتمويل.

وشدد الشامي على أهمية اعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية في تحديِد استثماراِت ومهِن المستقبل، خاصة في القطاعات والأنشطة ذات الأثر الإيجابي على الحياة المعيشية للمواطنات والمواطنين، والتي تُساهم في تحسين قدرات بلادنا في مجالات الأمن الصحي والغذائي والمائي والطاقي والرقمي.

واعتبر أن تحقيق الطموح الاستثمار الكبير الذي يسعى إليه المغرب يقتضي تعبئة وانخراط كافة الفاعلين المعنيين على المستوى الوطني، وكذلك على المستوى الترابي.

ويستمر الوضع، رغم وجود “التنصيص الدستوري على أهمية وجود بعض الهيئات، كمجلس المنافسة وهيأة النزاهة و الوقاية من الرشوة، في دستور 2011، ورغم أن المغرب وقع على الاتفاقية الأممية لمحكافحة الفساد في أول يوم عرضت فيه للتوقيع في 9 ديسمبر 2003”.

على الرغم من اعتماد المغرب آليات متجددة لمكافحة الفساد فإن حجم تلك الظاهرة آخذ في التوسع، مما يطرح تساؤلات حول السياسة الناجعة الواجب اتخاذها لمكافحة الظاهرة.

ويشير نائب رئيس المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب سمير بوزيد إلى أن “مهمة محاربة الفساد تتطلب الإحاطة الشمولية بهذه الظاهرة للتعرف عن مدى انتشارها ومجالاتها وأسبابها وآثارها، بهدف التمكن من ترسيخ البعد الاستراتيجي لسياسة مكافحة الفساد، وتحيين وملاءمة السياسة الجنائية مع متطلبات مكافحة الفساد، وتدعيم فعالية ونجاعة مؤسسات المراقبة والمساءلة، والنهوض بالحكامة الجيدة وتعزيز الوقاية من الفساد”.

فيما اعتبر علي الصدقي أن الخطابات المنمقة عن مكافحة الفساد والبرامج والاستراتيجيات غير المفعلة، وهيئات لا تتمتع بالاستقلالية، لا يمكن إلا أن ترهن مستقبل المغرب ليستمر في الوجود في منطقة الرشوة النسقية، وهو ما يسهم، بحسبه، في فقدان الثقة في المؤسسات، وابتذال الفساد لدرجة يصبح فيه جزءاً من تدبير الشأن العام.

وكان رئيس الحكومة المغربية قد تعهد في البرنامج الحكومي أن السلطة التنفيذية “ستعمل جاهدة على تعزيز الصورة المشرفة للمملكة، بخاصة لدى المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية الساهرة على احترام الحريات وحقوق الإنسان والحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية والشفافية ومحاربة الفساد، وتحسين ترتيب المملكة في مختلف مؤشرات التنمية البشرية والاقتصادية”.

وبحسب تقرير صادر عن منظمة الشفافية الدولية حول إدراك الفساد، فإن المغرب فقد 7 نقط في سنة 2022 بالمقارنة بـ 2021، و فقد 14 نقطة بالمقارنة بـ 2019. يعني انتقل من المرتبة 80 سنة 2019، إلى المرتبة 87 سنة 2021 إلى الصف 94 سنة 2022 من بين 180 دولة التي يشملها التقرير.