تحديث الجهاز الدبلوماسي وأساليب عمله ومحاولة التكيف مع التغيرات الكبيرة في موازين القوى بالمنطقة، بعد أن توج شهر قضية الصحراء المغربية داخل مجلس الأمن الدولي، بقرار جديد نص على تمديد ولاية بعثة “المينورسو” لمدة عام جديد، والدعوة إلى استئناف المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، بدون شروط مسبقة، إذ لم يتضمن القرار أي دعوة للمغرب للعودة إلى ما قبل تأمينه لمنطقة الكركرات، ولم يتم إدانة سلوكه العسكري بها، بل أيد القرار شرعية وجوده بالمنطقة، وثمن دوره في تأمين التجارة الدولية العابرة إلى إفريقيا. من هنا اتضح فشل الدبلوماسية الجزائرية، بعدم أن يتضمن القرار الأممي دعوة النظام العسكري لما يسمى بــ “تقرير المصير”، إذ أشار فقط إلى الحلول الواقعية القابلة للتطبيق، في إشارة إلى المقترح المغربي “الحكم الذاتي”.
الجزائر – وقع رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، مرسوما بإنهاء مهام 50 سفيرا ومفوضا للجزائر في عدد من دول العالم و 7 قناصل في فرنسا، أياما قليلة بعد الاجتماع الكبير الذي دعا إليه وحضره 128 سفيرا لبحث أعطاب الدبلوماسية الجزائرية وكان ملف الصحراء ضمن الملفات ذات الأولوية.
وتضمن العدد 86 من الجريدة الرسمية للجزائر، مرسوما رئاسيا ينهي مهام قنصل الجزائر لدى فرنسا سعيد موسي بباريس، ومرسوما آخرا أنهيت بموجبه مهام قنصل الجزائر في تولوز عبد الحميد أحمد خوجة، وقنصل الجزائر بكريتاي بلقاسم محمودي، وكذا قنصل الجزائر ببونتوار حياة معوج، ونجاح بعزيز قنصل الجزائر في بوبيني، وتم إنهاء مهام قنصل الجزائر في نيس عحدة تواتي ومحمد سعودي قنصل الجزائر لدى مونبولي، وفق مرسوم رئاسي أخر.
وفي الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري ومباشرة بعد فشل المناورات لتعديل قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء وفي ظل التصعيد السياسي تجاه المملكة، استدعى رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري، 128 رئيس بعثة دبلوماسية تمثل الجمهورية في الخارج، تطبيقا لقرار من الرئيس عبد المجيد تبون الذي ترأس الاجتماع الاستثنائي.
وجمع تبون حوله حوالي 128 رئيس بعثة بين سفير وقنصل عام وقنصل بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة بحضور الإطارات المركزية والسفراء بوزارة الشؤون الخارجية، بهدف تقديم استراتيجية جديدة للدبلوماسية الجزائرية، وتحديث الجهاز الدبلوماسي وأساليب عمله ومحاولة التكيف مع التغيرات الكبيرة في موازين القوى بالمنطقة.
الرئيس الجزائري طلب من الجهاز الدبلوماسي العمل على تعزيز العلاقات مع روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن النظام الدولي يعيش اضطرابات أفرزت فاعلين جدد في الساحة، ويؤكد تبون على ضرورة مباشرة عملية تكييف جديدة في إطار احترام مبادئ السياسة الخارجية للجزائر.
وكانت الرباط تقدمت عام 2007 بمبادرة تقوم على أساس تمتيع سكان أقاليم الصحراء بحكم ذاتي، معتبرة إياها بمثابة إطار واقعي وجدي عملي ودائم لقضية الصحراء.
وأكد نص القرار أن مجلس الأمن أخذ علما بالطرح المغربي وأشاد بما وصفه “بجدية الجهود المغربية من أجل التوصل إلى حل للنزاع”.
ويعتبر الأستاذ الجامعي،صبري الحو، أن نتيجة التصويت على نص القرار يشكل اعترافا ضمنيا بالطرح المغربي.
وقد حظي مقترح الحكم الذاتي خلال جلسة التصويت، بدعم قوي من قبل فرنسا والولايات المتحدة.
وفي المقابل، لم يشر نص القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء، إلى مقترح الاستفتاء الذي تقدمت به جبهة البوليساريو، والتي ترفض رفضا باتا مقترح الحكم الذاتي.
وفي هذا السياق، يؤكد صبري الحو أن مجلس الأمن الدولي، ومنذ العام 2004، لم يعد يشير إلى هذا الإجراء، ويحث على ضرورة البحث عن حل سياسي، متفاوض بشأنه ومقبول من جميع الأطراف.
و قد اعترف عدد من المسؤولين الأمميين بعدم قابلية الاستفتاء في الصحراء للتطبيق، لأن عملية الاستفتاء بناء على تحديد الهوية يعد مهمة مستحيلة بسبب الطابع القبلي والترحال لدى الساكنة الصحراوية.
تصعيد جديد و”غير مسبوق”.. تبون ينهي مهام 6 قناصلة جزائريين في فرنسا