فرنسا تستدعي سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور بسبب أزمة الغواصات بـ56 مليار يورو

0
239

باريس – أعلنت فرنسا أنها استدعت سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور بسبب “الخطورة الاستثنائية” لإعلان الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن ولندن وكانبيرا، الأمر الذي أفضى إلى إلغاء أستراليا  صفقة أبرمتها في 2016 مع مجموعة “نافال غروب” الفرنسية للصناعات الدفاعية لشراء غواصات تقليدية.

وقال وزير الخارجية جان ايف لودريان في بيان “بناء على طلب رئيس الجمهورية، قررت أن استدعي فورا إلى باريس للتشاور سفيرينا لدى الولايات المتحدة وأستراليا. إن هذا القرار الاستثنائي تبرره الخطورة الاستثنائية لما أعلنته أستراليا والولايات المتحدة في 15 ايلول/سبتمبر”.

وصباح أمس الخميس أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أنّ بلاده فسخت عقداً ضخماً، وصفته صحيفة لوفيغارو الفرنسية بـ”عقد القرن”، أبرمته مع فرنسا في 2016 لشراء غواصات تقليدية لأنّها تفضّل أن تبني بمساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا غواصات تعمل بالدفع النووي.

وقال موريسون للصحافيين في كانبيرا إنّ “القرار الذي اتّخذناه بعدم إكمال الطريق مع الغواصات من فئة أتّاك وسلوك هذه الطريق الأخرى ليس تغييراً في الرأي، إنّه تغيير في الاحتياجات”.

وليل الأربعاء أعلنت واشنطن الساعية لتعزيز تحالفاتها في كلّ الاتجاهات للتصدّي لبكين، تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يضمّ إليها كلاً من لندن وكانبيرا.

وأتى الإعلان عن المعاهدة الأمنية الثلاثية الجديدة التي أطلق عليها اسم “أوكوس” خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض وشارك فيها عبر الفيديو كلّ من رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون.

وإثر صدور هذا الإعلان أعلنت أستراليا إلغاء الصفقة الضخمة التي أبرمتها في 2016 بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو) لشراء 12 غواصة تقليدية من طراز “أتّاك”.

ووصفت فرنسا القرار الأسترالي بأنه “طعنة في الظهر”، تلوح بأن هذه الخطوة قد تؤثر على محادثات التجارة بالمعنى الواسع.

وكانت فرنسا قد أعربت الخميس عن غضبها بسبب صفقة الغواصات، وقال لودريان لإذاعة “فرانس انفو”: “أنا غاضب.. إنه أمر لا يمكن فعله بين الحلفاء… إنها صفعة على الوجه “. وأوضح: “لقد أقمنا علاقة ثقة مع أستراليا، وقد تعرضت هذه الثقة للخيانة”، مضيفا أن كانبرا يتعين عليها الآن أن تشرح كيف تعتزم الخروج من الصفقة.

وسعت  واشنطن إلى تهدئة غضب باريس  وقال ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس إن فرنسا “شريك حيوي” في منطقة المحيطين الهندي والهادي وإن واشنطن ستواصل التعاون مع باريس.

وفي وقت لاحق أمس الخميس، سعى رئيس الوزراء البريطاني إلى تهدئة حالة التوتر، في ظل الانتقادات التي تم توجيهها للتحالف الأمني بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا المعروف باسم (أوكوس) والذي سيؤدي إلى حصول كانبيرا على غواصات تعمل بالطاقة النووية.

من جانبها حاولت أستراليا اليوم الجمعة التخفيف من غضب الصين بعد الإعلان عن شرائها غواصات تعمل بالدفع النووي من الولايات المتحدة، متعهدة احترام القانون الدولي في المجالين الجوي والبحري اللذين تطالب بهما بكين.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في مقابلة مع محطة “2 غيغابايت” الإذاعية الجمعة إن الصين لديها “برنامج كبير جدا لبناء غواصات نووية”.