الملك المفدى محمد السادس يستقبل السفير الفرنسي الجديد بعد سنة ونيف من الانتظار

0
280

تسلّم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله، الأربعاء، أوراق اعتماد السفير الفرنسي كريستوفر لوكورتييه سفير باريس لدى الرباط الذي ظل ينتظر هذا اللقاء طيلة نحو عام منذ تعيينه في ديسمبر/كانون الماضي، فيما يطبع الفتور العلاقات بين البلدين وتعمّق إثر تجاوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للأعراف الدبلوماسية بمخاطبته الشعب المغربي مؤخرا بعد أن رفضت المملكة مساعدة عرضتها باريس لتجاوز آثار زلزال الحوز، في تصرّف أثار استهجانا واسعا في صفوف كافة المغاربة.

وقال السفير الفرنسي في تدوينة على منصة ‘اكس’ “إنه لشعور عظيم أن يستقبلني صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم لمنحه أوراق اعتمادي وللتعبير عن الاحترام والإعجاب المستلهَم من التطور الذي شهده المغرب في السنوات الأخيرة”.

ووصل السفير لوكورتييه إلى المغرب نهاية العام 2022 وقدم نسخا رمزية من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

وتعمق التوتر بين المغرب وفرنسا إثر قرار فرنسا تشديد قيودها على منح تأشيرات للمغاربة، فيما أطلقت حملة في المغرب تطالب بفرض تأشيرات على الفرنسيين.

واستنكر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الإجراء الفرنسي بتشديد شروط منح التأشيرات لمواطني بلاده، واصفا إياه بـ”غير المبرر”.

والزيارات الدبلوماسية بين البلدين منقطعة منذ مدة حيث كانت آخر زيارة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للرباط في ديسمبر/كانون الأول 2022.

ولم يعين المغرب منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي سفيرا جديدا لدى باريس خلفا للسفير محمد بنشعبون الذي عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس على رأس صندوق محمد السادس للاستثمار.

وعرضت باريس مساعدتها في جهود الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب المغرب بقوة 7 درجات في 8 أيلول/سبتمبر الجاري، لكن المملكة امتنعت عن ذلك واقتصرت على قبول المساعدة من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات وهو ما اُعتبر رفضا.

لكن ماكرون الذي أقرّ بأن قبول المساعدات قرار سيادي للعاهل المغربي الملك محمد السادس والحكومة المغربية، توجه بكلمة مباشرة الى الشعب المغربي، في خطوة قوبلت باستياء واسع، فيما ذهب بعض المغاربة إلى القول إن “الرئيس الفرنسي يحنّ إلى الفترة الاستعمارية”.

وأدى وفد فرنسي يضم دبلوماسيين وملحقين عسكريين بسفارة باريس بالرباط مؤخرا زيارة إلى مدينة العيون بالصحراء المغربية، حيث عقد لقاء جمعه برئيس جماعة العيون حمدي ولد الرشيد، وفق موقع ‘هسبريس”.

وعبر الوفد “عن انبهاره بمدى التطور والتنمية التي تشهدها مدينة العيون”، مشيدا بالمجهودات المبذولة من طرف المملكة والمجالس المنتخبة لتنمية المنطقة.

ويعدّ التردد الفرنسي في إعلان موقف واضح وصريح من قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية أحد أسباب فتور العلاقات بين البلدين، لكن فرنسا أكدت في عديد المناسبات أن التواصل الدبلوماسي مع المملكة مستمر، واصفة العلاقات بين البلدين بـ”الإستراتيجية”.

وكان الملك المفدى محمد السادس واضحا في موقفه بتأكيده أن “ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم”، داعيا شركاء المملكة إلى توضيح مواقفهم بشكل تام من مغربية الصحراء.