صحيفة هآرتس : اقتصاد المغرب يغرق في المجهول .. البطالة بين الشباب في الارتفاع وسط الغضب العام

0
217

تجاوزت ديون المغرب 880 مليار درهم خلال سنة 2021، وسط توقعات أن تقترض المملكة  3،3  مليار  دولار، خلال سنة 2022، لسد العجز الكبير في الميزانية، والأدهى أن هذه القروض لا توجه ل”الاستثمار المنتج”، لخلق مناصب الشغل، و رفع الغبن عن الشعب المغربي، الذي يدفع وحده ثمن السياسات العرجاء.

شنت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية هجوما عنيفا على النظام والحكومة المغربية  وسياساتها.

وقالت الصحيفة في تقرير لمحللها السياسي تسيفي برئيل، إن المغرب أنفقت ملايين الدولارات على المعدات العسكرية في الوقت الذي لم تتعاف فيه بعد من آثار الجفاف الشديد ووباء كورونا، في حين أن البطالة بين الشباب آخذة في الارتفاع، إلى جانب أسعار الإيجارات والغضب العام.

وقالت الصحيفة، استثمر المغرب  بكثافة في شراء الأسلحة والصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية، بما في ذلك نظام القبة الحديدية المضادة للصواريخ وصواريخ جو-أرض من إسرائيل في الوقت الذي لم تتعاف من الصدمات المزدوجة لفيروس كورونا والجفاف الخطير.

وأشارت إلى أنه في بداية العام، توقع البنك الدولي أن يبلغ معدل النمو السنوي لاقتصاد البلاد 3.2٪ ، لكنه انخفض مؤخرًا إلى 1.5٪ فقط.

ولفتت إلى أن المملكة تستورد 90 في المائة من النفط والغاز الطبيعي الذي تستهلكه، وقد ارتفعت تكلفته بشكل حاد منذ الحرب في أوكرانيا، مما أحدث فجوة كبيرة في الميزانية الوطنية المغربية.

وعلقت الصحيفة أنه في ظل هذه الخلفية، يمكن للمرء أن يتفهم الغضب الشعبي الهائل عندما اختارت وزيرة السياحة في البلاد، فاطمة الزهراء عمر، قضاء إجازتها في زنجبار بدلاً من المغرب.

وأشارت الصحيفة إلى ما كتبه الكاتب إسماعيل الحلواتي في مقال غاضب على موقع أخبارنا على الإنترنت الذي قال فيه “أدارت الوزيرة ظهرها لبلدها عندما ذهبت لقضاء إجازتها في زنجبار، حيث تدفع مصاريفها بالعملة الصعبة”، مؤكدة على أن الكاتب لم يكن الوحيد الذي اعترض على الأمر.

ولفتت حزب “النهج الديمقراطي” المغربي، الى أن تكريس سياسة الاستدانة، “سيزيد من رهن البلاد لدى المؤسسات المالية الدولية، وعلى راسها البنك الدولي، و صندوق النقد الدولي، ما يكرس التبعية، و فقدان السيادة  الوطنية والخضوع للشروط القاسية  و المجحفة، التي تفرضها هذه المؤسسات من تقشف في الخدمات الاجتماعية وخوصصتها وتفكيك الوظيفة العمومية والتحرير الكلي للاقتصاد والاسعار”.

وتذهب تلك القروض، وفق المصدر ذاته، ” لسد عجز الميزانية وتسديد الديون وفوائدها الكبيرة وليس للاستثمار المنتج، الذي يخلق فرص العمل، لامتصاص البطالة المتفشية، بشكل مهول او الى القطاعات والخدمات العمومية الاجتماعية، ما يعمق معاناة الشعب المغربي  و يحرمه من حقوقه الأساسية  في الصحة و العلاج والتعليم والسكن والحماية الاجتماعية “.

وخلصت افتتاحية نشرية حزب النهج الديمقراطي المغربي، الى أن الشعب المغربي ” هو من يدفع  ثمن اغراق البلاد في الديون، و ليس الطبقة البرجوازية الاحتكارية المسيطرة، و المستفيدة من الأوضاع القائمة عبر الاستغلال و النهب، و استثمار الموارد و الاموال العمومية خدمة مصالحها”.

 تفشي الفساد يضع الاقتصاد المغربي في “مأزق حقيقي” و “يهدد بانفجار شعبي “

وبلغت قيمة القرض التي حصل عليها المغرب من طرف البنك الدولي ب 236,7 مليون يورو خصصت لتنمية شمال شرق البلاد، التي تعرف تقهقرا خطيرا اقتصاديا و اجتماعيا.

ولاتزال الحكومة تتبنى سياسة اللامبالاة للأزمة التي تحاك ضد اقتصادها من ضعف في البنية التحتية لمنطقة الشمال الشرقي، والتي تواجه حاليا تحديات كبيرة بسبب موقعها النائي والكوارث الطبيعية والظواهر المرتبطة بالمناخ وعدم تطور القاعدة الصناعية فيها.

وفي يونيو من 2022، أعلن البنك الدولي عن توفير قرض آخر للمغرب بقيمة 500 مليون دولار بهدف زيادة الحماية من المخاطر الصحية، وتجنب خسائر رأس المال البشري في مرحلة الطفولة، والفقر في الشيخوخة، ومخاطر تغير المناخ.

وفي هذا السياق، كشف ذات البنك أن المغرب يعاني من ركود اقتصادي بعد جائحة كورونا وسنتين من الجفاف، تسببا في زيادة معدلات الفقر في المغرب.

أما على صعيد قطاع المحروقات في المغرب،  فقد عاودت أسعار الغازوال منحاها التصاعدي نحو الارتفاع مع مطلع سبتمبر الجاري، ما أثار غضب المواطنين المغاربة، متهمين شركات توزيع الوقود بـ”الجشع”.

ويكلف تكرير النفط خارج المغرب واستيراده المستهلك المغربي ثمنا باهظا، حيث أجمع محللون اقتصاديون  إلى أن إيقاف تشغيل محطة التكرير “سامير” ساهم بدوره في ارتفاع الأسعار في البلاد.

وطالب برلمانيون مغاربة من المعارضة رئيس حكومة الملياردير عزيز أخنوش، خلال جلسة استجواب في أبريل الماضي، بالتدخل لتحديد سقف للأسعار المرتفعة في الأسواق، غير أنه سارع إلى تكذبيهم معتبرا أن ما يقال عن الأرباح “الفاحشة” مجرد “أكاذيب”.

وتشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع الأسعار عموما خلال العام الجاري في معدلات ستفوق المتوسط المسجل خلال العقد الأخير، بحسب المندوبية السامية للتخطيط و الإحصاءات الرسمية في المغرب.