استغل عشرات من المغاربة، الاحتفالات بليلة رأس السنة الميلادية، للتسلل إلى مدينة مليلية المحتلة بحسب ما اعلنت عنه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وأعلنت منظمة مغربية غير حكومية على “تويتر” أن عشرات المهاجرين المغاربة حاولوا ليلة رأس السنة التسلل إلى جيب مليلية، عبر مدينة الناظور المغربية الحدودية.
واوضح بلاغ لأكبر الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان بالمغرب أن “عشرات الشباب المغاربة حاولوا التسلل” إلى مليلية شمال المغرب عبر نقطة الناظور .
ورغم استنفرت السلطات المحلية والأمنية مختلف أجهزتها، ليلة رأس السنة لمنع تدفق المهاجرين” نجح بعضهم في التسلل الى المدينة “.
وكانت السلطات المغربية قد نشرت دوريات ليلة رأس السنة لرصد تحركات المهاجرين الأفارقة في محيط معابر سبتة ومليلية المحتلتين .
صباح الجمعة ،لقي ما لا يقل عن 13 مهاجرا مغربيا من المناطقة الجنوبية للمملكة حتفهم في مأسات جديدة نهاية العام 2022 ،على مستوى شاطئ إيمي نتركا بجماعة مير اللفت بإقليم سيدي إفني بجهة كلميم وادنون جنوب المغرب، لاتتجاوز أعمارهم 28 سنة.
وفي 24 يونيو، حاول حوالى ألفي مهاجر غالبيتهم من السودان، الدخول بالقوة إلى مليلية، المنطقة غير الساحلية في الأراضي المغربية، عبر معبر الناظور الحدودي.
وخلفت هذه المحاولة، التي أدت إلى مواجهات عنيفة بين المهاجرين والشرطة لعدة أيام، 23 قتيلا وفقا للسلطات المغربية، و27 قتيلا وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وتعد الخسائر البشرية لهذه المأساة، التي أثارت سخطا شديدا في المغرب وخارجه، الأعنف خلال إحدى المحاولات الكثيرة التي قام بها مهاجرون لدخول مليلية وجيب سبتة الإسباني المجاور، الذي يشكل الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الإفريقية.
وكشفت تقارير أن قوات الأمن المغربية، أوقفت أكثر من 32 ألف مهاجر غير نظامي خلال العام 2022، 85 بالمائة منهم من جنسيات أجنبية ما يكشف حجم النجاحات المغربية في مواجهة الهجرة غير النظامية.
وكشف بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب حول حصيلة العام 2022 بأن “جهود مصالح الأمن الوطني لمكافحة شبكات تنظيم الهجرة غير الشرعية تكللت بتوقيف 32 ألفا و733 مرشحاً للهجرة من بينهم 28 ألفا و146 من جنسيات أجنبية مختلفة بما يعادل 85 بالمائة من إجمالي الموقوفين”.
وذكر أنه “تم تفكيك 92 شبكة إجرامية وتوقيف 566 منظما ووسيطا للهجرة، بنسبة زيادة فاقت 36 بالمائة مقارنة مع سنة 2021، التي عرفت توقيف 415 منظماً للهجرة”.
ولفت البيان، إلى أن “وثائق السفر وسندات الهوية المزورة المحجوزة خلال محاولات الهجرة غير النظامية بلغت 832 وثيقة، فضلا عن حجز 193 قاربا و156 محركا بحريا و61 ناقلة استخدمت في تنظيم عمليات الهجرة”.
وفي 2020، أوقفت السلطات المغربية نحو 12 ألفا و231 مرشحا للهجرة غير النظامية، وفكّكت 150 شبكة إجرامية تنشط بتنظيم الهجرة السرية، فيما تمكنت من تفكيك أكثر من 265 شبكة في 2021، حسب بيانات رسمية.
وتعد مدينتا مليلية وسبتة، الواقعتان على الساحل الشمالي للمغرب، أشهر نقطتين لعبور المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.
وتخضع المدينتان للحكومة الإسبانية، فضلاً عن الجزر الجعفرية وجزر صخرية أخرى في المتوسط، في حين يعتبر المغرب الجزر والمدينتين “ثغوراً محتلّة”.
والأسبوع الماضي استقبل المغرب اجتماعا لوزراء دفاع 18 دولة أعضاء مبادرة “5+5 دفاع”وبمشاركة 9 دول هي: فرنسا، وإيطاليا، وليبيا، ومالطا، وموريتانيا، والمغرب، والبرتغال، وإسبانيا، وتونس بهدف تنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة السرية والاتجار بالبشر.
وتعتبر المغرب ركيزة أساسية في المنطقة وجنوب المتوسط لمواجهة الهجرة غير النظامية التي تؤرق الجانب الأوروبي وخاصة اسبانيا.
وأشادت العديد من الدول الأوروبية بجهود المغرب لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية خاصة بعد ان أبرمت الرباط اتفاقات مع بروكسل ومدريد مرفقة بمساعدات قبل عدة سنوات.
ورغم الجهود التي تبذلها الرباط لمواجهة الظاهرة إلا أن الحكومة المغربية تؤكد انه لا يمكن وقف المهاجرين غير الشرعيين بالتعويل فقط على البعد الأمني وان الافضل التركيز على جهود تنمية البلدان الإفريقية الفقيرة وإقناع شبابها بالبقاء فيها.
وبالتوازي أعلنت النيابة العامة الاسبانية الجمعة أنها أغلقت تحقيقها في مقتل 23 مهاجرا إفريقيًا خلال محاولتهم دخول جيب مليلية الإسباني من المغرب في 24 حزيران/يونيو بعد أشهر من اعلان لجنة تقصي الحقائق المغربية عن أسباب وفاة المهاجرين والتي تمثلت أساسا في الاختناق بسبب التدافع.
وقالت النيابة الاسبانية في بيان إن هذا القرار جاء لعدم العثور على “مؤشرات إلى ارتكاب جنح في سلوك عناصر قوات الأمن” الإسبانية خلال هذه المأساة.
وأضاف البيان “لا يمكن أن نستنتج أن تصرفات عناصر الأمن زادت من المخاطر على حياة المهاجرين وسلامتهم الجسدية، وبالتالي لا يمكننا اتهامهم بالقتل غير العمد”.
لكن النيابة قالت إنها أرسلت إلى مسؤولي قوات الأمن عناصر لاتخاذ إجراءات تأديبية محتملة ضد عناصر أمن يشتبه في قيامهم بإلقاء الحجارة على مهاجرين.
أعلنت النيابة الإسبانية عن فتح هذا التحقيق بعد أيام قليلة من المأساة من أجل “إلقاء الضوء على ما حدث”.
لقي ما لا يقل عن 23 مهاجرا حتفهم في هذه المأساة، وفقا للسلطات المغربية، عندما حاول ما يقرب من 2000 مهاجر عبور السياج المرتفع الفاصل بين مليلية ومدينة الناظور الحدودية شمال المغرب.
وأفادت منظمات غير حكومية وخبراء مستقلون بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن 37 حالة وفاة خلال هذه المأساة، وهي أكبر حصيلة للوفيات على الإطلاق على الحدود بين المغرب وجيبي سبتة ومليلية الإسبانيين اللذين يمثلان الحدود الوحيدة للاتحاد الأوروبي في القارة الإفريقية.