شكيب بنموسى يقر بفشل الوزارة المكلفة بالرياضة بتوفير الموارد البشرية لتدبير ملاعب القرب "المشروع الملكي"؟!

0
141

أقر وزير التربية الوطنية والتعليم والرياضة، شكيب بنموسى، بعجز وزارته عن تدبير وتسيير ملاعب القرب “المشروع الملكي ” المتميّز، تقصير الوزارة الوصية على قطاع الرياضة “بائن” للمتابع قبل مناقشته بمجلس النواب، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ترك أكثر من 800 ملعب للقرب  دون توفير الموارد البشرية اللازمة لتدبير هذه الملاعب وترك شباب في المقاهي وعلى أبواب المساجد..!

سبق وأن حذّرت “المنظمة الوطنية للنهوض بالرياضة وخدمة الأبطال الرياضيين” من الخطر المحدق بالشباب المغربي إثر صدهم من الولوج إلى المرافق الرياضة والترفيهية” ملاعب القرب” وأندية الكراجات وذلك لعدة أسباب منها : كيف ستواجه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربية “الفكر المتطرف الذي يتربص بالشباب وخاصة منهم الفارغ أو الحاقد أو المهمش” (..)، لأنّ أهمية مواجهة الفكر المتطرف بفكر أقوى يقلب الموازين لدى تفكير الشباب الذين تحولهم التنظيمات المتطرفة إلى سهام غادرة في ظهر الوطن، لأن البيت المضطرب والممزق والشاب الغاضب والساخط أحد المنافذ التي تحول الشاب إلى إرهابي أو رجل عصابات.. ونلفت الأنظار إلى أن الشاب لا يصبح إرهابياً بالصدفة، فهو يمر بمراحل عدة قبل أن يصل إلى “المرحلة الخطيرة”، وفق أساليب تخطط لها التنظيمات والجماعات المتطرفة والعصابات المتجارة في البشر.

ومن جهة ثانية كشف شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والرياضة، اليوم الإثنين، إن “عدد ملاعب القرب في المملكة، يجعل من غير الممكن للوزارة أن توفر الموارد البشرية الضرورية لتدبيرها”.

وأضاف الوزير، في جوابه على سؤال شفوي في مجلس النواب، “لهذا نحن نشتغل في إطار شراكة مع الجماعات والسلطات المحلية لإيجاد الحلول المناسبة لتدبير ملاعب القرب”.

وشدد الوزير على أن “ملاعب القرب تلعب دورا مهما في تعميم الرياضة في جميع أنحاء المملكة”.

وقال أيضا، “هناك عدد من النماذج الناجحة في تدبير ملاعب القرب بشكل مباشر من طرف الجماعات، أو من خلال مجموعات التنمية المحلية، أو من خلال التعاقد مع جمعيات مختصة”.

وأفاد بنموسى، بأن وزارته أعذت دفتر تحملات لتأطير العملية، بما يساعد لتتم المقاربة الضرورية لتسيير هذه الملاعب.

من جهته، قال عبد الصمد حيكر، النائب البرلماني عن العدالة والتنمية، إن ملاعب القرب تنعدم في الوسط القروي بينما تغيب العدالة المجالية بين المدن، مشيرا إلى “غياب منظومة منسجمة متكاملة متجانسة لتدبير ملاعب القرب”.

وأضاف في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، بمجلس النواب، اليوم الاثنين، أن هناك ملاعب قرب أحدثت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وملاعب أخرى أحدثتها الجماعات الترابية، في غياب أي منظومة متكاملة متجانسة.

وأشار أن بعض هذه الملاعب تعاني من غياب الصيانة وسواء التدبير والتسيير، وأحيانا الريع والاستغلال غير القانوني من طرف أشخاص محظوظين، إلى جانب التوظيف الانتخابي.

وأكد حيكر أن ملاعب القرب يمكن أن تشكل أرضية خصبة للتنقيب عن الأبطال وصناعتهم في إطار نوع من تكافؤ الفرص بين أبناء وبنات الشعب.

واقترح إحداث جهاز مستقل يتولى الإشراف على هذه الملاعب، وتوضع رهن إشارته كل ملاعب القرب تتولى مهمة التأطير والصيانة والتسيير والتنشيط، وتتولى أيضا مهمة التنسيق مع الجامعات الرياضية المختلفة.

لو نظرنا إلى تجارب بعض البلدان التي فصلت الرياضة عن الشباب، سنجد أنها نجحت إلى حد كبير في الارتقاء بالرياضة كون الجهد تركز على الرياضة وكيفية تطويرها، فعندما نجمع الرياضة والشباب والثقافة أو التربية والتعليم في وزارة واحدة تزيد الأعباء، لأن الوزارة تحمل هموم التعليم والتربية الوطنية والرياضة، وكلٌ له مشاكله والتزاماته، أضف إلى ذلك أننا في المغرب أطرنا مسييري الرياضة ومديرية الرياضة ضعيفة جداً وهذا يحتم علينا ضرورة فصل القطاعين.

