طالبت الكتابة الإقليمية للشبيبة الاتحادية بفرنسا، باستقالة قيادات الحزب المتورطة في ملف الدعم الإضافي الذي منحته له الدولة، والذي كشفه أخيرا تقرير للمجلس الأعلى للحسابات (مؤسسة دستورية تراقب صرف المال العمومي)..
ودعت الكتابة، في بيان لها، كلا من حسن لشكر، ابن إدريس لشكر، والمهدي مزواري عضو المكتب السياسي، وأحمد العاقد مدير الفريق النيابي بمجلس النواب، بالاستقالة من المسؤوليات الحزبية الدولية والوطنية والمحلية إلى حين إبراز الحقيقة؛ بخصوص موضوع الدعم المالي الإضافي الذي تلقاه الحزب وخصص للدراسات.
كما طالبت الكتابة الإقليمية للشبيبة الاتحادية بفرنسا، محمد محب المسؤول عن مالية الحزب، بالكشف الكامل عن لائحة الشركات المستفيدة من الصفقات.
وقال البيان، إنه “فيما يخص الدعم المخصص للدراسات، تنص المادة 32 من القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية على ما يلي: “يصرف دعم سنوي إضافي لفائدة الأحزاب السياسية (…) يخصص لتغطية المصاريف المترتبة على المهام والدراسات والأبحاث التي تنجز لفائدتها من طرف الكفاأت المؤهلة بهدف تطوير التفكير والتحليل والابتكار في المجالات المرتبطة بالعمل الحزبي والسياسي”.
وأضافت الشبيبة الاتحادية بفرنسا، بغض النظر عن عدم إسناد هذه المهمة لـ “كفاء ات مؤهلة”، وبغض النظر كذلك عن كون الدراسات “موجزة وتتضمن معلومات واقتراحات متوفرة للعموم”، يطرح السؤال الجوهري التالي: كيف لقيادة حزبية، صادقت عبر فريقها البرلماني على هذه الشروط المتعلقة بالدعم السالف الذكر، أن تخرق ليس القانون فحسب، بل قانونا تنظيميا يعد امتدادا للدستور المغربي.
وكانت الشبيبة الاتحادية بفرنسا، قد طالبت في بيان سابق، بإنشاء لجنة تحقيق حزبية مستقلة للنظر في كيفية استفادة بعض الأعضاء من المناصب، سواء في الهيئات المنتخبة أو الاستشارية ومشاريع الدعم والصفقات بعد تواطؤ واضح من قبل قيادة الحزب، وذلك في ظل عدم قدرة المكتب السياسي والمجلس الوطني و لجنة الأخلاقيات على المساءلة والمحاسبة”.
وكان المجلس الأعلى للحسابات قد اثار قضايا تتعلق بعدم التزام مكتب الدراسات بالمنهجية العلمية المعتمدة، مشيراً إلى أن الوثائق المقدمة لتبرير الدراسات المنجزة، والتي شملت 21 وثيقة باستثناء دراستين، لم تتبع المعايير العلمية الصارمة، مما ينقص من جودة النتائج وصلاحية الاقتراحات المقدمة.
وتساءل البيان عن جدوى صرف مبالغ مالية ضخمة من أجل إعداد “عروض أو مذكرات موجزة” تتضمن “معلومات واقتراحات عامة متوفرة للعموم”، حسب ما جاء في تقرير المجلس الأعلى.
واعتبر البيان أن ما يعرفه الحزب من “اختلالات وممارسات”، والتي سبق للشبيبة الاتحادية بفرنسا التنبيه لها، أصبح اليوم منهجية تمارس بطريقة علنية في غياب تام لأي سلطة رقابية مضادة قادرة على ضمان احترام المبادئ الأساسية للحزب وتطبيق القانون.
وكان المجلس الأعلى للحسابات أصدر أخيرا تقريرا عن صرف الدعم المالي الإضافي الموجه للأحزاب السياسية والمخصص للدراسات، حيث انتقد مجموعة من الأحزاب بخصوص طريقة صرف هذا الدعم.
وخصصت الدولة المغربية مبلغا ماليا قدره 28 مليون درهم (2.8 مليون دولار) للدعم السنوي الإضافي، المخصص للدراسات وهو ما يعادل نسبة %20 من الاعتمادات المالية المرصودة من قانون المالية لسنة 2022 لتغطية مصاريف تدبير الأحزاب السياسية وتنظيم مؤتمراتها الوطنية العادية. وجرى صرف %72 من المبلغ لفائدة سبعة أحزاب سياسية.
وبلغ الدعم السنوي الإضافي الممنوح لسبعة أحزاب ما يناهز 20,10 مليون درهم (2 مليون دولار)،تم صرفه بين شهري سبتمبر ونوفمبر 2022، لفائدة حزب التجمع الوطني للأحرار(5,61 مليون درهم)، وحزب الأصالة والمعاصرة (4,67 مليون درهم) وحزب الاستقلال (4,08 مليون درهم) وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (1,93 مليون درهم) وحزب التقدم والاشتراكية (1,45 مليون درهم)، وحزب الاتحاد الدستوري (1,31 مليون درهم)، وحزب العدالة والتنمية (1,05 مليون درهم).
يذكر أن حزبي التقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري قاما بإعادة الدعم للدولة دون صرفه.وصدر مرسوم الدعم الإضافي بالجريدة الرسمية بتاريخ 4 اغسطس 2022.