ترانسبرانسي المغرب: “ترسم معالم مغرب يعاني من رشوة نسقية ومعممة وفساد بنيوي عام يهدد استقرار البلاد اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً”

0
433

أجمعت أراء الفاعلين الحقوقيين بالمغرب على أن تفشي الفساد والمستويات المخيفة التي بلغها، إلى جانب تردي الوضع المعيشي، تسبب في فقدان الامل في المستقبل.

و عبرت جمعية “ترانسبرانسي” المغرب عن قلقها العميق إزاء وضعية المغرب في مجال مكافحة الفساد، فبعد بصيص سنة 2018 التي احتل فيها الرتبة 73 في مؤشر إدراك الرشوة، عاد إلى التقهقر إلى الرتبة 97 في سنة 2023.

وأشارت الجمعية في ندوة صحفية، عقدتها اليوم الثلاثاء بمقرها بالرباط، حول نتائج إدراك الفساد لسنة 2023، أنه بعد الجهود الذي بذلها المغرب في مجال الشفافية ومحاربة أشكال الفساد، بدء بإصدار قانون الحق في الوصول إلى المعلومة، وانخراطه في شراكة الحكومة المفتوحة، إلا أنه ما لبث أن عاد لمسار الانحدار.

وأكدت أن التراجع المغربي في مجال مكافحة الفساد، يوازيه تراجع آخر في مؤشر حرية التعبير، إذ احتل المغرب الرتبة 144 سنة 2023 في هذا المجال، عوض 135 سنة 2022.

واعتبرت الجمعية أن قضايا الفساد المعروضة على القضاء في السنوات الأخيرة، ومن ضمنها 29 من أعضاء البرلمان بغرفتيه، أي 5 في المائة من عدد أعضاء الغرفتين، مؤشر جد مقلق نظرا للمهام الرقابية والتشريعية التي تمارسها هذه المؤسسة.

وأبرزت أن هذه المؤشرات، إضافة إلى أخرى عديدة لا تقل إثارة للقلق، ترسم معالم مغرب يعاني من رشوة نسقية ومعممة وفساد بنيوي عام، مما يهدد استقرار البلاد اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، ويشجع وضعيات الريع ويمكن من حماية الأنشطة غير المشروعة.

وشددت الجمعية على أن هذه الوضعية تتطلب اتخاذ تدابير عاجلة، من ضمنها تحيين وتفعيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي جمدت رغم المصادقة عليها منذ دجنبر 2015، والتعجيل بإصدار المنظومة القانونية ضد الفساد التي تضمنها دستور 2011، وخاصة قانون تضارب المصالح وقانون تجريم الإثراء غير المشروع الذي نوقش لمدة ست سنوات في البرلمان وسحبته الحكومة الحالية.

الغلوسي:يطالب القضاء بمصادر ممتلكات مسؤولين ورجال أعمال وعائلاتهم متورطين في قضايا الفساد..وماذا عن استرجاع الأموال المنهوبة؟؟

وطالبت “ترانسبرانسي” بتطوير القوانين ذات الصلة بالشفافية ومنها قانون الحق في الوصول إلى المعلومة، وقانون التصريح بالممتلكات، وقانون حماية المبلغين عن الفساد، مؤكدة أنه في انتظار ما ستقوم به الحكومة الحالية لتفعيل تصريحها الحكومي، الذي وعد بجعل محاربة الفساد من أولوياتها، يظل المغرب ينساخ في مستنقع الفساد، على حد وصفها.

و عبر الحقوقي محمد الغلوسي, رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام, عن قلقه من خطورة الوضع في ظل تفشي الفساد في المغرب وبلوغه مستويات مخيفة تسببت في “فقدان الأمل في المستقبل وغذت الشعور بالإحباط والظلم”.

و أكد في تدوينة على صفحته في /فايسبوك/ أنه لا يبالغ في وصفه للمستويات التي بلغها الفساد بالمملكة ب”المخيفة”, موضحا أنها “الحقيقة المرة التي يتوجب مواجهتها بكل حزم وشجاعة ومحاسبة المفسدين ولصوص المال العام ووضع استراتيجية متكاملة للتصدي للفساد والريع وسياسة الإفلات من العقاب”.

و أضاف الحقوقي أن “الفساد تهيكل بأدوات محكمة وصار منظومة قائمة الذات, لا تنفع معه المسكنات والحلول الترقيعية”, متأسفا لكون أن “آهات الناس بسبب الفساد تسمع في كل ركن وزاوية”.

وزير العدل المغربي: الفساد كان دائما بالمغرب ؟! وتجريم الإثراء غير المشروع كلمة حق يراد منها باطل !!

و كانت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة, ذكرت في أحد تقاريرها أن “المغرب يعيش وضعية فساد عامة دون وجود آفاق للخروج منها, حيث تظل كل التوصيات الصادرة للقضاء على الفساد حبرا على ورق ولا تجد آذانا صاغية لتفعيلها على أرض الواقع”.

كما تم التنبيه إلى أن هيئات الرقابة بالمغرب غير مفعلة, ناهيك عن أن التشريع غير جيد على مستوى محاربة الفساد ولا يوجد تجريم للإثراء غير المشروع. وشددت الجمعية في تقريرها على أن الفساد المستشري بالمغرب “ذو طبيعة مزمنة ونسقية” ويمس مختلف القطاعات التي تعني المصالح اليومية للشعب المغربي, مثل المستشفيات والمحاكم والمرافق الإدارية.