بنموسى يضع خارطة طريق لتجويد التعليم.. الرياضة في مواجهة ارهاب المسئولين.. نحو حملة وطنية للدفاع عن رياضة الأحياء الشعبية

0
176

يبدو المشهد العام للرياضة المغربية بئيسا رغم المجهودات المالية الكبيرة التي أنفقت على امتداد سنوات طويلة من أجل الحضور المغربي الرياضي في كبريات التظاهرات العالمية.. سبق لكاتب هذا الموضوع ان طرح فكرة”فصل الرياضة عن الشباب” منذ عدة سنوات لكنها للأسف لم تجد أذانا صاغية، فقد تم إلحاقها بوزارة التربية الوطنية “ما قدو فيل زادوه فيلة ! “.. واليوم ونحن نرى كيف تحول ارهاب بعض المسئولين في الرياضة، إلى عمل ممنهج، أكثر تنظيما وخطرا واتساعا، أكرر بعث الرسالة للمعنيين، لعلها تجد من يهتم بها ويضعها في سياقها الصحيح ويضيف إليها الكثير من علمه وخبرته وقدراته. فإن الرسالة الملكية حول الرياضة (2008) مازالت أصداؤها تصدح بقوة لكن المعنيين بالأمر يصرون على عدم الاستماع أو أن آذانهم صماء..

قدم  وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربي، شكيب بنموسى، امس الخميس 26 ماي 2022، بالرباط، أمام الجمعية العامة العادية 13  للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب،  الخطوط العريضة لمشروع خارطة طريق تجويد المدرسة العمومية 2022 – 2026 ،تحت شعار “تعليم ذو جودة للجميع”،  و كذا تفاصيل النقاش المؤسساتي المفتوح مع مختلف الفاعلين والمتدخلين، تفعيلا للمنهجية الديموقراطية التشاركية المنصوص عليها في دستور المملكة في صياغة ووضع سياسة الجودة للمدرسة العمومية، واعتبارا لكون قضية التعليم تشكل صلب الرهانات التنموية بالمغرب.

واستعرض الوزير، أمام المجلس، المحاور الرئيسة لخارطة الطريق وأهدافها المرتكزة على التلميذ من خلال تمكينه من تملك أهم الكفايات والمهارات الأساس عند استكمال طور التعليم الإلزامي، مما يؤهله إلى تحرير طاقاته وقدراته وتحقيق ذاته، مع الاستفادة من الدعم الاجتماعي الذي توفره الدولة والشركاء المنخرطون في هذه الدينامية، وفق مقاربة دامجة ، مؤكدا على محورية ودور هيئة التدريس، باعتبارها إحدى ركائز ودعامات المنظومة التربوية الوطنية، مشددا، على أن تثمين دورها  ومبادراتها وتكوينها التكوين الجيد والمتين من شأنه أن يعزز انخراطها في تجويد المدرسة.

كما تركز خارطة الطريق على المؤسسة التعليمية، من خلال توفير مؤسسات تعليمية عصرية، متسمة بالفعالية، ويؤطرها فريق بيداغوجي دينامي، كما توفر بيئة مواتية لتنمية قدرات التلاميذ ومهاراتهم، داعيا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى الانخراط في هذه الدينامية كشريك استراتيجي من أجل المساهمة في إغناء مشروع خارطة الطريق.

ووجّه عدد من المسؤولين الرياضيين في المغرب انتقادات لاذعة للسلطات الرسمية على خلفية الأوضاع المزرية التي تعيشها الرياضة الوطنية وخاصة ( العاب الدفاع عن النفس وفنون القتال المختلطة) والصعوبات المادية التي دفعت بعض الأندية إلى إعلان “حالة الطوارئ” أو الإفلاس.

وأعرب مكتب المنظمة الوطنية للنهوض بالرياضة وخدمة الأبطال الرياضيين أول جمعية حقوقية للدفاع عن الرياضة والرياضيين في المغرب عن قلقهم نحو ما اعتبروه “موتا بطيئا” للاختصاصات الموجهة لأندية ما يعرف بـ “صالة الكراجات”، مطالبين الأطراف المسؤولة بإنقاذ رياضة الطبقة الشعبية والمهمشة من الاندثار.

واعتبر رئيس المنظمة الوطنية للنهوض بالرياضة، جمال السوسي، أن “رياضة الأحياء أولد الشعب ” العاب الدفاع عن النفس” تعيش أوضاعا كارثية وحالة إهمال تام من السلطات، مما أجبر بعض الأندية وقاعات الكراجات المتخصصة على وضع حد لنشاطها. 

وقال للمغرب الآن “الحكومة مطالبة بتعديل قانون التربية البدنية والرياضة 30/09 الذي حاول أكثر من سبعة وزاراء تطبيقه وفشلوا جميعا، لأن تطبيقه على أرض الواقع لا يتماشى مع وضع الرياضة الوطنية وخاصة الرياضات الشعبية  بمعنى رياضة الفقراء التي صارت مهددة بوقف نشاطها ما لم تتدخل السلطات لإنقاذها من الاندثار”.

واذا كانت الحكومات المتعاقبة مسؤولية في شخص الوزارة الوصية على القطاع الرياضي، فإن الجامعات الرياضية كانت في غالب الأوقات ساحة للتطاحنات والجري وراء تحقيق المصالح..

وعلى امتداد سنوات طويلة،لم تقدم الجامعات الرياضية أي منتوج نفتخر به رغم ارتفاع الميزانيات..بل إن بعضها قدم صورة سيئة عن المغرب الذي يتطور في مجالات أخرى..وعلى سبيل المثال لا الحصر جامعات تم تأسيسها من طرف أطر بالقطاع الوصي على الرياضة و أخرى أسست من طرف دولة خليجية لضرب رياضات وطنية صاعدة ، و الأخطر أن جامعة اسسها بطل وهمي  مقرب من جهات عليا في المملكة لإستغلال ميزانية ضخمة خصصة لها وهي حديث التأسيس 2019  لسفرياته مع اقاربه وذويه، وكل ذلك في غياب المجلس الاعلى للحسابات ؟!!..

فلم نعد نتابع إلا النزاعات والصراعات وتوقف البطولات مما نتجت عنه شبه سكتة قلبية لرياضتين تعتبران رياضة المثقفين..

فإلى متى سيظل هذا الفراغ القاتل وهذا التسيب و هذا الإهدار للمال العام علما أن الرياضة في عصرنا هذا هي المرآة التي يطل منها العالم على درجة تقدم وتطور أي بلد..

للتذكير، فإن الرسالة الملكية حول الرياضة (2008) مازالت أصداؤها تصدح بقوة لكن المعنيين بالأمر يصرون على عدم الاستماع أو أن آذانهم صماء..