يتابع المكتب الإقليمي للمرصد المغربي للدفاع عن حقوق الإنسان و الحريات بطاطا، بقلق و استهجان شديدين ما يجري بالأراضي الفلسطينية المحتلة من قتل و دمار بواسطة آلة الحرب الإسرائيلية، و ما يرافق ذلك من تهجير قسري للمدنيين العزل دون مراعاة لا للمواثيق الدولية و لا للشعور الإنساني، وهذا تعبير صريح واضح عما وصل إليه المستوى الهمجي لدولة الاحتلال الإسرائيلي المرتوي بدماء الأطفال و النساء و الشيوخ و الشباب الأعزل من الفلسطينيين، الذين يسلب منهم حياتهم التي وهبها الله سبحانه و تعالى لهم برصاصه الغاشم، لا لشيء سوى لمطالبتهم بحقوقهم المشروعة المتمثلة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنصري، الذي يعتبر أبشع ما شهدته البشرية منذ نزول آدم إلى الأرض إلى يومنا هذا، فحتى نظام الميز العنصري في جنوب افريقيا الذي وقف العالم ضده لم يصل إلى بشاعة ما يرتكب اليوم في حق شعب أعزل مسلوب الحرية و الأرض أمام انظار العالم و بكل وقاحة و بسبق اصرار و ترصد.
فقتل الأطفال و الرضع و تشريدهم و حرمانهم من حق الحياة يعتبر جريمة حرب شنعاء بشعة مرفوضة مخالفة لكل التعاليم السماوية في جميع الديانات الثلاث، و خارقة لكل الأعراف و القوانين الوضعية بل و تضرب عرض الحائط بكل القوانين الإنسانية، مما يستدعي و بشكل قوي و فوري تقديم مرتكبيها لأعلى سلطة قضائية في العالم المتمثلة في محكمة جرائم الحرب تنفيذا لما نصت عليه القوانين و الأعراف الدولية في هذا المضمار.
و من هذا المنطلق ندعوا كل الفاعلين و النشطاء في المنظمات و الجمعيات الحقوقية في العالم بأسره، حكومية كانت أو غيرها، إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية و التاريخية بتبني عريضة فورية و رفعها للجهات الدولية المسؤولة قصد الضغط على من يحلو لهم أن يطلقوا على أنفسهم اسم “دول العالم المتحضر” للنهوض بواجبها تجاه هذه القضية، و معاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلي على ما تمارسه من حرب إبادة في حق شعب أعزل سلبت حياة أبنائه قبل حريته و أرضه، و في هذا الصدد نسجل شجبنا و استهجاننا للموقف الأمريكي الداعم الرسمي لدولة الكيان في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وعلى المستوى العربي نطالب بوقف مسلسل التطبيع مع دولة الاحتلال الغاشم، و مراجعة كل التعاملات مع هذا الكيان العنصري الغاصب المرتوي بدماء أهلينا من فلسطين المغتصبة، كما نذكر العالم بالطفل حمزة و محمد الدرة قبله و غيرهم من الأطفال و الرضع الأبرياء الذين سلبهم رصاص الجيش الهمجي الإسرائيلي حياتهم، حيث ستظل أرواحهم الطاهرة مطالبة بالقصاص من قاتليهم إلى أن تقف عند الملك العادل الله سبحانه و تعالى، و إن استمر سكوت العالم فالبقية آتية و لا محالة.
و ختاما لا يفوتنا أن نحي كل أحرار العالم الذين خرجوا للتعبير عن سخطهم و شجبهم لحرب الإبادة العنصرية التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل لأزيد من سبعين عاما مضت، كما نتوجه بالشكر لكل الأحرار العاملين بالقطاع الإعلامي العربي الذين يكرسون جهدهم ووقتهم في سبيل الترافع و الدفاع عن هذه القضية المصيرية.
فأوقفوا هذه المهزلة و قاطعوا دولة الاحتلال الإسرائيلي كما فعلتم بنظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا و كلاهما في تاريخ الإجرام سواء.