رئيس وزراء فرنسا الجديد “غابريال أتال” المثلي يُعين زوجه “ستيفان سيجورنيه” وزيرًا للخارجية

0
520

باريس – أعلن الأمين العام لقصر الإليزيه أليكسي كولر امس الخميس، خلال تشكيل الحكومة الجديدة، تسمية ستيفان سيجورني وزيرا جديدا للخارجية الفرنسية.

وسيحل سيجورني محل كاثرين كولونا التي ترأست الخارجية الفرنسية منذ مايو 2022.

يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عيّن يوم الثلاثاء غابرييل أتال البالغ من العمر 34 عاما رئيسا للوزراء، ليصبح أصغر رئيس للحكومة في فرنسا، وأول مثلي يقود الوزراء.

وكان ماكرون قد قبِل الاثنين طلب استقالة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن البالغة من العمر 62 عاما.

وتناولت وسائل إعلام فرنسية تاريخ رئيس الوزراء الفرنسي الجديد “غابرييل أتال” الذي يوصف بـ”ماكرون الجديد”، وبعض الحقائق عنه ومنها مجاهرته بمثليته الجنسية وعدواته الصريحة للإسلام والمسلمين، وتعرضه للتحرش عندما كان طالباً وحتى بعد دخوله الحكومة.

وأصبح غابرييل أتال بعمر 34 عاماً، أصغر رئيس وزراء في تاريخ الجمهورية الخامسة. وكان سابقًا وزيرًا للتعليم ، وكان أصغر عضو في الحكومة آنذاك.

وخلال انتشار وباء كوفيد-19، الذي أودى بحياة 166.176 شخصا في فرنسا، عُيّن أتال متحدثا باسم الحكومة وأصبح اسما مألوفا لدى الجمهور الفرنسي.

ومعروف عن غابرييل أتال، أنه شاب يهودي شاذ، ومجاهر بعداوته للإسلام.

يذكر أن أتال كان على علاقة مع المغنية جويس جوناثان وهو شاب، ومنذ 2017 دخل في عقد مدني مع النائب الأوروبي ستيفان سيجورني قبل أن يعلن في ديسمبر 2018 عن مثليته الجنسية.

ويشار إلى أن رئيسة الوزراء المستقيلة بورن يهودية أشكنازية، ورئيس الوزراء الجديد أتال هو يهودي سفارديم.

غابرييل منع ارتداء العباءات

وكان من قراراته الأكثر إثارة للجدل بعد شهرين من توليه منصب وزير التعليم منع التلميذات المسلمات من ارتداء العباءات، بموجب “مبدأ العلمانية”، وتوسيع نطاق الحظر على الرموز الدينية في المدارس الفرنسية العامة التي شملت بالفعل الصلبان المسيحية والكباه اليهودية والحجاب الإسلامي.

وبحسب موقع radiofrance شهد غابرييل أتال، صعوداً سريعاً منذ وصول إيمانويل ماكرون إلى السلطة. وتم تصنيفه كشخصية سياسية مفضلة لدى الفرنسيين، وفقًا لمقياس Ipsos-Le Point في ديسمبر 2023.

وكان المحامي خوان برانكو زميل غابرييل السابق في المدرسة الثانوية، قد كشف عام 2018، أن الوزير ابن المخرج السينمائي مثلي الجنس. وقد وصف سياسيون تعيين غابرييل وزيرا للتربية والتعليم بأنه “كارثة الصيف”، مؤكدين أن ذلك سينقل الوزارة “إلى المثليين والمتحولين جنسيا”.

وعقب شهر من ترقيته وزيرا عام 2023، أصدر قرارا في 27 أغسطس/آب بمنع ارتداء العباءات والقمصان الطويلة في المدارس، ما أثار جدلا وعرضه لانتقادات جمعيات حقوقية وتيارات سياسية معارضة.

ولد غابرييل أتال في 16 مارس/آذار 1989 في “كلامار” جنوبي غرب ضواحي باريس. والده إيف أتال (من أصل يهودي)، كان محاميا ومنتجا سينمائيا وصحافيا لبعض الوقت في جريدة لوموند، ووالدته ماري دي كوريس مسيحية أرثوذكسية، وكانت موظفة في شركة للإنتاج الإعلامي.

