المبادرة الملكية لتسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي من أجل إفريقيا مزدهرة “تُثير استياء الجزائر وتُسقط رهان بوليساريو على عدم الاستقرار”.
تنظر جبهة بوليساريو ومعها الجزائر بقلق وارتياب لكل مبادرة أو خطوة مغربية باتجاه تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والتنموي مع الدول الإفريقية، وهي السياسة التي تعمل عليها الرباط وبرزت خلال الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي نظمتها لجذب الاستثمارات اللازمة لدفع التنمية الشاملة في القارة، ومن بينها مبادرة الأطلسي.
وتندرج المبادرة الدولية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس- حفظه الله- لتسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي من أجل إفريقيا مزدهرة، وتوفر إمكانات غير مسبوقة من شأنها تعزيز الاندماج والتعاون الإقليميين والتحول الهيكلي لاقتصادات دول الساحل، لكنها لم ترق للجبهة الانفصالية باعتبارها تعزز من مكانة المغرب وعلاقاته مع محيطه الافريقي.
ألقى السيد ناصر بوريطة، اليوم بمراكش، كلمة خلال الاجتماع الوزاري للتنسيق بشأن المبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
🔗https://t.co/3DmEKI2am0 pic.twitter.com/DrUEhOAHt1— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) December 23, 2023
وانتقد المكلف بالإعلام في ما يسمى بـ “سفارة بوليساريو” بالجزائر محمد الأمين، المبادرة معتبرا أنها “محاولة جديدة لاستهداف الجزائر، وبيع الوهم لدول الساحل الإفريقي، وأن منطقة الأطلسي هي منطقة حرب”، فيما بدا الاستياء الجزائري واضحا من المبادرة التي تزامنت مع تصاعد توترها مع مالي التي اتهمت السلطات الجزائرية بالتدخل في شؤونها الداخلية.
وذهبت تحليلات إلى أن الجبهة الانفصالية تراهن على الوضع الأمني المتأزم في بلدان الساحل من أجل تسهيل تمويل الأنشطة المرتبطة بعصابات الجريمة المنظمة، خاصة على مستوى تجارة السلاح وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر، كما أن المبادرة تنعكس إيجابيا على الوضع الاجتماعي لسكان المنطقة، وأيضا في الشق الأمني من خلال السلم والاستقرار، ما سيقوض الأنشطة غير القانونية لبوليساريو.
وحظيت مبادرة الأطلسي بإشادة واسعة من قبل وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، إذ ستساهم في “إقلاع افريقيا جديدة وقوية وجريئة، قادرة على الدفاع عن مصالحها، والتأثير في الساحة الدولية”. وفق محللين.
ندوة صحفية مشتركة للسيد ناصر بوريطة مع رؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع الوزاري للتنسيق بشأن المبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي.
🔗https://t.co/8EIz6laUOj pic.twitter.com/sLnK3KD5II— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) December 23, 2023
وفي مؤتمر مراكش، الذي عُقد السبت الماضي 23 ديسمبر/كانون الأول تم التوقيع على اتفاق بين دول الساحل والمغرب، يمثل خطوة أولية نحو تحقيق المبادرة. وأكد الوزراء الممثلون لبوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد، التزامهم بالمبادرة الملكية التي أطلقها الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
البيان الختامي المعتمد عقب انتهاء أشغال الاجتماع الوزاري للتنسيق بشأن المبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
🔗https://t.co/CFk7rSnrh1 pic.twitter.com/MSGJiEuHed— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) December 23, 2023
واتفق وزراء دول الساحل الإفريقي على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة لإعداد واقتراح سبل تفعيل المبادرة لاستفادة بلدان الساحل من المحيط الأطلسي. وشددوا على الأهمية الاستراتيجية التي تكتسيها هذه المبادرة، والتي “توفر فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي للمنطقة برمتها، بما ستسهم فيه من تسريع للتواصل الإقليمي وللتدفقات التجارية ومن رخاء مشترك في منطقة الساحل”.
وقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، على هامش الاجتماع، إن “إطلاق هذه المبادرة يرتبط بتقوية التعاون”، ولفت بوريطة، إلى أن “التحديات التي تواجه دول الساحل تهم بلاده بالنظر إلى الجوار”. وذكّر “بقرارات بلاده السابقة حيال دول الساحل الإفريقي مثل إلغاء الديون، وتخفيض رسوم الجمارك مؤكدًا أن التحديات التي تواجه الساحل هي تحديات للمغرب أيضًا.”.