مازال الوضع كما هو ومازالت الوزارة كما قالت جدتي هي وزارة للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ويتجلى لنا ان الوزير بنموسى فشل في تسيير قطاع الرياضة كما أنه يرى أن يبقي الوضع كما هو عليه بتفويض “مدير الرياضة ” مرة أخرى”من باب حب المسؤولية وجمع كل الخيوط والأطراف في يده وهو لا يدري أنه بذلك يسير في طريق استمرار الفشل، فهل سيأتي الوزير أو المسؤول الشجاع الذي يعمل على إعادة هيكلة القطاع ويعفي كل متهاون ومتسسبب في إخفاق الرياضة الوطنية وتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب في قطاع يدار لعدة قرون من طرف وزارة أخرى لا علاقة لها بالرياضة ولا هم يحزنون (..)؟.

عودة قضية الرياضة للنقاش.. الوزير بنموسى يفشل في تدبير الرياضة ويسلمها إلى مدير الرياضة مرة أخرى ؟!!

وكان وزير الشباب والرياضة المعفي ، رشيد الطالبي العلمي ، قد أقر بفشل وتسيّب مشروع ملاعب القرب في الممكلة الذي تم انجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكّدًا في جلسة سابقة بمجلس النواب أنّه مشروع فاشل، وأنّ الوزارة أطلقت صفقة منذ 2002 بقيمة 600 مليون درهم لتجهيز 1679 من ملاعب القرب غير أنّ المديرين المسؤولين للوزارة لم يقوموا بمهامهم، ولم يتابع أحد هذه الصفقات، وأنّ هذه المشاريع الضخمة قدمت خدمات لمن احتكرها.

إلا أنَّ االمفتش العام السابق قال لـ”المغرب الآن”، إنَّ الوزير محمد أوزين ومن جاء خلفه فشلوا في تنفيذ تكليفات الملك المفدى محمد السادس، حيث أخفقوا في رفع كفاءة عددٍ من مراكز الشباب على مستوى المملكة وتحديدا مشروع ملاعب القرب وعدد من ديور الشباب بالمدن الكبرى ناهيك عن الصغرى والقرى. 

وقد فضحت تقارير في وقت سابق، توصل بها عمال أقاليم ومقاطعات وولاة جهات ورؤساء أقسام العمل الاجتماعي ورؤساء اللجان المحلية والإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أساليب الاسترزاق الانتخابي والمالي والإداري في مشاريع ممولة من الدولة، وعلى رأسها ملاعب القرب.

وأشارت التقارير إلى عدد من الخروقات القانونية والإدارية في تدبير مشاريع ملكية برمجت ومولت من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتنمية الملكات الرياضية لدى الأطفال والشباب، ومحاربة الانحراف والإدماج السوسيو رياضي للسكان المستهدفين من خلال ولوج أوسع للتجهيزات والخدمات الأساسية وبناء ملاعب للقرب مجهزة بفضاءات عمومية وعشب اصطناعي.

وقالت التقارير، إن أغلب مشاريع القرب، سواء المسيرة من قبل جمعيات وتنسيقيات مدنية، أو مندوبيات الشباب والرياضة السابقة، زاغت عن أهدافها في إدماج عدد من الفئات الفقيرة التي تعاني الهشاشة وتسهيل ولوجها إلى هذه الفضاءات العمومية، وذلك عبر فرض إتاوات مالية.




وتتراوح المبالغ المحصلة نظير استغلال ملاعب المبادرة بين 200 درهم و300 للساعة، بينما تفرض جمعيات أخرى إتاوة على كل «رأس» تصل إلى 20 درهما للاعب، وهي طريقة «ذكية» يلجأ إليها بعض المسيرين لرفع عائداتهم المالية لعلمهم بوجود لاعبين احتياطيين في ملاعب 5/5 أو ملاعب 7/7.

وتحدث فاعلون جمعيون عن مبالغ مالية ضخمة تضخ في جيوب المسيرين كل يوم تصل إلى أكثر من ألفي درهم يوميا في الأدنى، باحتساب 10 ساعات فقط من اللعب، علما أن مسيرين يتحكمون في أكثر من ملعب ويحصدون حوالي 100 مليون سنتيم في السنة للملعب، في شكل مداخيل معفاة من أي التزامات (ماء،كهرباء، تسيير، حراسة، صيانة…)، ورسوم وضرائب، على غرار ملاعب القرب المسيرة من قبل الخواص.




وتشكل ملاعب للقرب بعمالات مقاطعات البيضاء نموذجا صارخا لتلاعبات في تدبير هذه المشاريع الملكية التي رصدت لها ملايين الدراهم، سواء تلك التي انتهت الأشغال بها ودخلت حيز التنفيذ، أو المشاريع المبرمجة بتراب المقاطعات الـ16 في إطار برامج اللجان المحلية أو الإقليمية.

يذكر أنّ تقارير عدّة استلمها رؤساء البلديّات والمحافظين ورؤساء أقسام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تفيد أنّ هذه الملاعب تحوّلت إلى وسيلة للاسترزاق المالي والانتخابي، مضيفة أنّ مشروع ملاعب القرب انحرف عن أهدافه وأنّ بعض الجمعيات تجنّي ملايين السنتيمات سنويًا على حساب الشباب الراغبين في الاستفادة من هذه الملاعب.