نشأ غابرييل مع شقيقته ووالدته، بعد انفصال والديه عام 2000، في الدائرتين 13 و14 بباريس. وإثر خلاف مع والده بين عامي 2010 و2013 ابتعد عنه، ولم يعد للتواصل معه إلا قبيل وفاته في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 بمرض السرطان عن عمر ناهز 67 عاما.

تعرض للتحرش في الكلية

ووفق المصدر ذاته كشف غابرييل أتال أنه تعرض للتحرش في الكلية قبل أن يجعل مكافحة التحرش أولويته خلال فترة وجوده على رأس وزارة التربية الوطنية.

وقال شخص مقرب من غابرييل أتال لـبرنامج 20 دقيقة عبر إذاعة فرنسا، إن نقطة التحول في حياته جاءت عام 2002، عندما كان عمره 13 عاماً واصطحبه والداه إلى مظاهرة ضد وجود جان ماري لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية”.

عام 2006، التحق وهو ابن الـ17 لأول مرة بصفوف الحزب الاشتراكي، الذي كان يقوده دومينيك ستروس، وكان الحزب المفضل لوالده أيضا. واتخذ غابرييل خطواته الأولى في السياسة بدعم ترشيح سيغولين رويال في الانتخابات الرئاسية عام 2007.

وقال لصحيفة لوموند: “لقد انضممت إلى الحزب الاشتراكي عندما كنت عضوا في حركة دومينيك شتراوس كان” .

من أوائل الداعمين لماكرون

عام 2012 قضى فترة تدريبية في البرلمان الفرنسي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وكان مسؤولا بشكل خاص عن كتابة الخطابات الرسمية.

في عام 2016 ظهرت حركة “إلى الأمام” التي أسسها ماكرون، وتطورت فيما بعد إلى إعلان تأسيس حزب الجمهورية إلى الأمام عام 2017، والذي أصبح “حزب النهضة” عام 2022.

وكان غابرييل أتال من أوائل الذين دعموا ماكرون علنا عندما قرر الترشح للرئاسة. وأصبح المتحدث الرسمي باسم الحزب من الرابع من يناير/كانون الثاني إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

ومن المعلومات غير المعروفة عن “غابرييل أتال” أنه لا يمتلك أي مسكن باسمه، وفقًا لأحدث إعلان للأصول تم تقديمه إلى الهيئة العليا لشفافية الحياة العامة (HATVP) في يونيو 2023.

وهو أمر نادر، وبحسب تصريحات له ، فإنه لا يزال لا يمتلك أي عقارات باسمه. بينما زوجته بريجيت هي التي تمتلك في مناطق Villa Monéjean في Le Touquet.

بيئة ثرية

كان والد غابرييل أتال، إيف أتال، محاميًا ومنتجًا سينمائيًا، ويقول غابرييل في مقابلة مع مجلة “التحديات”: ” كنت محظوظا لأنني ولدت في بيئة ثرية”.

ونشأ أتال بشكل خاص في المدرسة الألزاسية المرموقة والتي تحظى بشعبية كبيرة. ووالدته ماري دي كوريس تعمل أيضًا كمنتجة.
وقال لـوسائل إعلام فرنسية: “عندما كنت طفلاً، قرأ لي والدي السيرة الذاتية لنابليون”.

مضايقات في المراهقة

وكشف غابرييل أتال في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، في برنامج Seven to Eight، أنه تعرض للتحرش عندما كان مراهقا عندما التحق بالمدرسة الألزاسية في باريس.

وأشار إلى أن المتحرش به في ذلك الوقت استمر في الاعتداء عليه حتى عندما دخل الحكومة.

وقبل يومين ذكر بيان لمكتب الرئيس الفرنسي إن ماكرون كلف أتال بتشكيل حكومة جديدة غداة استقالة إليزابيث بورن بعد 20 شهرا على توليها المنصب.