عملية اعتقال ابومحمد الفاتح متهم بتولي مناصب قيادية لدى تنظيم داعش في سوريا تمثل ثمرة تنسيق امني موسع بين المغرب والولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا واليونان.
الرباط – فعلى ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المصالح الأمنية المغربية ممثلة في المديرية العامة للدراسات والمستندات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت المصالح الأمنية المختصة بدولة اليونان، الثلاثاء، من توقيف مواطن مغربي يبلغ من العمر 28 سنة، كان يشغل مناصب قيادية في الكتائب العملياتية لتنظيم داعش الإرهابي بمعاقله التقليدية بالساحة السورية.
و”ابومحمد الفاتح” مطلوب بموجب مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الانتربول بسبب تورطه في التخطيط لهجمات ارهابية داخل الاراضي المغربية.
وذكرت وسائل اعلام رسمية ان “معلومات استخبارية دقيقة” وفرتها المديرية العامة للدراسات والمستندات (المخابرات) والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الامن الداخلي) أفضت الى توقيف السلطات اليونانية “ابومحمد الفاتح” الذي يبلغ 28 سنة، و”كان يشغل مناصب قيادية في الكتائب العملياتية لتنظيم داعش الإرهابي بمعاقله التقليدية بالساحة السورية”.
وتمكنت أجهزة الأمن المغربية خلال السنوات الماضية من تفكيك المئات من الخلايا الارهابية، وخصوصا التابعة لتنظيم داعش، واحبطت العديد من مخططات الهجوم داخل المملكة التي ظلت الى حد بعيد في منأى عن الاعتداءات الجهادية الدامية.
ويتبنى المغرب سياسة التعاون الأمني الدولي باعتبارها ركنا رئيسيا في استراتيجيته لمكافحة الارهاب. وسبق ان ساهمت المعلومات الاستخبارية لدى الرباط في تجنيب دول في اوروبا مخاطر الاعتداءات الجهادية.
وفي ابريل/نيسان، قدمت السلطات المغربية معلومات لباريس حول مخطط وشيك لشن اعتداء على احدى الكنائس في فرنسا. وعلى الاثر، اعتقلت السلطات الفرنسية خمس نساء.
و”أبومحمد الفاتح”، كان قد التحق بصفوف تنظيم داعش بسوريا في سنة 2014، قبل أن يشغل مهام قيادية بارزة فيما يسمى بـ”الفرقة الخاصة” بمنطقة دير الزور، وفيما يسمى بـ”الشرطة الدينية” أو “الحسبة” بولاية الرقة.
وسبق أن ظهر المتهم في شريط مصور يوثق لعملية استهداف مقاتل سوري بواسطة سلاح حربي، وهو في حالة تلبس بالتمثيل بجثته ومتوعدا بقتال من سماهم أعداء الدين.
ونقلت وسائل الاعلام المغربية عن مصدر امني قوله ان “توقيف المشتبه فيه يأتي تتويجا لعمليات التنسيق المشترك وتبادل المعلومات الاستخباراتية المنجزة في إطار التعاون الأمني المتعدد الأطراف”، والتي ساهمت فيها بشكل فعال المصالح الأمنية المغربية ونظيراتها في كل من اليونان وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وأضاف المصدر أن عملية تصنيف المشتبه فيه بقاعدة بيانات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول، تشير إلى أنه كان يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية المغربية، للاشتباه في تورطه في التحضير والإعداد لتنفيذ مشاريع إرهابية كبرى وارتكاب عمليات تخريبية بالمغرب بإيعاز وتحريض من المتحدث السابق باسم تنظيم داعش.
وحسب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة، قال المصدر ان “ابومحمد الفاتح” استطاع الهروب من أماكن القتال التابعة لتنظيم داعش بسوريا في اتجاه أوروبا، وتحديدا اليونان، وذلك باستعمال وثائق شخصية مزيفة وانتحال هوية غير صحيحة، قبل أن يتم تشخيص هويته وتحديد مكانه وتوقيفه في إطار عملية أمنية مشتركة.
وتلقت السلطات القضائية المغربية اشعارا بواقعة التوقيف، كما يجري حاليا التنسيق مع السلطات المختصة في دولة اليونان عن طريق مكتب الأنتربول التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، وذلك من أجل إرسال الملف الرسمي لطلب التسليم.