“بنكيران في بنسليمان: خطابٌ يحذر من ‘تدمير الأسرة’… أم مجرد تهويل سياسي؟

0
123

في لقاء تواصلي مع أعضاء حزب العدالة والتنمية بمدينة بنسليمان، أطلق زعيم المعارضة المغربية عبد الإله بنكيران خطابًا ناريًا، حذر فيه من “تدمير الأسرة المغربية” و”تقويض القيم الاجتماعية” تحت ذريعة الإصلاحات القانونية، خاصة فيما يتعلق بالمدونة.

لكن هل كان خطاب بنكيران تحذيرًا حقيقيًا من مخاطر محدقة، أم مجرد تهويل سياسي لتعزيز موقعه كزعيم معارض؟ وما هي الأسئلة التي يطرحها هذا الخطاب في ظل السياق السياسي والاجتماعي الحالي؟

التحذير من “تدمير الأسرة”: حقيقة أم مبالغة؟

ركز بنكيران في خطابه على المدونة، معتبرًا أنها تشكل تهديدًا للأسرة المغربية وتقوض القيم الاجتماعية. وتساءل: “هل نريد أن تصبح العلاقات بين الرجال والنساء خارج إطار الزواج؟ وهل نريد أن تتحول الأسرة إلى شركة تجارية يحاسب فيها كل طرف الآخر؟”. هذه التساؤلات تعكس رؤيته المحافظة للأسرة، والتي يرى أنها مبنية على المكارمة والود وليس على المساواة المطلقة.

لكن هنا يبرز سؤال مهم: هل تحذيرات بنكيران مبنية على وقائع حقيقية، أم أنها مجرد مبالغة لتعزيز خطابه السياسي؟ وهل يمكن أن تؤدي المدونة بالفعل إلى “تدمير الأسرة”، كما يدعي بنكيران، أم أن هذه مجرد مخاوف مبالغ فيها؟

الغموض في الخطاب السياسي: أداة للتضليل؟

أشار بنكيران إلى أن الغموض الذي يحيط بالقرارات الحكومية والتشريعات هو أحد أكبر مشاكل السياسة الحديثة. وتساءل: “لماذا لا يفهم المواطن العادي ما يحدث في البرلمان أو ما تقرره الحكومة؟”. هذا الغموض، حسب بنكيران، يؤدي إلى تضارب المصالح ويفتح الباب أمام “الألاعيب الكلامية”.

لكن هل الغموض في الخطاب السياسي هو أداة للتضليل، أم أنه نتيجة طبيعية لتعقيدات التشريعات والقرارات؟ وهل يمكن أن يكون بنكيران نفسه يستخدم الغموض كأداة لتعزيز خطابه النقدي؟ هذه الأسئلة تضع خطاب بنكيران تحت المجهر، وتفتح الباب لتقييم مدى مصداقيته.

المدونة بين العدل والمساواة: أين الحقيقة؟

تناول بنكيران بالتفصيل قضية المدونة، معتبرًا أنها لا تقوم على العدل بل على المساواة المطلقة، وهو ما يراه غير منطقي في بعض الحالات. وتساءل: “هل يمكن أن تكون المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء؟”. وأضاف أن هناك أمورًا مختلفة بين الجنسين لا يمكن أن تكون متساوية، مثل الحمل والولادة والرضاعة.

لكن هنا يبرز سؤال آخر: هل المساواة تتعارض مع العدل؟ وهل يمكن تحقيق العدل دون المساواة؟ هذه الأسئلة تعكس الجدل الدائر حول المدونة، وتضع خطاب بنكيران في موقف يحتاج إلى إجابات واضحة.

الضغوط الدولية: تهديد حقيقي أم ذريعة سياسية؟

ربط بنكيران بين القضايا المحلية والسياق الدولي، معتبرًا أن هناك ضغوطًا دولية تهدف إلى تغيير القيم الاجتماعية في المغرب. وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تتحدث عن الزواج المثلي وحتى الزواج مع الحيوانات، وهو ما يراه تهديدًا للقيم الإسلامية والمجتمعية.

لكن هل هذه الضغوط الدولية تهديد حقيقي، أم أنها مجرد ذريعة يستخدمها بنكيران لتعزيز خطابه المحافظ؟ وهل يمكن أن تكون هذه التحذيرات مجرد وسيلة لتعزيز موقعه كزعيم معارض في مواجهة الحكومة الحالية؟

الخلاصة: تحذيرات بنكيران بين الحقيقة والتهويل

خطاب بنكيران في بنسليمان كان مليئًا بالتحذيرات من “تدمير الأسرة” و”تقويض القيم الاجتماعية”، مع تركيز خاص على المدونة والسياسات الحكومية. لكن هذه التحذيرات تطرح أسئلة مهمة: هل هي مبنية على وقائع حقيقية، أم أنها مجرد تهويل سياسي لتعزيز موقعه كزعيم معارض؟

في النهاية، يبقى خطاب بنكيران محاولة لفهم التحديات التي تواجه المجتمع المغربي، مع طرح رؤية محافظة تحاول الحفاظ على القيم الإسلامية والمجتمعية. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل هذه الرؤية قادرة على مواكبة التغيرات التي يشهدها العالم، أم أنها مجرد محاولة لتعزيز موقع سياسي في ظل تحولات اجتماعية وسياسية عميقة؟