المغرب تاسع أكبر مصدر الأفوكادو في العالم بتكلفة 40 مليار لتر من الماء ما يشكل خطراً على “الاستمرارية في الحياة

0
395

في أوج أزمة الجفاف الحاد التي يُكابدها المغرب، وعلى الرغم من تواتر التقارير المحذّرة من خطورة الاجهاد المائي، تضاعفت صادرات المملكة من فاكهة الأفوكادو التي تستنزف الفرشة المائية، والموجهة صوب سوق الاستهلاك الألمانية إلى أكثر من أربع مرات مسجّلة رقما قياسيا جديدا، يُسائل مدى جدّية الحكومة في تدبير أزمة الجفاف غير المسبوقة.

كيلوغراماً من فاكهة الأفوكادو يستهلك 1000 ليتر من الماء، وبالتالي يشكل هذا الأمر خطراً على “الاستمرارية في الحياة ولأجيال الغد على أرض المغرب”، بحسب الحركة البيئية.

إنتاج كيلوغرام من الأفوكادو يتطلب 1000 لتر من الماء تضرب في 45 ألف طن من الأفوكاد = 40 مليار لتر من الماء.

حققت صادرات الأفوكادو المغربية أرقاما قياسية في حجم المبيعات خلال هذا الموسم، إذ تضاعف إجمالي الصادرات أكثر من أربعة مرات خلال السنوات الست الماضية، حيث أصبح المغرب تاسع أكبر مصدر للأفوكادو على مستوى العالم.

تتعرض الأراضي الغابوية لضرر كبير بسبب زراعة الأفوكادو، وهي زراعة تستهلك كميات مهمة من الماء، إذ يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من الافوكادو 1000 لتر من الماء.

بدورها ، وجّهت البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالا كتابيا لوزير الفلاحة، محمد صديقي، حول “الرفع من صادرات الأفوكادو، تُجاه عدد من الدول الأوروبية، وبالتالي تصدير أربعين مليار لتر من الماء في اتجاه ألمانيا وإسبانيا وكذلك هولندا، باعتبار الأفوكادو تُعدّ أكثر استنزافا للماء”.

وجاء في السؤال الكتابي، أنه “في الوقت الذي يواجه فيه المغرب ما ينذر بأزمة حقيقية في الماء، دفعت بعدد من المواطنين للهجرة من قراهم، والمناطق التي يعيشون فيها، بحثا عن شريان الحياة ، خرجت تقارير تتحدث عن تصدير المغرب لخمسة وأربعين ألف طن من لافوكادو لدول أوروبية”، مضيفا…

ويوجه خبراء اقتصاديون ونشطاء المجتمع المدني انتقادات حادة إلى الحكومة لسماحها بزراعة الأفوكادو في المغرب رغم الضغط المائي الذي تعرفه المملكة، معلنين أنه ومن غير المعقول أن تمضي البلاد قدما في زراعة فاكهة الأفوكادو التي تمتص سنويا حجم مياه يعادل حاجيات 3 ملايين مغربي.

ووفق موقع East Fruit المتخصص في الشؤون الفلاحية، فإن صدر المغرب 45 ألف طن من الأفوكادو بقيمة 139 مليون دولار ما بين يوليوز 2022 وماي 2023، وقام المصدرون المغاربة بتوسيع نطاق مبيعاتهم جغرافيا، إذ انتقلت صادراتهم من هذه الفاكهة من 19 دولة مستوردة قبل ست سنوات، إلى 25 دولة حاليا، استحوذت إسبانيا وفرنسا وهولندا على الحصة الأكبر من إجمالي الصادرات المغربية.

ووفقا للمعطيات الصادرة عن منصة “إيست فروست”، فإن الموسم الحالي لم يكن استثناءً، إذ صدر المغرب 45 ألف طن من الأفوكادو بقيمة 139 مليون دولار بين يوليوز 2022 وماي 2023. علاوة على ذلك قام المصدرون المغاربة بتوسيع جغرافية مبيعاتهم، إذ قبل ست سنوات كانت هناك 19 دولة مستوردة، أما اليوم فارتفع هذا العدد إلى 25 دولة.

وبحسب معطيات الموقع المتخصص في تحليل بيانات صادرات الخضر والفواكه، فإن كلا من إسبانيا وفرنسا وهولندا تستحوذ على غالبية صادرات المغرب من الأفوكادو، وفي الوقت نفسه قامت ألمانيا أيضًا بزيادة وارداتها من هذه الفاكهة.

