بدأت النيابة العامة في إسبانيا الاثنين التحقيق مع المغاربة المحتجزين الـ 12 الذين فروا في الهبوط الاضطراري في مطار بالما بسبب حالة طوارئ طبية كاذبة تتعلق بطائرة قادمة من المغرب متجهة إلى تركيا.
ويواجه المواطنين المغاربة المحتجزين تهم منها الاخلال بالنظام العام ، على الرغم من أنه لا يستبعد أن يتهمهم مكتب المدعي العام أيضًا بجرائم أخرى.
وسيكون القاضي هو الذي يقرر ما إذا كان ترحيلهم إلى المغرب مناسباً أو إذا تم اعتماد نوع آخر من التدابير الاحترازية.
في غضون ذلك ، تواصل الشرطة الوطنية والحرس المدني البحث عن بقية الركاب الهاربين ، البالغ عددهم 12 تقريبًا ، والتحقيق فيما إذا كانت رحلة ركاب الطائرة التي هبطت قد تم تدبيرها على موقع فيسبوك.
فقد تم القبض على الراكب الذي تسبب في حالة الطوارئ الطبية في مستشفى Son Llàtzer ، بعد خروجه من المستشفى ، باعتباره الجاني المزعوم لجريمة لصالح الهجرة غير الشرعية ومخالفة لقانون الهجرة. وبحسب مصادر مقربة منه ، اليوم الإثنين ، كان الرجل قد اعتقل بالفعل في إسبانيا عام 2020 بتهمة الإضرار بالسلطة ومقاومتها.
واعتقل باقي المعتقلين في شارع ماناكور ببالما. Sa Cabaneta و Es Figueral ، في ماراتشي ؛ وبالقرب من مطار سون سانت جوان.
بالإضافة إلى ذلك ، من بين المعتقلين أيضًا الراكب الذي غادر كمرافق للشخص المزعوم أنه مريض وراكب آخر تم القبض عليه بتهمة الازدراء والاعتداء على السلطة على متن الطائرة. في المجموع ، كان هناك 12 معتقلاً ، لكن الشرطة الوطنية والحرس المدني يواصلان البحث عن بقية الركاب الذين فروا عند الهبوط.
وتعود تفاصيل الحادث كما أطلقنا عليها في “المغرب الآن ” الجمعة الماضية، القوارب الطائرة، أن طائرة كانت تقوم برحلة بين المغرب وتركيا سمح لها بالهبوط اضطراريا في بالما دي مايوركا، إثر ورود بلاغ عن شعور أحد ركابها بمضاعفات السكري، و أثناء إخلاء المريض المفترض من الطائرة، انتهز 24 راكبا الفرصة للهروب منها، فنزلوا على المدرج ولاذوا بالفرار قبل أن تعتقل السلطات 13 منهم بما فيهم المريض المفترض.
ولفت حادث بالما الغير المسبوق انتباه الشرطة، وتعاطت معه في بادئ الأمر على أنه مسألة هجرة غير شرعية حيث سيعامل جميع المعتقلين على أنهم أشخاص دخلوا إسبانيا بشكل غير قانوني، ليتضح لاحقا أنهم أمام واقعة غير مسبوقة والتي يتعين على الشرطة والسلطات الجوية تحليلها.
ويعتقد المحققون أن الركاب الذين فروا دبروا عملية هبوط الطائرة اضطراريا بقصد دخول إسبانيا بشكل غير قانوني، وفق صحيفة “إل بايس”.
وقالت “إل بايس” إن “الراكب الذي ادعى شعوره بالإعياء نقل إلى المستشفى، حيث تبين أنه بصحة جيدة، فاعتقلته الشرطة بتهمة المساعدة في الهجرة غير الشرعية ومخالفة قانون الأجانب”، مشيرة إلى أن “شخصا آخر رافق الراكب الذي ادعى المرض إلى المستشفى لاذ بدوره بالفرار”.
جدير بالذكر أن المطار ألغى جميع رحلاته ، التي تصل إلى 56 رحلة ، مع وجهات وطنية ودولية ، في يوم الجمعة الذي تشهد أعلى حركة جوية في بالما. وكان جميع الهاربين قد تفرقوا في منطقة مرور الطائرات بالمطار ، بما في ذلك المدرجات ، وهو ما يمثل مخاطرة كبيرة في عمليات الإقلاع والهبوط لاحتمال تداخل بعض الهاربين مع مسار الطائرات. و نقلت جريدة “la vanguardia ” عن احد موظفي المطار قوله: أنه شاهد كيف ركض أحد هؤلاء إلى الجزء المقابل من المبنى متجهًا نحو المنطقة العسكرية بالمطار !.
بحسب بعض التقديرات الإسبانية فإنه ومنذ بداية العام الجاري، تمكن فقط نحو389 مهاجرا من العبور إلى مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للسيطرة الإسبانية، وذلك بالمقارنة مع ما يقارب 969 مهاجرا الذين تم رصدهم في بداية العام الماضي، ما يرجح بحسب البعض أن يكون كورونا قد نجح فيما لم تتمكن منه كل سياسات مكافحة الهجرة السرية.
وكانت وكالة حماية الحدود والسواحل الأوروبية “فرونتيكس”، قد ذكرت في تقرير صادر عنها قبل أشهر، أن تدفقات الهجرة السرية نحو إسبانيا عبر الحدود المغربية، قد تراجعت بما يتجاوز نسبة 80 في المئة منذ انطلاق حالة الطوارئ الصحية.
ومنذ نهاية العام 2019 بدأ المهاجرون السريون يغيرون وجهاتهم نحو جزر الكناري الإسبانية، والقريبة من السواحل الأطلسية المغربية، لتصل تلك الأعداد إلى 18 ألفا مع مطلع العام 2020، ما يبرز الارتفاع المطرد لأعداد المهاجرين السريين نحو إسبانيا خلال السنوات الماضية، والذي هو مرشح للمزيد من الارتفاع بحسب بعض التقديرات.
تشير تقارير عالمية إلى أن منطقة الساحل والصحراء، التي تعتبر من أهم مصادر الهجرة السرية نحو أوروبا، هي أيضا إحدى أهم المناطق التي تنتشر فيها مشاكل توصف بـ”الملازمة” للهجرة السرية، من قبيل الإرهاب والإتجار بالبشر والتهريب، وتجارة المخدرات، وتبييض الأموال.
وبحسب تقرير حول مؤشر الإرهاب العالمي، صدر العام الماضي عن معهد الاقتصاد والسلام بسيدني، فإن القارة السمراء قد عانت، خلال الفترة الممتدة من العام 2007 إلى العام 2019، خسائر بسبب الإرهاب بلغت 171.7 مليار دولار، وهو ما يفتح معظم تلك المناطق على مشاكل أمنية واقتصادية تدفع الآلاف من الشباب إلى البحث عن سبل المرور نحو “الحلم الأوروبي”.