روسيا تنسحب رسميًّا من معاهدة “القوات المسلحة الأوروبية” تعود لحقبة “الحرب الباردة”

0
336

موسكو – انسحبت روسيا رسميا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا عند منتصف ليل الثلاثاء، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الروسية على موقعها على الإنترنت يوم الثلاثاء.

وذكرت الوزارة أنه “اعتبارا من الساعة 00:00 في 7 نوفمبر 2023، تم الانتهاء من إجراء انسحاب روسيا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، والذي علقته بلادنا في عام 2007. وهكذا، باتت الوثيقة القانونية الدولية أخيرا من الماضي بالنسبة لنا”.

وأضافت أن روسيا لا ترى حاليا إمكانية إبرام اتفاقيات للحد من التسلح مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ولم تعد اتفاقيتان أخريان تتعلقان بالمعاهدة ساريتين بالنسبة لروسيا — مذكرة بودابست الموقعة في 3 نوفمبر 1990، والتي حددت المستويات القصوى للأسلحة والمعدات التقليدية لدول حلف وارسو الستة، واتفاقية الأجناب الموقعة في 31 مايو 1996، والتي عدلت المعاهدة الأصلية.

ودخلت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، التي تم توقيعها في الأصل في عام 1990 من قبل أعضاء الناتو آنذاك ودول معاهدة وارسو الست آنذاك، حيز التنفيذ في عام 1992.

وكان الهدف من المعاهدة هو إقامة توازن بين التحالفين العسكريين من خلال وضع قيود على كميات الأسلحة والمعدات العسكرية التي يسمح لجميع الأطراف بحشدها.

و علقت روسيا مشاركتها في المعاهدة عام 2007، وأوقفت مشاركتها الفعالة فيها عام 2015. وبعد أكثر من عام من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وقع الرئيس فلاديمير بوتين في مايو مرسومًا ببطلان المعاهدة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم: إن روسيا انسحبت رسميًّا من المعاهدة عند منتصف الليل، مضيفةً أنها أصبحت الآن “من التاريخ”.

وقالت الوزارة: “أبرمت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في نهاية الحرب الباردة عندما بدا تشكيل هيكل جديد للأمن العالمي والأوروبي على أساس التعاون، ممكنًا، وعندما بذلت المحاولات المناسبة”.

وقالت روسيا إن الدفع الأمريكي باتجاه توسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو” أدى إلى قيام دول الحلف “بالتحايل علانية” على القيود التي تفرضها المعاهدة على الحلف، وأضافت أن قبول عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي وطلب السويد الانضمام إلى الحلف يعني أن المعاهدة ماتت.

وقالت الوزارة: “حتى الحفاظ الرسمي على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا أصبح غير مقبول من وجهة نظر المصالح الأمنية الأساسية لروسيا”؛ مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يصدقوا على “معاهدة القوات التقليدية في أوروبا” المعدلة لعام 1999.

وقد تم التوقيع على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا في باريس عام 1990، وفي عام 1999 تم التوقيع على نسخة محدثة من الاتفاقية في قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE في إسطنبول.

وتم التصديق على المعاهدة المعدلة من قبل 4 دول فقط هي: روسيا وبيلاروس وكازاخستان وأوكرانيا. وفي عام 2007، علقت موسكو مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا “حتى تصدق بقية دول (الناتو) على اتفاقية التكيف وتبدأ في تنفيذ هذه الوثيقة بحسن نية”.