اتهمت الحركة “18 شتنبر” التي يقودها البرلماني السابق، سعيد شعو، المخابرات الجزائرية، بفتح مكتب “حركة الريف” للمطالبة باستقلاله معتبرة أن ذلك هو “تصرف طائش”، وأنها “ترى أن الذين تحركهم الجزائر وتدعمهم ماديا ومعنويا لا يمثلون إلا أنفسهم”.
وقالت حركة في بلاغ لها، أنه لم يسبق للحركة أن نسقت مع الحركة الموجود بالجزائر، أو شجعتهم أو دفعت بهم إلى الانخراط في عملية تصفية الحسابات الشخصية على ظهر الريف”.
وأشارت الحركة أنه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمكتب الذي أعلن الجارة الشرقية الجزائر إحداثه لمن وصفتهم بالمطالبين باستقلال الريف، مؤكدة على أن المشاكل التي يعاني منها الريف حاليا “يجب حلها في إطار مغربي مغربي”.
وذكر المصدر ذاته أن الحركة“واعية تمام الوعي بأن مشاكل سياسية عالقة تهم الريف، وتعيد التأكيد على أن المشاكل يجب حلها في إطار داخلي- مغربي مغربي، دون الحاجة أبدا إلى أيد أجنبية لا تهمها إلا مصالحها الذاتية للتشويش على المسار السياسي الذي يتعين علينا جميعا التفكير في المشاركة فيه ودعمه بالمقترحات الإيجابية”.
وأكدت الحركة على أنها “استمعت إلى صوت الريفيين حينما رفعوا شعار نحن لسنا انفصاليين إبان حراك الريف، وتتوافق نظرتها مع نظرة نشطاء حراك الريف عندما أدانوا وبصوت مرتفع، محاولات جهاز المخابرات الجزائرية استغلال التوتر في الريف لتحقيق أهدافها”.
وإلى جانب تنديد الحركة بـ”الأعمال الطائشة” للجارة الشرقية الجزائر، فإنها جددت المطالبة بـ”إطلاق جميع المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم من تبقى من المعتقلين الريفيين على خلفية حراك الريف”.
وكانت الجزائر، اثارة جدلا، قبل أسبوع، بعدما احتضنت ما يوصف بالحزب “الانفصالي” في الريف، من خلال بعض الأشخاص المقيمين في أوروبا، ومن ثم استدعاؤهم وتخصيصهم بتمثيلية رسمية في الجزائر العاصمة.
وتشهد العلاقات الجزائرية – المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء المغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994. ويواصل النظام الجزائري تحركاته الدعائية، ويقول خبراء إن الدعاية تحولت إلى هستيريا وانفلات وتحريض.
وعرفت الفترة الأخيرة انتشارا كبيرا لحملات إلكترونية تهاجم المملكة المغربية وشعبها، تقف وراءها صفحات جزائرية، في محاولة منها لنشر الحقد بين الشعبين وزرع الفتنة. وينتقد مغردون البروباغندا الإعلامية في الجزائر التي تروج لوجود إجماع شعبي حول استحسان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجار الشقيق المغرب! متسائلين “كيف عرفتم ذلك؟”.
ودائما ما يقرن المسؤولون في الجزائر كلمتي الحرب والإعلام في تصريحاتهم. وتسيطر على المسؤولين نظرية مفادها أن البلاد تواجه “مؤامرة من الخارج تتضمن موجة التدفقات الإعلامية الخارجية، لإحباط معنويات الجزائريين والمساس بمصداقية مؤسسات الدولة الأكثر حساسية”.
وكانت دعوة العقيد الجزائري المتقاعد مختار مديوني، الذي اشتغل سابقا في صفوف القوات الجوية الجزائرية، إلى تنفيذ هجمات إرهابية في الأراضي المغربية خلال حلقة من برنامجه “كرايزس” الذي يبث على قناة “الحياة” الجزائرية، شغلت الأوساط الإعلامية في البلدين. وطالب مديوني عناصر جبهة بوليساريو بشن هجمات إرهابية على الأراضي المغربية، وألا يقتصر ذلك على الأقاليم الجنوبية، بل أن يشمل مدينتي الدار البيضاء ومراكش.
وخاطب العقيد العسكري المتقاعد عناصر بوليساريو بالقول “يا صحراوى الذين يبتغون الاستقلال، موتوا واستشهدوا على بلادكم، وحولوا الحرب حتى داخل الأراضي المغربية بغرض خلق الرعب وسط المجتمع المغربي”.