فيلم وثائقي “باي باي طبريا”في مراكش “يفتح آلام الماضي”و يسلّط الضوء فلسطينيات النكبة وما بعدها

0
491

 عُرض فيلم وثائقي يستعيد محطات رئيسية في حياة الممثلة الفرنسية الفلسطينية هيام عباس، السبت، في مهرجان مراكش الدولي للسينما حيث يشارك في المنافسة، وقد لقي صدى لافتا على خلفية الحرب في قطاع غزة.

ووسط تصفيق حار، هتف الجمهور المغربي الحاضر بعبارة “تحيا فلسطين” بعد عرض فيلم “باي باي طبريا” (Bye Bye Tiberias) الذي أخرجته ابنة هيام عباس الفرنسية الجزائرية لينا سويلم.

ويتناول الفيلم في إطار وثائقي خاص رحلة بحث تقوم بها المخرجة في جذورها وهويتها مسلطة الضوء على ماهية العائلة والوطن من خلال قصة إنسانية عالمية تدور حول الفقدان والحنين.

ويفتح الفيلم الوثائقي “آلام الماضي” ليعكس الخيارات الحياتية الصعبة التي تواجهها هيام عباس ونساء من عائلتها، متخذا نقطة البداية من النكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل عام 1948 وما رافقها من تهجير ونفي.




وقالت لينا سويلم إن “القصص التي ترويها هاتيك النسوة في هذا الفيلم لا تتمحور فقط حول تناقل بين امرأة وأخرى، أو من ابنة إلى أمها، أو من أم إلى ابنتها”، بل إنها “تنقل قصة أشخاص محرومين من هويتهم”.

وقد هُجّرت عائلة هيام عباس قسرا عام 1948 من طبريا إلى دير حنا، على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا إلى الشمال الغربي، وهو ما يرويه الفيلم من خلال العديد من الأرشيفات الشخصية.

هيام عباس، المولودة عام 1960 في شمال إسرائيل، هاجرت في ثمانينات القرن العشرين إلى لندن ثم إلى باريس، مدفوعة برغبتها في دخول مجال السينما.

وأدت عباس أدوارا كثيرة خلال مسيرتها الطويلة، أبرزها في “العروس السورية” (إران ريكليس، 2004)، و”ميونيخ” (ستيفن سبيلبرغ، 2005)، “الجنة الآن” (هاني أبوأسعد، 2005) والمسلسل الأميركي “ساكسيشن”.

وأضافت سويلم “نحارب محو الهوية من خلال قصصنا، وهذه الصور تشكل دليلاً على وجودٍ يتم إنكاره”، لافتة إلى أنها تفكر “في سكان غزة الذين هم في الواقع أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون مثل سائر البشر أن يجدوا مكانا لهم في العالم”.

وكان لعرض الفيلم المقرر طرحه في صالات السينما الفرنسية خلال الربيع المقبل، والذي يمثل فلسطين في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي لعام 2024، في مراكش وقع خاص بفعل توقيته بموازاة الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يحتفي بعشرينيته بحضور جمهرة ألمع نجوم السينما المغاربة والعالميين

وقالت عباس للجمهور في مهرجان مراكش الذي يقام في الفترة من 24 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 2 ديسمبر/كانون الأول “لقد قلتُ لنفسي إنه لا ينبغي أن أكون عاطفية أكثر من اللازم، ولكن من الصعب علينا، نحن الفلسطينيين، ألا نكون كذلك”.

ومن الأمور اللافتة خلال الدورة العشرين لهذا المهرجان، إلغاء العروض التقليدية في ساحة جامع الفنا، بسبب الرغبة في تنظيم فعالية “رصينة بلا احتفالات” بسبب حرب غزة، بحسب المنظمين.

وقد ألغى المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي مشاركته المقررة أساسا في المهرجان هذا الأسبوع، “لأسباب شخصية”، بحسب المصدر نفسه.

ويتنافس فيلم “باي باي طبريا” للمخرجة الفلسطينية لينا سوالم إلى جانب فيلمي “كذب أبيض” للمخرجة المغربية أسماء المدير، و”عصابات” للمخرج المغربي كمال الأزرق، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

وأسندت إدارة المهرجان رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للممثلة والمنتجة الأميركية جيسيكا شاستين التي حصلت العام الماضي على جائزة أوسكار أفضل ممثلة.

وسيرافق جيسيكا شاستين كل من الممثلة الإيرانية زر أمير، والممثلة الفرنسية كامي كوتان، والممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأميركية دي ريس، والمخرج السويدي المصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني.

ورفع الستار مساء الجمعة عن الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي ستستمر حتى الثاني من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

واختارت إدارة المهرجان فيلم “قاتل مستأجر” للمخرج الأميركي ريتشارد لينكليتر وبطولة غلين باول لافتتاح هذه الدورة، وهو عمل يمزج بين الحركة والكوميديا الرومانسية، وينتظر أن يكون واحدا من أكبر النجاحات السينمائية في نهاية هذه السنة.

وكرم خلال مراسم الافتتاح الدانماركي مادس ميكلسن الذي وصفه الممثل الأميركي ويليم دفو بأنه “ممثل متعدد المواهب يضفي العمق والذكاء ولمسة خاصة” على أدواره، وسلمه جائزة “النجمة الذهبية”.

وبمناسبة بلوغ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش دورته العشرين، احتضن قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، مساء السبت، حفلا، وذلك بحضور جمهرة من ألمع نجوم السينما المغاربة والعالميين.