الجزائر – أنهى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بشكل رسمي، مهام عبد الحميد عبداوي الذي كان سفيرا فوق العادة ومفوضا للجزائر لدى المغرب، ونشر، أمس الاثنين، قرار إعفائه من جميع مهامه، بالعدد الأخير من الجريدة الرسمية ضمن مراسيم رئاسية تضمنت تعيينات وإنهاء مهام في عدة مناصب عليا في الجزائر.
وجاء في القرار أن مرسوما رئاسيا صدر بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول، تضمن إنهاء مهام عبد الحميد عبداوي بصفته سفيرا مفوضا فوق العادة لدى المملكة المغربية.
ولم يرد في المرسوم أسباب إنهاء مهام عبداوي الذي يشغل المنصب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وكانت الجزائر قد استدعت سفيرها بالمغرب، بتاريخ 18 يوليوز/تموز المنصرم، من أجل التشاور على خلفية التصريحات التي أدلى بها السفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال بخصوص “استقلال منطقة القبائل”.
وحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية ـ حينها – فإنه تقرر استدعاء السفير الجزائري من المغرب، بعدما لم تستجب الرباط لنداءات الجزائر بتوضيح موقفها من تصريحات عمر هلال بشأن قضية القبائل الجزائرية.
وكان السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، قد قام بتوزيع منشور عبارة عن مراسلة على أعضاء دول حركة عدم الانحياز يطالب فيه الجزائر بمنح حق تقرير المصير للقبائليين، وهو ما أثار الجدل في الجزائر.
دعوة السفير هلال، جاءت بعد إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، دعم حق تقرير مصير سكان إقليم الصحراء، المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ عام 1975.
وقالت الخارجية الجزائرية إن “هناك ضرورة ملحة في توضيح المملكة المغربية لموقفها النهائي من الوضع بالغ الخطورة الناجم عن التصريحات المرفوضة لسفيرها بنيويورك” مضيفة أنه بعد استدعاء سفيرها “لا تستبعد اتخاذ إجراءات أخرى، حسب التطور الذي تشهده هذه القضية”.
وتدهورت العلاقات بين الجزائر والمملكة المغربية الشريفة في الأشهر الأخيرة أساسا بسبب قضية الصحراء المغربية. والعلاقات بين البلدين معقدة تقليديا.
وقررت الجزائر في 24 أغسطس قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، ثم أعلنت بعد ذلك بشهر إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.
و الأحد، قال الرئيس الجزائري، إن بلاده ترفض أي وساطة مع المغرب لأن قرار قطع العلاقات كان حتميا لوقف “حملة عدوانية” ضدها متواصلة منذ استقلال البلاد عام 1962.