لخص وزير الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، مخرجات اجتماع وزراء التحالف الدولي ضد “داعش” ، والذي عقد بمراكش ،في التركيز على :”تعزيز استراتيجيات مكافحة الإرهاب القائمة على الصعيد الوطني بالدرجة الأساس، فالإقليمي، ثم الدولي”.
وأضاف في حوار مع إذاعة “فرنسا الدولية” بأن:” المحادثات الثنائية سمحت بفهم أفضل للحركات الإرهابية بالقارة السمراء، ليتم الاتفاق على أهمية توفير الموارد لتدعيم التحالف الدولي، بالموازاة مع تحسين الاستراتيجيات الوطنية”.
خلص إلى أن المملكة المغربية تعمل قبل كل شيء في إطار مصالحها الوطنية، قصد استتباب الأمن الإقليمي والدولي وتحكم على مساهمات البلدان في محاربة الإرهاب انطلاقا من الواقع، كاشفا أن جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله ” أمر بعدم الرد على أي تصعيد جزائري، لأن المملكة المغربية دولة مسؤولة” حسب تعبيره.
وبشأن توصيات “مؤتمر داعش” بمراكش، أكد بوريطة على أن المحادثات الثنائية سمحت بفهم أفضل للحركات الإرهابية بالقارة السمراء، ليتم الاتفاق على أهمية توفير الموارد لتدعيم التحالف الدولي، بالموازاة مع تحسين الاستراتيجيات الوطنية.
وبخصوص العلاقات المغربية-الإسبانية، قال بوريطة إن “الرباط ومدريد ستقدمان نموذجا مختلفا للعلاقات بين ضفتي الحوض المتوسطي”، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى مراكش مكن من متابعة خارطة الطريق المعتمدة بين البلدين.
وأوضح أن الاجتماع الثنائي أفضى إلى أجرأة عدد من التدابير الماضية والمستقبلية بينها استئناف الربط البحري، وقضايا الهجرة وترسيم الحدود البحرية، مشيرا إلى أن موقف مدريد من الصحراء المغربية يندرج ضمن الحركية الدولية التي تهمّ القضية.
وذكر بوريطة أن المرة الأولى التي عبرت فيها إسبانيا عن تقدير إيجابي لمبادرة الحكم الذاتي تعود إلى سنة 2008، مشيرا إلى استغلال القضية من طرف أقلية صغيرة لإطالة أمد النزاع.
وتأسس التحالف في العام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في أوج تمدده على أكثر من 110 آلاف كلم مربع بين العراق وسوريا. ويضم 84 عضوا بين دول ومنظمات دولية، منها حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية (إنتربول).
وإذا كان تنظيم الدولة الإسلامية خسر السيطرة على معظم الأراضي التي كان يحتلها في العراق وسوريا، فإن التهديد الذي يمثله لم ينته بعد.
وتعمل واشنطن على توفير 700 مليون دولار هذا العام لتمويل عمليات حفظ الاستقرار في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا مناصفة، وتحفيز استثمارت خاصة في البلدين.
وتوعد تنظيم الدولة الإسلامية بالانتقام لمقتل زعيمه السابق أبوإبراهيم القرشي في غارة أميركية بسوريا في فبراير/شباط. كما دعا أنصاره إلى استغلال الحرب في أوكرانيا لتنفيذ هجمات في أوروبا.
ويبدو أن التنظيم المتطرف يسعى إلى تعزيز وجوده في منطقتي الساحل الإفريقي وخليج غينيا. ونبه وزير الخارجية المغربي إلى أن “27 كيانا إرهابيا يتمركز في إفريقيا مسجلة على لائحة المنظمات المشمولة بعقوبات، يفرضها مجلس الأمن الدولي”.
وارتفع عدد “الحوادث الإرهابية” في منطقة الساحل بمعدل 43 بالمئة ما بين 2018 و2021، وفق أرقام أميركية رسمية، فيما تعتزم واشنطن صرف مساعدات بنحو 120 مليون دولار لدعم بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بهدف “توقيف وملاحقة وإدانة الإرهابيين”.