مادس ميكلسن يكرم بالنجمة الذهبية ويشكر جلالة الملك المفدى وسمو الأمير مولاي رشيد على هذه اللفتة الكريمة

0
309

 انطلقت الدورة العشرون من فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في مدينة مراكش بلحظة افتتاح مميزة، حيث كُرِّم الممثل الدنماركي الموهوب، الذي يتميز بمسار فني عالمي رائع، مادس ميكلسن.

وفي حفل الافتتاح، ألقى ميكلسن كلمة مؤثرة عبر فيها عن امتنانه للجهود الجبارة المبذولة من قبل منظمي المهرجان الدولي للفيلم في مراكش. وعبّر عن فرحه وامتنانه لتكريمه بهذه الطريقة الراقية. ووجه الشكر بشكل خاص للعاهل المغربي الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد على هذه اللفتة الكريمة.

وأكد ميكلسن أن هذه اللحظة تعد فخرًا كبيرًا بالنسبة إليه، وأعرب عن قراره الاحتفاظ بالنجمة الذهبية التي حصل عليها من المهرجان بكل اعتزاز وامتنان.

مادس ميكلسن، الفنان الذي أسر قلوب الجماهير بفضل أدائه الفني الرائع والمؤثر، وُلد في أوستربرو، كوبنهاغن، حيث تناغمت مهاراته مع روح المدينة ليصبح واحدًا من ألمع نجوم السينما العالمية، فقد برع في دمج التنوع والاحترافية في تجسيد الشخصيات، مما جعله يتألق كنجم لا يُقدر بثمن في سماء الفن.

منذ بداية مسيرته الفنية اللامعة، استطاع ميكلسن أن يتألق بتأديته الاستثنائية للشخصيات. اشتهر على الساحة العالمية بتقديمه المذهل لشخصية كلي شيفر في “كازينو رويال” عام 2006، حيث أبدع في تجسيد شخصية شرير بكل رشاقة وإثارة، وقام بممارسة الفن بأسلوب يظل خالدًا في ذاكرة الجماهير.

فيلم وثائقي “باي باي طبريا”في مراكش “يفتح آلام الماضي”و يسلّط الضوء فلسطينيات النكبة وما بعدها

ولكن تألق ميكلسن لم يقتصر على أدوار الشر فقط، بل استمر في إبراز موهبته المتنوعة من خلال أدائه الرائع في فيلم “الصيد” الذي أُنتِجَ عام 2012. في هذا الفيلم، أتى دوره كلوكاس، المُعلِّم الذي يتعرَّض لاتهامات ظالمة، حيث برزت قدرته على استعراض تعقيدات الصراعات الإنسانية بكل أريحية.

تألق ميكلسن ببراعة في ساحة الفن التلفزيوني، حيث قدّم أداءً فنيًّا استثنائيًّا في شخصية هانيبال ليكتر، تلك الشخصية الفريدة التي تجسدت في المسلسل النفسي المثير “هانيبال” خلال الفترة من 2013 إلى 2015.

وبفضل قدراته الفنية الفريدة، استطاع أن يمنح هانيبال ليكتر لمسةً خاصة من السحر، إعادًا تعريفًا فنيًّا لتجسيد فكرة الشر، ولم يكتفِ ميكلسن بإرضاء الجماهير، بل تجاوز ذلك، حاز على جوائز فاخرة وترشيحات متعددة، فقد فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي عن تقديمه لأدواره الرائعة في “الصيد”، مما يسلط الضوء على تفوقه اللافت في فهم أعماق الشخصيات ومنحها حياة فنية فريدة.

وعقب هذا التكريم المستحق، عرضت إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش  فيلمه “القاتل المأجور”.

وتدور أحداث فيلم “قاتل مأجور” حول رجل يُدعى جاري جونسون، أستاذ فلسفة عادي والذي يكشف عن جانبه الخفي كقاتل مأجور، حيث يمتزج بين حياته اليومية كأستاذ ودوره في عالم الجريمة، إذ نشاهد شخصيته العادية في البداية، ولكن سرعان ما يكتشف أن اهتمامه بالفلسفة وقططه الشخصية يقودانه إلى عمل سري يشمل المراقبة والتورط كقاتل مأجور، وتتداخل حياته الاعتيادية مع حياة الجريمة بشكل مشوق، مما يضيف جوًا من التشويق والغموض على القصة.

وتمزج معظم المشاهد بين الكوميديا والدراما السوداء، وتتضمن عناصر من الجريمة الحقيقية، كما تركز الحبكة الدرامية على الطابع اللامبالي للتمثيل، حيث ندرك أداءً مميزًا للبطل من جهة ولكاتب السيناريو غلين بويل من جهة أخرى.

وأبرز تكوين اللقطات أيضًا تفاعلًا حيًا وواقعيًا بين بويل والممثلة أدريا أرخونا، حيث أفرزت مشهدًا ممتعًا رغم بعض التباطؤ الزائد في بعض اللحظات، ولكنه يقدم تجربة سينمائية فريدة وجاذبة.

يبرز المخرج لينكليتر مهاراته في فن الفكاهة، محافظًا في الوقت ذاته على توازن إيقاع الفيلم، الذي يُعتبر تحديًا في أدائه الإخراجي، كما أن أداء مادس ميكلسن  يبهر الجميع، وتثير مهاراته التفوق في الجريمة اهتمامًا كبيرًا.