وعام 2017 كانت ألمانيا سابع أكبر مستورد للأفوكادو على مستوى العالم، ثم احتلت المرتبة الخامسة عام 2022. وأفاد الموقع بأن “المثير للدهشة أن المكسيك، الرائدة عالميًا في صادرات الأفوكادو، كانت صادراتها إلى ألمانيا تتراجع بشكل مطرد، وفي موسم 2022/23 انخفضت إلى الصفر”.

في المقابل زاد المغرب بنشاط صادراته من الأفوكادو إلى ألمانيا، إذ تضاعفت أربع مرات منذ موسم 2016/2017، ووصلت إلى 5000 طن بقيمة 17 مليون دولار.

في المقابل مازالت هولندا وإسبانيا الموردين الرئيسيين للأفوكادو للسوق الألمانية، لكن المغرب يعمل أيضًا على تطوير مصادر بديلة؛ “ونتيجة لذلك بلغت حصته في إجمالي واردات الأفوكادو إلى ألمانيا في موسم 2022/23 4,7 بالمائة، وكانت أعلى من 10 بالمائة خلال شهري نونبر وفبراير”، وفق المصدر ذاته.

ويعد الأفوكادو الأسرع نموًا في الصادرات البستانية العالمية، إذ عزز العالم الحديث للأغذية الصحية زيادة الطلب العالمي عليه. ومن المتوقع أن يصبح الأفوكادو الفاكهة الأكثر تصديرًا بحلول عام 2030. كما نما الإنتاج العالمي بسرعة وسيصل إلى 12 مليون طن بحلول عام 2030.

في المقابل تتعرض صناعة زراعة الأفوكادو في المغرب حاليا للخطر بسبب شح الموارد المائية. ومع ذلك فإن المساحات المزروعة آخذة في التوسع، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج بنسبة 20 بالمائة على أساس سنوي ويصل إلى الحد الأقصى الجديد.

كما يعمل المصدرون المغاربة بنشاط على زيادة صادراتهم من الأفوكادو إلى ألمانيا، حيث تضاعفت صادرات هذه الفاكهة إلى السوق الألمانية بأكثر من أربعة أضعاف منذ الفترة 2016/2017 (يوليو-يونيو) ووصلت إلى 5000 طن بقيمة 17 مليون دولار.

وفي وقت احتلت الأفوكادو المرتبة الثامنة في قائمة فئات الفواكه والخضروات ذات أعلى عائدات تصدير في المغرب في عام 2021، ذهبت حوالي 75 في المائة من صادرات المغرب من هذه الفاكهة في موسم 2017-2018 إلى إسبانيا، إلا أن سياسة تنويع صادرات الأفوكادو من قبل المصدرين المغاربة أدت إلى خفض حصة إسبانيا إلى 39 في المائة بحلول موسم 2021/22.

واحتلت فرنسا المرتبة الثانية في هيكل الصادرات المغربية بحصة 26 في المائة، تلتها هولندا (19٪) وألمانيا (10٪) والمملكة المتحدة (3٪). وشملت قائمة البلدان الأصغر التي استوردت الأفوكادو المغربي في موسم 2021/22 روسيا (600 طن)، سويسرا (300 طن)، بلجيكا (200 طن)، البرتغال (100 طن)، وكذلك بعض دول الشرق الأوسط (300 طن)، ثم دول إفريقيا جنوب الصحراء (200 طن).

وكان الملك محمد السادس، قد حثّ الحكومة على التعامل بجدية في مواجهة “الإجهاد المائي الهيكلي”، الذي تعانيه المملكة، وذلك في خطابه بمناسبة افتتاح أشغال البرلمان أكتوبر الماضي، موردا “ندعو لأخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول”.

ونبه عاهل البلاد الحكومة الحالية، إلى أن المغرب “أصبح يعيش في وضعية إجهاد مائي هيكلي”، و”يمر بمرحلة جفاف صعبة، هي الأكثر حدة، منذ أكثر من ثلاثة عقود”، منبّها إياها إلى ضرورة أخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول.

وتتعرض زراعة الأفوكادو في المغرب حاليا للخطر بسبب عجز الموارد المائية، ومع ذلك فإن مناطق زراعتها آخذة في التوسع، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج بنسبة 20% على أساس سنوي ويصل إلى مستوى مرتفع من جديد. ومن المتوقع أن تصبح الأفوكادو الفاكهة الأكثر تصديرًا بحلول عام 2030، كما أن الإنتاج العالمي منها ينمو بسرعة ويتوقع أن يصل إلى 12 مليون طن بحلول عام 2030.