بعد خلافها مع قطر بسبب الرهائن..احتمال انتقال قيادة حماس الى تركيا

0
160

أجرى زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، محادثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إسطنبول، السبت، مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات قطر بأنها تعيد تقييم دورها كوسيط في مفاوضات الهدنة.

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفلسطينيين، السبت، إلى “الوحدة” في مواجهة اسرائيل، في ختام لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في اسطنبول.

وقال إردوغان بحسب بيان للرئاسة التركية: “من الحيوي أن يتحرك الفلسطينيون موحدين في هذه العملية. الرد الأقوى على اسرائيل والطريق إلى النصر يتطلبان الوحدة والنزاهة”.

وأكد أردوغان لهنيّة أن تركيا ستواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، مشيرا إلى أن تركيا نفذت سلسلة عقوبات ضد إسرائيل بما فيها قيود تجارية.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، السبت، أن حركة حماس تواصلت مع دولتين على الأقل في المنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما.

وزيارة هنية إلى إسطنبول، التي تعد أول رحلة له إلى تركيا منذ أن بدأت إسرائيل حملتها على غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، تثير تساؤلات بشأن الدور التركي وعما إذا كانت أنقرة ستكون المركز الجديد للحركة، وكذلك مدى قدرة تركيا على التوسط في المحادثات بين الخصمين وعما إذا لديها كروت رابحة في يديها تمكنها من استخدام نفوذها لقيادة عملية الوساطة.

يذكر أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كان قد أعلن أن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين تمر بمرحلة حساسة.

وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 محتجزا في غزة مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 أسير فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.

وقال آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة: “للأسف المفاوضات تمرّ ما بين السير قدما والتعثر”، وأضاف: “نحاول قدر الإمكان معالجة هذا التعثر والمضي قدما ووضع حد لهذه المعاناة التي يعانيها الشعب في غزة واستعادة الأسرى في نفس الوقت”.

وأكد أن هناك محاولات قدر الإمكان لتذليل العقبات من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل، كما أشار إلى أن قطر تندد بسياسة العقاب الجماعي التي لا تزال إسرائيل تتبعها في قطاع غزة وبالتصعيد في الضفة الغربية.




وعلى هذه الخلفية، زعمت بعض التقارير في أواخر يناير/كانون الثاني أن “الحكومة الإسرائيلية ناقشت داخليًا خطة للسماح لبعض كبار القادة العسكريين في حماس باللجوء إلى دولة ثالثة في الشرق الأوسط، ربما الجزائر أو قطر أو المملكة العربية السعودية”. يأتي ذلك في الوقت الذي تتعرض فيه قطر لضغوط هائلة من تل أبيب والجماعات المناصرة المؤيدة لإسرائيل في واشنطن وبعض المسؤولين الأميركيين لإغلاق مكتب حماس في الدوحة وطرد القادة السياسيين الفلسطينيين.




ومع ذلك، ونظرًا لنفوذها المحدود، لم تتمكن تركيا من لعب دور مركزي. ومن أجل حجز مكان لها بشكل أفضل في الصراع الذي أعقب قرار نتنياهو غزو غزة، كانت تركيا واحدة من الدول القليلة التي وصفت حماس علانية بأنها حركة تحرير. علاوة على ذلك، كثفت أنقرة جهودها للتواصل والتنسيق مع قادة حماس منذ الهجوم الفلسطيني المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي الواقع، في ذلك اليوم بالذات، زعمت بعض التقارير أن الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري كانا في تركيا.

وأشارت عدة تقارير إلى أن الولايات المتحدة وقطر ناقشتا نقل شخصيات من حماس إلى دولة ثالثة. والمنطق وراء مثل هذا التحول واضح. بالنسبة للدوحة، فإن الوضع الراهن يهدد بتحويل علاقتها مع حماس، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الوساطة الخاصة بها، إلى مسؤولية سياسية كبيرة. وبالنظر إلى أن الدولة الخليجية الغنية، قطر، لا تستطيع تحمل تعريض علاقتها مع الولايات المتحدة للخطر بعد أن مُنحت عام 2022 مكانة “الحليف الرئيسي من خارج الناتو”،  فإن الدوحة حساسة تجاه ضغوط واشنطن. وحقيقة أن الولايات المتحدة تمر بعام انتخابي تضيف تعقيدات إضافية إلى المعادلة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع منذ أكثر من 6 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.